الشيخ الصفار يقرأُ الإمامَ الحسين (ع).. شخصيةً وقضيةً
يحتل أئمة أهل البيت

ومنها أيضاً، كتابه (الإمام الحسين.. الشخصية والقضية) الذي صدر حديثاً في طبعته الثالثة في أقل من عام من تاريخ تأليفه.. هذا والإمام الحسين بن علي


وهو في هذا الكتاب الصغير حجماً، يحاول أن يختزل حياة شخصية مهمة (الإمام الحسين) ويلقي الضوء على قضية مهمة (عاشوراء)، وعلاقة كلاً من الشخصية بالقضية والعكس، وعلاقة كلاً منهما بالأمة والعكس.
تأملات في مولد الإمام الحسين 

أشار الشيخ الصفار في كتابه هذا [ص14] إلى أن نصوصاً عديدة تشير "إلى ظاهرة فريدة من نوعها، رافقت ولادة الإمام الحسين




ونقل في مؤلفه بعض تلك النصوص التي روتها مصادر الحديث المعتبرة عند المسلمين سنة وشيعة، والتي أكد المحققون في علم الحديث صحة أسانيدها، ومما نقله؛ نكتفي بذكر هذه الرواية المؤكدة بقول المحققين كالحاكم النيسابوري والشيخ محمد ناصر الدين الألباني [ص15-16]:
«"في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، حديث رقم (4818) بسنده عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت على رسول الله

قال: ما هو؟
قالت: إنه شديد.
قال: ما هو؟
قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري.
فقال رسول الله

فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري، كما قال رسول الله



قالت: فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي ما لك؟
قال: أتاني جبريل

ويتساءل -هنا- الشيخ الصفار [ص20]: "لماذا يتحدث رسول الله



إن الجواب يكمن في أهمية الشخصية (الإمام الحسين) والقضية/الحدث (عاشوراء).. والمسألة -كما يقول الشيخ الصفار- أعمق من أن ينظر الإنسان إليها بسطحية، فيتصور أن حادثة كربلاء مجرد صراع سياسي بين طرفين، أو مجرد خلاف بين أسلاف لا شأن للأجيال اللاحقة به، وإلا فلِمَ حظي الأمر بهذا الاهتمام الإلهي واستدعى هذا التفاعل الكبير من قبل النبي

وإذ ذاك، فالمسألة ترتبط بحفظ مكانة النبي



البعد الاجتماعي في حياة الإمام الحسين 

يتناول الشيخ الشيخ الصفار في كتابه البعد الاجتماعي في حياة الإمام الحسين

أولاً/ الحضور الاجتماعي، فالإمام الحسين


وثانياً/ النموذج الأخلاقي، حيث كان الإمام الحسين

وثالثاً/ الاهتمام بمناطق الضعف في المجتمع، حيث تتجلى إنسانية الإمام الحسين

ثورة الحسين
وثروة المعرفة

يشير الشيخ الصفار إلى أن أهمية أي حدث من الأحداث في مختلف المجالات إنما تتحدد وفقاً لحجمه ومستوى التفاعلات التي يخلقها في الحياة الاجتماعية. والآثار الأكبر تكسب الحدث أهمية أعظم.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة، يقول الشيخ الصفار [ص48]: "إن ثورة الإمام الحسين

ويعود الشيخ الصفار ليؤكد أن تأثير قضية الإمام الحسين يتجاوز زمانها ومكانها. وهي قد أنتجت حركة فكرية ثقافية واسعة تطال مختلف جوانب المعرفة والحياة، لأنها ثورة تريد العودة بالأمة إلى أصول الرسالة، ومبادئ الدين، وأنظمة الشريعة وقوانينها، لذلك حفل سجل النهضة الحسينية بالكثير من الخطب والرسائل والكلمات والمحادثات والشعارات والأبيات الشعرية.
كما أعادت نهضة الإمام الحسين


وأعادت النهضة الحسينية -أيضاً- فتح ملف الخلافة والحكم، والمواصفات التي يجب أن تتوفر في قيادة الأمة، والمنهج الذي يجب أن تسير عليه، وموقف الأمة من انحراف الحكم عن دين الله وقيمه.
كما قدمت حركة الإمام الحسين

ويعلق الشيخ الصفار على هذا التأثير، بقوله [ص53]: "هذا التأثير الفكري الثقافي الكبير الذي تركته ثورة الإمام الحسين في أوساط الأمة، خلق موجاً هائلاً، وحركة معرفية ضخمة، لا تزال تتواصل وتنمو وتتراكم، ضمن مختلف أبعاد المعرفة. ما وفر للإسلام والأمة ثروة معرفية كبيرة، لها مؤسساتها الخاصة، وتمويلها الأهلي الذاتي، ومدارسها المتخصصة، ومواسمها الدائمة والمتكررة، وتقاليدها وأعرافها".
ومن نماذج تلك الثروة المعرفية؛ خطباء المنبر الحسيني، الأوقاف الحسينية، النتاج الأدبي الحسيني، الكتابات والبحوث التاريخية المتعلقة بقضية الإمام الحسين

ويدعو الشيخ الصفار إلى الاهتمام بهذه الثروة المعرفية واستثمارها لتأخذ موقعها المناسب في عالم المعرفة والثقافة الإنسانية. كما دعا إلى ضرورة جمعها وتنظيمها وتحقيقها وتحليلها.
عاشوراء: برنامج رسالي
يعتبر الشيخ الصفار أن العشرة الأولى من شهر محرم الحرام في مطلع كل عام هجري؛ تشكل أهم موسم ديني ثقافي لدى المجتمعات الإنسانية. ومن أهم برامج هذا الموسم: الخطب والمحاضرات التثقيفية التوعوية التي تذكر الناس بتعاليم الدين وتشرح لهم مبادئه وأحكامه، وتتحدث لهم عن سيرة النبي المصطفى


ويذكر الشيخ الصفار ببعض الأمور التي يمكن من خلالها استثمار موسم عاشوراء بشكل أفضل، ومنها تكثيف البرامج وتركيزها، وتوفير روحية التعاون والتنسيق بين القائمين على البرامج، وبث فكر الوحدة والتقارب، ومراعاة الأمن والنظام.
عاشوراء وثقافة المجتمعات الشيعية
تحت هذا العنوان يشير الشيخ الصفار إلى بعض الآثار والانعكاسات لاستحضار سيرة أهل البيت

1- الارتباط بالقيادة الدينية وفق الضوابط والقيم.
2- تحصين الإنسان من اقتراف الظلم والعدوان على الآخرين.
3- ضبط الانفعالات والتحلي بالصبر وكظم الغيظ.
وأخيراً، يدعو الشيخ الصفار إلى تركيز الاستفادة والاستثمار لهذا الموسم في مختلف مجالات الاهتمام بالشأن العام، ومن أبرزها: التأكيد على التمسك بالقيم والالتزام بالأخلاق، والتماسك الاجتماعي، والتفاعل الوطني.