الصفار يدعو إلى «التوازن» بين الأمومة والنشاط الاجتماعي
دعا الشيخ حسن الصفار، المرأة إلى التوازن بين الأمومة، والنشاط الاجتماعي، مؤكداً أهمية دورها في المجتمع. وقال خلال استقباله ضيفات ملتقى «التواصل الوطني» مساء أول من أمس، خلال زيارتهن التعريفية إلى محافظة القطيف: «إن الأمومة أسمى وأهم وظيفة تقوم بها المرأة، لكن هذا لا يعني أن عليها أن تنحصر في هذا الدور، وتمتنع عن القيام بباقي الأدوار».
وطالب الصفار، المرأة بــ «انتزاع حقوقها». وأردف أنه «في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، شاركت المرأة في المعارك، مثل معركة أحد، إلى جانب الرجل صفاً صفاً». وأضاف «كانت المرأة توصل افكارها الى الخلفاء والأمراء في بعض قراراتهم. ولم يجدوا في ذلك غضاضة»، معتبراً سورة المجادلة «أكبر دليل على أهمية دور المرأة، إذ تتحدث السورة عن تلك التي تجادل الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد التشريعات».
وحول مشاركة المرأة في الانتخابات، قال بحضور الناشطة سمر بدوي، أولى المطالبات بحق المرأة المشاركة في الانتخابات ناخبة ومرشحة: «إن تكثيف مطالبة المرأة سيجدي نفعاً»، مبيناً أن «الكثير من المسؤولين على قناعة بضرورة تحقيق حقوقهن، لكن الأمر بحاجة إلى الوقت، وأن تكثيف مطالبات المرأة سيحقق مطالباتهن، ولو في المستقبل البعيد، كون التاريخ لا يسير على وتيرة واحدة، ولا يقف عند مكان محدد»، لافتاً إلى أن «المجتمع يعيش صراعاً، فالبعض يتحفظ على مشاركة المرأة، والآخر يشجعها ويدفعها إلى الأمام»، مضيفاً أن «مشاركة المرأة وصوتها يعطي قوة للرأي المنفتح المُشجع». وتضمن اللقاء الذي استمر زهاء 90 دقيقة، مداخلات عدة، إذ وجهت الإعلامية تهاني الجهني، انتقاداً لبعض المحطات الفضائية المتطرفة مذهبياً، التي «انتزعت الصورة الحقيقية لأبناء بعض المذاهب، وشوهت صورتهم، بخطابها المتطرف والمتعصب». وقال الصفار: «إن الأمر يُعد جرحاً أليماً»، ناصحاً بــ «تقديم الخطاب المعتدل». وذكر «قرأت اليوم عن وجود ثلاثة آلاف موقع يساهم في ترويج المخدرات، وهذا الأمر لا يرضي الدول، ولا المواطنين، ويجب علينا خلق بدائل وتوعية الناس للانتباه من بعض خطابات التحريض، والاتجاه نحو الخطابات المعتدلة». وشدد على ضرورة التواصل الوطني، الذي له «منافع تفوق الكثير من العبادات التنفلية». وذكر أن «التواصل الاجتماعي بين الناس لا يعد من الأمور المكملة، بل هو من الأساسيات». وأوضح أن «الأشخاص الذين يسيئون التعامل مع الآخرين، أو مع الأفراد الذين يحيطون بهم، لن يتقبل الله منهم باقي الأعمال». وأشار إلى أن نجاح علاقة الناس بالآخرين تعتمد على فهمهم للدين. وقال: «إن هذا الأمر يحتاج لمعرفة نوع نظرتنا للآخرين».
وأوضح أنه «ليس مطلوب منك أن تكون متفقاً مع من يتفق معك في الفكر والمذهب فقط»، مبيناً أن «بعض الفتن رسمت شرخاً في علاقات الناس مع بعضهم. وهذا الأمر يجب أن ينتبه له الجميع». وأستشهد برأي دعاة ومشايخ حول دخول وقت الفجر، وأنه يختلف 17 دقيقة، وأنهم يرون أن تقويم أم القرى خاطئ، وعلى الإنسان أن لا يعتمد عليه، وإنما يؤخر صلاته 17 دقيقة»، مبيناً أن «الأمر لا يخرج عن نطاق الاختلاف، ولا يجب أن يصل إلى حد الخلاف».
وذكر أنه «زارني طلاب مبتعثون قبل يومين، وشعرت بالخجل من نفسي، حين علمت منهم أن لديهم أصدقاء يهود ومسيحيين. فيما فشلنا نحن المسلمين في إيجاد بيئة متعايشة». وقال: «إن الاختلاف لا يمكن تلافيه، لكن علينا أن لا نحوله إلى قطيعة».