وظيفة الشيعة في هذا العصر
في إطار مواصلة سماحة الشيخ لإلقاء محاضراته المتميزة في موسم محرم الحرام لعام 1424هـ بحسينية العوامي بالقطيف، ألقى سماحته محاضرته السابعة (ليلة الاثنين السابع من شهر محرم الحرام) تحت عنوان: وظيفة الشيعة في هذا العصر. وقد تضمنت المحاضرة ثلاثة محاور:المحور الأول: التشيع تكليفُ وتشريف.
بدأ سماحة الشيخ محاضرته بتعريف الشيع، وقال أنها تعني (في اللغة): من المشايعة والمتابعة. وقد استخدمها القرآن بهذا المعنى، يقول تعالى: ﴿وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلبٍ سليم﴾، وهذه الآية تؤكد أن إبراهيم


وأضاف سماحة الشيخ قوله: وجاء في لسان العرب أصبح لفظ الشيعة غالباً على من يتولى علي بن أبي طالب وأهل بيته


وجاء في تفسير الشوكاني (فتح القدر): أخرج ابن عساكر عن جابر الأنصاري


وأكد سماحة الشيخ أنه إذا كان أي مسلمٍ ينتمي لأي إمامٍ من أئمة المسلمين ويأخذ بأقوال الصحابة، هل الأخذ بأقوال أهل البيت فيه نظر. وهم الذي لا يقاس بهم أحد.
وقد يقول قائل: من يقول بأن الشيعة يتبعون أهل البيت؟ إن الأحاديث التي يعتقدون بها أحاديث موضوعة. وللرد على هذا الإشكال قال سماحة الشيخ: كل مدرسة أو فرقة من الفرق الإسلامية لها طرقها الخاصة التي تتناقل عبرها أقوال أئمتها، ولكل فرقة ضوابطها الخاصة في علم الحديث والرواية. والقول بأن الأحاديث التي يؤمن بها الشيعة موضوعة إنما هو تهريج. لأنه لا توجد فرقة من الفرق الإسلامية لا تتضمن أحاديثها بعض الأحاديث الموضوعة. وكيف يُقال عن الشيعة هذا الأمر وعندهم أكبر موسوعة في علم الرجال وهي (موسوعة معجم رجال الحديث) للسيد الراحل الإمام الخوئي (قده).
وأضاف سماحة الشيخ إذا كان ما عند الشيعة لا يُمثل تراث أهل البيت




فهل هذا يعني أنه ليس لأهل البيت




وأكد سماحة الشيخ بعد ذلك على أن التشيع ليس تشريفاً فقط، وإنما هو تكليفٌ ينبغي أن يكون الشيعة في هذا العصر على قدر المسؤولية من هذا التكليف، وأن يكونوا على مستوى هذا الانتماء. لكن البعض يتصور أن مجرد الانتماء يكفي وأنه ينجى من أي محاسبة. هذا التفكير يُحذر أهل البيت



المحور الثاني: خطورة الظرف المعاصر.
أكد سماحة الشيخ أن الظرف المعاصر من أشد الظروف حساسيةً في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث الصراع المفتعل بين الحضارات، وحيث المؤامرات التي يحيكها الغرب وعلى رأسهم أمريكا ضد الإسلام، عبر كتابة الكتب الموجهة ضد الإسلام، وعبر الدعايات ضد نبي الإسلام، وسيف التهديد المسلط على جميع الدول الإسلامية. فالأمة الإسلامية تعيش هذا الوضع المتأزم، والشيعة جزءٌ لا يتجزأ من الأمة، فالخطر واحد والمستقبل واحد.
وأشار سماحة الشيخ أن الغرب في فترةٍ زمنية سابقة –وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران- حاول إضلال المسلمين بافتعال الحرب ضد التشيع والشيعة، وانطلت هذه الخدعة على كثير من الجهات الإسلامية، واشتركت في هذه الحرب، والآن أمريكا تمارس نفس الخدعة ولكن بثوبٍ آخر، فينبغي للشيعة أن يكونوا على وعي من أن أمريكا تستهدف الإسلام بأجمعه، وليس طائفة دون أخرى.
المحور الثالث: مسؤولية الشيعة ووظيفتهم في هذا العصر.
أكد سماحة الشيخ أن الظرف المعاصر خطير، وعلى الشيعة أن يعوا خطورة المرحلة ويُركزوا على القضايا الكبرى للأمة، ولا ينشغلوا بتوافه الأمور. وقال هناك عدة نقاط ينبغي للشيعة في هذا العصر أخذها بعين الاعتبار:
أولاً- ينبغي أن تكون هناك إجابات على التحديات الحضارية والمعرفية المعاصرة.
إن الأمة تواجه تحدٍ معرفي على مختلف الأصعدة، وهنا يتوجب على مفكري الأمة وعلمائها أن يُعملوا فكرهم لمواجهة هذا التحدي عبر الإجابة على التساؤلات المختلفة في مختلف قضايا الفكر والمعرفة.
وطرح سماحته نماذج رائدة في هذا المجال أمثال الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قده)، والإمام السيد محمد الشيرازي (قده)، والعلامة الشيخ محمد مهدي شمس الدين (رحمه الله)، وغيرهم من العلماء الذي كانت لهم يدٌ طولى في مجال الفكر والمعرفة ومجال مقارعة الأفكار والآراء الغربية ومواجهتها بالآراء الإسلامية، وطرح البرامج والمشاريع النهضوية للأمة.
ودعا سماحته علماء ومفكري الأمة إلى التوجه نحو هذا المجال بكل قوة حتى يُعطوا الصورة المشرقة عن الإسلام بشكلٍ عام، وعن التشيع بشكلٍ خاص.
ثانيا- تقديم النموذج المشرق.
أكد سماحة الشيخ أنه باعتبارنا ننتمي لمدرسة أهل البيت


ودعا سماحته الشباب والفتيات وخصوصاً المغتربين منهم إلى أن يكونوا صوراً مشرقةٌ في التعامل حتى يُعطوا انطباعاً حسناً عن شيعة أهل البيت

ثالثاً- إحياء أمر أهل البيت

أكد سماحة الشيخ على ضرورة إحياء أمر أهل البيت




إذن من واجبنا كمنتمين لخط أهل البيت

ودعا سماحة الشيخ إلى ضرورة إنشاء قنوات فضائية تعني بفكر ونهج أهل البيت





والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله الطاهرين.