نبذ المتطرفين مُشعلي الفتنة الطائفية
لم يعد من المقبول أن يبقى العلماء في خانة الصامتين الذين يسمعون القول الفاحش، والفعل المحرض للفتنة فيبقوا صامتين، لذا لابد من الصدع لفضح المتشددين والمتطرفين الذين يؤججون العداء بين أبناء الإسلام لتطال شتائمهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتابعين وأمهات المسلمين الذين هم خيرٌ منا جميعاً.
هؤلاء الذين ينفذون ما يريده المتربصون بالأمة بالعودة إلى الماضي، والذي كان آخر أعمالهم المشينة ما نظمه شتامون في العاصمة البريطانية وأمثال هؤلاء لا يدركون بأنهم يسيئون إلى سماحة الإسلام وتماسك أبنائه في هذه المرحلة التي ينبغي أن تعلو فيها الأصوات العاقلة المتزنة لوأد المثيرات التي تشق الصف وتخلخله في الجسد الإسلامي ولا تخدم غير أعداء المسلمين الذين يدفعونهم لإشعال فتنة طائفية بين أبناء الأمة الإسلامية.
ما قام به هؤلاء الشاذون ما يزال بحاجة إلى المزيد من الأصوات الواعية والصادقة داخل الصف الشيعي ولذا فإن إعلان الشيخ حسن الصفَّار براءة المذهب الشيعي من أي مسؤولية تصدر عن متعصبين أو متشددين شيعة في حق أم المؤمنين السيدة عائشة وغيرها من زوجات النبي رضي الله عنهن، خطوة إيجابية وحكيمة، بحاجة إلى تعزيزها في مواجهة هذا التطاول وبحاجة إلى أصوات المراجع الشيعية الكبرى في العالم الإسلامي التي لا ينبغي أن تظل صامتة عن مثل هذه الأحداث المشينة.
موقف الشيخ حسن الصفَّار الذي يتوافق مع أقوال وتأكيدات سابقة له ويتناغم مع البيان الذي أصدره المجمع العالي لأهل البيت الذي يضم مئات العلماء والمفكرين الشيعة من مختلف أنحاء العالم والذي استنكر بشدة ولام المشاركين في تظاهرة لندن واعتبر ذلك لا يخدم الإسلام والمسلمين.
فهذه المواقف الصادرة عن مراجع وعلماء أفاضل هي التي تخدم وحدة الأمة الإسلامية ولهذا فيجب أن تعمم وأن تكون الموقف الواضح والدائم للشيعة جميعاً، وأن لا يسمح لقول يثير الفتنة وعمل يفرق صفوف الأمة من شخص مهما كان مركزه.