الصفار في حسينية الزهراء: سمو الأخلاق والاستشارة والموقف السياسي.. 3 قبسات من سيرة الإمام الرضا
أقامت حسينية دار الزهراء مجلسا بذكرى استشهاد الامام علي الرضا , تحدث فيه سماحة الشيخ حسن الصفار قائلاً: اننا نعيش ذكرى استشهاد الامام الرضا -- نقتبس ثلاث قبسات من هدي سيرته الطاهرة النقية الأولى : سمو الأخلاق من سمو الذات، والثانية: الاستشارة نهج الصواب، والثالثة : الموقف السياسي للامام الرضا .
وأضاف علماء الأخلاق قالوا ان الانسان له صورة جسمية تبين شكله الخارجي من حيث القول والجمال وهناك صورة أخرى داخل الانسان من خلال أخلاقه فكما الأجسام تختلف في أشكالها كذلك النفوس تختلف في مستوياتها ويتبين من خلال ذلك مستويات الأخلاق.
جاء التأكيد في النصوص الدينية على أهمية الأخلاق وفي تحديد مكانة الانسان في الدرجة الأولى ان العبد ليبلغ عند الله رفيع الدرجات في الآخرة بحسن أخلاقه ، من كلام لأمير المؤمنين (رب عزيز أذله خلقه ورب ذليل أعزه خلقه)، عزيز عنده مال أو منصب مقومات القوة والعزة تتوافر في شخصيته لكن أخلاقه السيئة تذله تجعله غير محترم عند الناس.
الله يخاطب نبيه الكريم (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك والأخلاق مسألة مهمة لذلك النبي يرى مهمته الاساس في رسالته (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، وامتدح الله نبيه ﴿وانك لعلى خلق عظيم﴾.
وقال الصفار: ان المحطة الثانية هي الاستشارة نهج الصواب، لافتاً الى ان الامام ينقل عن أبيه الكاظم انه كان يشاور بعض خدمه فقيل له كيف تشاور الأسود (ربما فتح الله تعالى على لسانه)، روي عن أحد الصحابة (ما رأيت أحدا أكثر استشارة لأصحابه من رسول الله ).
وأشار الى ان المنهج السليم الذي يوصل الانسان الى الصواب سواء على مستوى فردي أو أسري، القرآن يتحدث عن فطام الطفل الصغير لابد من التشاور في الموضوع ﴿فَاِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ﴾، الاسلام يرى نهج المشاورة والمهم من تلك ادارة المجتمع لا يصح الاستبداد بالرأي دون أخذ رأي الآخرين دون المشاورة مع الآخرين فهم يساعدون على الرأي الصائب المجتمعات المتقدمة هي التي تأخذ هذا المنهج لا أحد يستبد بالرأي.
وأكد الصفار ان المجتمع الناضج هو الذي يبتكر صيغا لاجتماع ذوي الرأي فيه ومجتمعاتنا تمر بها الاخطار ليس لها اطر لتدرس الأمور وتقرر المواقف.
وأشار الى المحطة الأخيرة وهي الموقف السياسي للامام الرضا ما حصل في حياته حالة استثنائية الخليفة العباسي يطلب من الامام التنازل عن الحكم وطرح عليه وليا للعهد ورفض الامام وتحت التهديد فرض على الامام قبول ولاية العهد، وبعث الى الامام وأبلغاه التهديد وقبل الامام واشترط دون أن يتحمل مسؤولية فعلية وشريكا فعليا في الحكم وبويع للامام لولاية العهد. وأوضح الصفار أن الامام رأى هناك امكانية للاستفادة واتاحة الفرصة لنشر مفاهيم الاسلام وتعاليم الدين واستفاد الامام من وجوده في جلسات الحوار والمناظرات مع زعماء اليهود والنصارى ومختلف الديانات والاتجاهات. أتيحت فرصة للامام لكي يتواصل مع الناس ويربي رجالا ليسيروا على نهج الامام وعمل على فك الحصار على اتباع أهل البيت عليهم السلام وهذا يعطينا درسا بليغا ان على المؤمنين في كل عصر ان يستفيدوا ويستثمروا الفرص المتاحة لهم من أجل ان يعرفوا بأنفسهم ومبادئهم ويوصلوا رسالتهم وألا يتوانوا من الاستفادة من أي ظرف من الفرص المتاحة لايصال المفاهيم لأبناء الأمة.