الأئمة وحكومات عصورهم
بعد أن أنهى سماحة الشيخ صلاة الجماعة اليوم الجمعة الموافق 16 / صفر / 1424هـ، ألقى كلمةً تحت عنوان: الأئمة وحكومات عصورهم، وقال في بداية حديث أن المدة الزمنية التي قضاها الأئمة

وقبل أن يُجيب سماحته على هذا التساؤل استعرض ثلاث ملاحظات اعتبرها من المسلمات:
الملاحظة الأولى: واضحٌ وثابت لدى أتباع أهل البيت


الملاحظة الثانية: إن أغلب الحكام الذين عاصرهم الأئمة


الملاحظة الثالثة: أغلب الحكام الذين حكموا البلاد الإسلامية في فترة حياة الأئمة ما كانوا يحكمون في الناس بالعدل ولم يكونوا يُطبقوا حكم الله وإنما كان يسود حكمهم الظلم والجور، وبالتالي فإن الأئمة

ثم قال سماحته: ماذا يعني هذا الأمر؟ هل أن الأئمة شهروا سلاح العنف، وأعلنوا حالة الكفاح المسلّح والثورة ضد حكام عصورهم؟ وفي إجابته أكد سماحته أن سيرة الأئمة وتاريخهم لم تكن ضمن هذا الإطار، وقال إن ثورة الإمام الحسين


كما أكد سماحته أن الثورات العلوية التي كانت في حياة الأئمة

بعد ذلك أكد سماحته أن الأئمة إضافة إلى أنهم لم يُشهروا حالة الكفاح المسلح فإنهم لم يكونوا معتزلين عن الساحة السياسية والاجتماعية، ذلك لأن الأئمة


بعد ذلك دعا سماحة الشيخ إلى قراءة سيرة الأئمة



الأول: لكي نفهم حياة الأئمة

الثاني: حتى نستفيد الدروس والعبر من سيرتهم العطرة.
وأضاف سماحة الشيخ أن سيرة الأئمة


الهدف الأول: حفظ الوجود والمصلحة.
الهدف الثاني: السعي لإصلاح ما يُمكن إصلاحه، وإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من أمور المسلمين.
وتطرق سماحة الشيخ بعد ذلك إلى عدة نماذج من تعاطي الأئمة

النموذج الأول: لقاءات الأئمة

مع أن البعض منها كان عن طريق إجبار الإمام، ولكن بعضها كان باختيار الإمام ليحقق ما يُمكن تحققه من الهدفين المذكورين.
النموذج الثاني: إبداء الأئمة

وتطرق سماحة الشيخ إلى كتاب (عليٌ والخلفاء) لمؤلفه: الشيخ نجم الدين العسكري، الذي جمع فيه مراجعات الخلفاء لأمير المؤمنين



النموذج الثالث: تشجيع الأئمة للصالحين من تلاميذهم وأتباعهم للالتحاق في جهاز الدولة.
وقد برز في التاريخ الشيعي نماذج من أتباع أهل البيت

- سلمان الفارسي (رضي الله تعالى عنه) كان والياً على المدائن في عهد الخليفة عمر.
- علي بن يقطين (رضي الله تعالى عنه) كان وزيراً لهارون الرشيد.
- عبد الله النجاشي أحد خواص الإمام الصادق

- ابن السكّيت الكوفي كان قريباً من بلاط المتوكل العباسي وكان المعلّم الخاص لولديه.
وأكد سماحة الشيخ أن هذا التعاطي لم يكن على حساب توضيح المبادئ الإسلامية الحقة.
وأكد سماحة الشيخ في نهاية الكلمة أنه ينبغي للمؤمنين أن يأخذوا الدرس والعبرة خصوصاً وهم يُقبلون على ذكرى استشهاد الإمام الرضا

ووجّه سماحته دعوةً للعلماء والفقهاء والواعين في العراق بأن يستفيدوا من هذه الحقبة الزمنية التي يمرون بها وأن لا يعزفوا عن الساحة السياسية والاجتماعية لأن بعزوفهم يتولى ألأمر الجهّال أو من لا حريجة له في الدين.
وإذا كان بتوليهم منصباً سياسياً يؤدي إلى حديث الناس السلبي ضدهم فليكن ذلك تضحيةً منهم من أجل الدين ومن أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله الطاهرين.