الزهراء «عليها السلام» النموذج الإسلامي للمرأة
بمناسبة ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء «عليها السلام» بضعة رسول الله

وكان سماحة الشيخ حسن الصفّار هو المتحدّث الرئيسي في الحفل بعد تلاوة آيٍ من الذكر الحكيم، وإلقاء بعض التواشيح والقصائد احتفاءاً بالمناسبة الغراء.
في بداية خطابه نقل سماحة الشيخ الصفّار بعض الأحاديث الواردة في الصحاح عن فضل فاطمة الزهراء «عليها السلام» ومكانتها عند أبيها رسول الله




وجاء في صحيح مسلم ــ باب فضائل فاطمة «عليها السلام» ــ عنه

وأخرج ابن حنبل في مسنده والحاكم النيسابوري في مستدركه وغيرهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله

ثم تحدّث سماحته عن بعض غايات هذه الأحاديث الواردة في شأن السيّدة الزهراء «عليها السلام»، وأنّ من بين تلك الغايات؛ تقديم السيّدة الزهراء «عليها السلام» كنموذج أعلى للمرأة في رؤية الإسلام.
وإذا ما قرأنا سيرة الزهراء «عليها السلام» وجدنا المرأة من خلالها شريكة الرجل ليس فقط في حياته الزوجية، وإنّما في إدارة مختلف شؤون الحياة، فهي شقيقته في كسب العلم والمعرفة، حيث كانت الزهراء «عليها السلام» من منابع علوم الإسلام ومصادر أحكامه، ويصف الإمام الحسن العسكري

والمرأة صنو الرجل في حمل مسؤولية الرسالة والدعوة إلى الله سبحانه، وتغيير الأوضاع الاجتماعية إلى الأحسن والأفضل، ونجد الزهراء «عليها السلام» قد وقفت منذ طفولتها إلى جانب أبيها رسول الله



وللمرأة دورها السياسي في اتخاذ موقف الدعم والتأييد، أو النقد والاعتراض، كما هو الحال في موقف الصدّيقة الزهراء «عليها السلام» من أمر الخلافة بعد رسول الله

إن هذه الصور والمواقف تؤكّد فاعلية المرأة وشراكتها للرجل في مختلف شؤون، عكس ما يطرحه بعض المتزمّتين من رؤية سلبية ينسبونها للإسلام، وتكون المرأة بمقتضاه جزءاً مشلولاً وعنصراً خاملاً، لا مجال لها ولا دور خارج نطاق الحياة العائلية.
وكرد فعل لهذه الرؤية السلبية والواقع المتخلّف، تستجيب المرأة في مجتمعاتنا لأنماط الابتذال الأخلاقي الوافدة من المجتمعات الغربية.
بالطبع فإن المرأة في المجتمعات الغربية قد حققت إنجازات طيبة بمشاركتها في ميادين العلم والسياسة والاجتماع، ولكن ما يروج له في مجتمعنا هو تلك الجوانب السلبية من أنماط السلوك الأخلاقي الغربي، مما ينافي قيمنا، وأمننا الأخلاقي والاجتماعي.