الكفاية الإقتصادية للمواطنين في دولة الإمام علي ( عليه السلام )
بمناسبة قرب حلول عيد غدير خم تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار في كلمته اليوم الجمعة الموافق 15 ذو الحجة 1424هـ (6 فبراير 2004م) حول نهج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
وقال سماحته في بداية الكلمة: إننا في ذكرى الغدير نجدد العهد بما نعتقده من إمامة وولاية أمير المؤمنين

أولاً- النص الشرعي الذي قادنا للاعتقاد بولاية الإمام علي

ثانياً- سيرة الإمام علي

ثالثاً- فترة تولي الإمام


وتحدث سماحة الشيخ عن جوانب مشرقة من حياة الإمام علي



والكوفة في ذلك الوقت كانت مصراً عظيماً وكثافتها السكانية واسعة، وفيها من مختلف القوميات والأعراق؛ وكلّهم –وبشهادة الإمام علي

«وفي رواية أخرى أن الإمام علي


«وفي روايةٍ أخرى تقول أن الناس قد دخلوا على علي


هذا الرفاه الذي كان ينعم به أهل الكوفة في عهد أمير المؤمنين


وهذا الأمر إضافةً لكونه دليلاً على عظمة الإمام علي

هكذا كان الإمام علي

وأشار سماحة الشيخ إلى الكتابات التي كتبها الكتاب الغربيون حول وضع العراق بعد سقوط الطاغية صدام، وكذلك نقولات الذين ذهبوا إلى العراق وشاهدوا الوضع عن قرب، كيف أن الناس هناك يعيشون الفقر والحاجة، في بلدٍ ثرواته طائلة، وإمكانياته كبيرة.
لماذا يكون وضع المسلمين هكذا؟ هل لقلة الثروات والإمكانات في بلاد المسلمين؟ يجيب سماحة الشيخ على ذلك بقوله: هناك عدة أسباب:
أولاً- أخطاء المناهج والبرامج الاقتصادية.
ثانياً- ضعف فاعلية الناس للعمل والإنتاج.
ثالثاً- الفساد المالي بثروات البلاد الإسلامية.
واعتبر سماحة الشيخ الأمر الأخير هو السبب الرئيس وراء تخلف المسلين. وطرح نموذجاً واضحاً في ذلك يتمثل في السياسة الحمقاء التي كان يتبعها الطاغية صدام، إذ تلاعب بخيرات العراق حتى جعل أهلها يستجدون المناطق والدول المجاورة من أجل لقمة العيش مع ما في العراق من الخيرات والثروات الهائلة.
وأكد سماحة الشيخ على ضرورة السير وفق منهج الإمام علي


وذكر سماحة الشيخ نماذج من حياة الإمام علي


«وفي رواية أخرى يأتي له زوج ابنته عبد الله بن جعفر ويقول للإمام



وقصته مع أخيه عقيل معروفة حيث ألحّ عقيل بطلب مالٍ إضافي لحاجته، فرفض الإمام


وأعقب سماحته ذلك بقوله: لو كان لدى الحكام شيءٌ من هذه الحساسية المرهفة تجاه المال العام، لما عاش المسلمون هذا الوضع المزري المأساوي وهم يمتلكون ما شاء الله من الثروات والأموال.
وأضاف سماحة الشيخ إن الحساسية تجاه المال العام لا تخص الحكام، بل العلماء الذين ترد إليهم الحقوق الشرعية يجب أن تكون لديهم حساسية تجاه المال الذي يكون بحوزتهم فهو للمسلمين ولا يجوز التصرف بشيءٍ منه إلا في المصارف الشرعية له، وإلا فهو غصبٌ ونهب، وحرام، ومحاسبٌ عليه أمام الله تعالى يوم القيامة.
وأضاف سماحته إن على كل إنسان بيده تصرف في المال العام يجب أن تكون لديه حساسية تجاه هذا المال.
وقل سماحته: مع الأسف هناك فسادٌ في الذمم والضمائر، إذ أن بعض الموظفين الذين يكون تحت يدهم بعض الصلاحيات تجدهم يتعاملون مع الثروات تعاملاً سيئاً، وما يهمهم هو عدم اكتشاف أمرهم. وهذا بالطبع حرام شرعاً وسيحاسبهم الله عن ذلك يوم القيامة.
وفي ختام كلمته دعا سماحته الجميع إلى ضرورة الاستفادة من ذكرى أمير المؤمنين في تنمية المشاعر المرهفة والحساسية تجاه المال العام، وتجاه مصالح الأمة، وأن نسير في نهج أمير المؤمنين

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطاهرين.