مشيدًا بمؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية
الشيخ الصفار يدعوا لإحياء روح الأخوة الإسلامية

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لإحياء روح الأخوة الإسلامية، بعيدًا عن النزعات المذهبية والطائفية التي تتفاقم مع كل منعطف سياسي تشهده المنطقة.
وتابع: تعزيز الأخوة الإسلامية ضرورة دينية وعقلية لمواجهة التحديات الراهنة.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 14 رمضان 1446هـ الموافق 14 مارس 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: مبدأ الأخوة الإسلامية.
وأوضح سماحته أن مواجهة النزعات الطائفية والمذهبية تتطلب مزيدًا من الحوار والتقارب بين المذاهب الإسلامية، وترسيخ روح الأخوة بين أبناء الأمة.
واستشهد بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾، موضحًا أن الإيمان هو الأساس الذي يجمع المسلمين بمختلف أعراقهم وانتماءاتهم، وأن هذه الرابطة يجب أن تسمو فوق كل الخلافات القومية والمذهبية.
وتابع: الآية الكريمة تحدد شكل العلاقة بين المؤمنين، إنها علاقة أخوة، لا علاقة عداوة أو تنافر، فتستعمل أداة الحصر (إنما).
وأضاف: يجب أن يشعر المسلم بالأخوة مع كل مسلم، وإن اختلف معه في المذهب، لانطباق عنوان الإسلام على الطرفين.
ولفت إلى أن المقصود بالإيمان في الآية الكريمة ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ هو الإسلام. وليس الإيمان بالمعنى الخاص الذي حصل في مدرسة أهل البيت ، وهو الولاية للأئمة عليهم السلام.
وبين أن الإسلام أراد استنساخ العلاقة الإنسانية المتميزة بين الأخوة الذين تنجبهم وتربيهم عائلة واحدة، ويرتبطون برباط عاطفي وثيق، وتطبيقها في العلاقة بين أتباعه المؤمنين، بحيث يشعر كل مسلم تجاه المسلم الآخر، بأنه كأخيه النسبي الذي نشأ وتربى معه وشاركه الحياة الأسرية.
وأشار إلى أن من أهم إنجازات الإسلام صناعة روح الأخوة في بيئة كانت تعيش التقاتل والاحتراب، وتسودها العصبية القبلية، واستشهد بقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾.
وتابع: في سياق تعزيز هذه الأخوة في الميدان التطبيقي العملي، قام رسول الله بتشبيك المؤاخاة بين أفراد أصحابه، في السنة الأولى للهجرة، بعد أن استقر في المدينة المنورة.
وأضاف: حيث آخى رسول الله بين كل مهاجر وأنصاري اثنين اثنين، يتحمّل كل منهما مسؤولية دعم الآخر ومساعدته في مواجهة ظروف الحياة.
واستعرض ما ذكرته الأحاديث من اختصاص الإمام علي بمؤاخاة رسول الله
له دون سائر الصحابة.
وأشار إلى تفاوت رابطة الأخوة قوة وضعفًا، بمدى قوة الإيمان أو ضعفه، فكلما كان الإيمان أرسخ في نفس الإنسان كان أكثر اهتمامًا بالأخوة الإسلامية.
مستشهدًا بما ورد عن الإمام جعفر الصادق : «إِنَّهُ مَنْ عَظَّمَ دِينَهُ عَظَّمَ إِخْوَانَهُ، وَمَنِ اِسْتَخَفَّ بِدِينِهِ اِسْتَخَفَّ بِإِخْوَانِهِ».
مؤتمر بناء الجسور
وأشاد بمؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، الذي انعقد بتاريخ 6-7 رمضان 1446هـ في مكة المكرمة، بحضور علماء ومفكرين من مختلف المذاهب الإسلامية، ممثلين لأكثر من 90 دولة.
ونقل عن الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي قوله: (لكل مذهبٍ أو طائفةٍ خصوصيته التي يدين الله بها، ومن حقه أن يعيش بها بكرامة الإسلام، وأن التآخي في التعايُش، بل والتضامُن المطلوب لا يعني بالضرورة القناعة بخصوصية الآخر، بل تفهّمها واحترام وجودها، ويعني كذلك أن مظلة الإسلام واحدة وأُخوته قائمة، وأن المشترَك واسع).
وقال: هذا ما نأمل أن يتحقق في جميع بلاد المسلمين، ليتعايش أتباع المذاهب المختلفة، يمارسون خصوصياتهم المذهبية بحرية وأمان، متساوين في حقوقهم وواجباتهم الوطنية دون تمييز.