سماحة الشيخ الصفار يستقبل مولد الإمام الحسين بكتابه الجديد: الإمام الحسين الشخصية والقضية

يتناول الداعية الإسلامي سماحة الشيخ حسن الصفار في كتابه الجديد: الإمام الحسين الشخصية والقضية محورين أساسين يتضمنهما عنوان الكتاب، فالمحور الأول يُركز فيه الكاتب على شخصية الإمام الحسين



ففي مقدمة الكتاب يؤكد الشيخ الصفار على تميز نخبة قليلة من بني البشر بتطلعها لأفق أرحب من هموم الذات، فتسعى لإسعاد الآخرين، ولخدمة المبادئ والقيم السامية، وللارتقاء بمستوى الحياة إلى ما هو الأفضل والأحسن. ويُمثل الإمام الحسين

ينطلق الكاتب في معالجته لشخصية الإمام الحسين


واستعرض الشيخ الصفار نماذج من الروايات التي تتحدث عن الظاهرة الفريدة والتي رافقت ولادة الإمام الحسين






ويقف الشيخ الصفار وقفة تأمل عند هذه الروايات المتواترة مؤكداً أنه لا يصح المرور على هذه الظاهرة مرور الكرام، ولا ينبغي تجاهلها عند من يقدّس سنة رسول الله




ويضيف الكاتب أن هذه الروايات تؤكد بجلاء أهمية الموقعية الخاصة للإمام الحسين





ويُقدّم الشيخ الصفار من خلال حديثه السابق نظرة اجتماعية تتعلق بالاهتمام بمستقبل الأبناء مشيراً أن الرسول


وتناول الشيخ الصفار البعد الاجتماعي في حياة الإمام الحسين

فعند حديثه عن الحضور الاجتماعي للإمام الحسن





وأما عن الجانب الأخلاقي عند الإمام الحسين



وأما اهتمام الحسين


وبعد هذا الحديث عن شخصية الإمام الحسين




وأكد سماحة الشيخ الصفار أن هذا التأثير الفكري الثقافي الكبير الذي تركته ثورة الإمام الحسين

ويشير الشيخ الصفار إلى قضية محورية للتعامل مع الثروة المعرفية لثورة الإمام الحسين

وبارك الشيخ الصفار للخطوة الرائدة والحديثة التي تبناها العلامة الشيخ محمد صادق الكرباسي في التصدي لتنظيم وتحقيق المعارف الحسينية ضمن موسوعته الضخمة (دائرة المعرف الحسينية) والتي بلغت عدد مجلداتها حسب مخططها إلى ما يزيد على الخمسمائة مجلداً، وقد تصل إلى سبعمائة مجلداً، مشيداً بما تتضمنه هذه الموسوعة من معارف ضخمة تحكي عن علم غزير، وقدرة تحقيقية هائلة، وإطلاع معرفي واسع.
ويتحدث الشيخ الصفار في كتابه عن موسم عاشوراء والذي يُشكل أهم موسم ديني ثقافي لدى المجتمعات الإنسانية، فهو موسم تشمل رقعته كل المنتمين إلى مذهب أهل البيت (علهم السلام)، والذين يزيد عددهم على أربع مئة مليون إنسان، يتواجدون في مختلف بقاع العالم وأرجائه. مشيراً إلى أن أبرز برامج هذا الموسم: الخطب والمحاضرات التثقيفية التوعوية، التي تذكر الناس بتعاليم الدين، وتشرح لهم مبادئه وأحكامه، وتتحدث لهم عن سيرة الرسول

ودعا الشيخ الصفار إلى ضرورة أن يكون استثمار هذا العطاء الكبير لموسم المحرم بشكلٍ أفضل، لتحقق البرامج أهدافها في حياة الفرد والمجتمع، وإلا تحوّل إلى مجرد عادة طقوسية وتقليد متعارف، ويُذكر الكاتب بعدة أمور تُسهم في استثمار هذا الموسم بشكلٍ أفضل، وهي:
أولاً- أن تُكثّف الجهود بأن يُطالب كل فرد واعٍ من أبناء المجتمع نفسه بدور ومشاركة، فليس هناك متفرج، ولا تصح اللامبالاة، بل على الجميع بذل ما يتمكنون من الجهود والطاقات، من أجل إحياء هذه الشعائر، بأفضل وجه، وخير طريق.
ثانياً- ينبغي أن تسود روح العمل الجمعي والتعاون على تنظيم برامج هذا الموسم، بحيث يكون هناك تنسيق بين الخطباء لتناول المواضيع الأكثر أهمية، وتعاون بين أصحاب المجالس، وكذلك بين مواكب العزاء، وحتى الإطعام ينبغي أ، يكون هناك تنسيق في كيفية توزيعه على المجتمع، كل ذلك في سبيل تحقيق الفائدة القصوى من الموسم.
ثالثاً- ينبغي أن يكون هناك خطابٌ يدعو إلى الوحدة والتقارب بعيداً عن الإثارات الطائفية التي لا تخدم إلا الأعداء، كما ينبغي تشجيع المجتمع على التعاون مع مختلف المناشط الاجتماعية.
رابعاً- من الضروري أن تكون هناك رعاية للأمن والنظام والحفاظ على الهدوء والاستقرار، ليُمارس الناس شعائرهم بهدوء وانسياب.
وفي الأوراق الأخيرة لهذا الكتاب يُشير الشيخ الصفار إلى نقطة مهمة تتعلق بدراسة واقع المجتمع الشيعي حيث يقوم الكثير من الباحثين بدراسة بعض الظواهر التي يتميز بها المجتمع الشيعي على غيره من المجتمعات، وبهذا الصدد يُذكر الشيخ الصفار هؤلاء الباحثين بضرورة الالتفات إلى الثقافة السائدة في هذه المجتمعات، وهي بمجملها ثقافة حضور سيرة أهل البيت

ويؤكد الشيخ الصفار مرةً أخرى على ضرورة استثمار موسم عاشوراء في مختلف مجالات الاهتمام بالشأن العام، وذلك لأن استحضار سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وأحداث كربلاء تفتح أمام العقل والقلب آفاقاً رحبةً من الوعي والطهر والصفاء، وركّز على المجالات التالية: التأكيد على التمسك بالقيم والالتزام بالأخلاق، التماسك الاجتماعي، وأخيراً التفاعل الوطني.
السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أنصار الحسين، ورحمة الله وبركاته.