ضمن زيارته لمجموعة الغنامي بالقديح

الشيخ الصفار: المجتمعات الناجحة هي التي تحتضن الطاقات وتدعمها

 

شدد سماحة الشيخ حسن الصفار على أهمية الإخلاص في العمل، ودور المجتمعات في احتضان الطاقات والكفاءات، مؤكداً أن القيمة الحقيقية لأي إنجاز لا تُقاس بكمّه، بل بمدى صدقه وإخلاصه.

جاء ذلك ضمن كلمته في دعوة لمجموعة الغنامي مساء يوم الاثنين ليلة الثلاثاء 18 شعبان 1446هـ الموافق 17 فبراير 2025م في مجلس المرحوم عبدالكريم الحميدي ببلدة القديح.

واستهل الشيخ الصفار كلمته بشكر الحضور على الدعوة الكريمة وحفاوتهم، مشيراً إلى أن التقدير والثناء الذي يتلقاه أي فرد يجب أن يكون دافعًا لمراجعة الذات، لا سببًا للغرور، إذ أن "المقياس والمعيار هو رضا الله سبحانه وتعالى".

الإخلاص: روح العمل الحقيقي

وأوضح سماحته أن العمل يفقد من قيمته إذا لم يكن خالصًا لوجه الله، متجاوزًا الأغراض الذاتية والشخصية، وأن على الإنسان أن يحاسب ويقوّم نفسه على ضوء القيم والمبادئ، وليس من خلال مدح الناس أو ذمهم.

واستشهد بوصية الإمام موسى الكاظم لهشام، «لَو كانَ في يَدِكَ جَوزَةٌ وقالَ النّاسُ: في يَدِكَ لُؤلُؤَةٌ، ما كانَ يَنفَعُكَ وأنتَ تَعلَمُ أنَّها جَوزَةٌ؟، ولَو كانَ في يَدِكَ لُؤلُؤَةٌ وقالَ النّاسُ: إنَّها جَوزَةٌ، ما ضَرَّكَ وأنتَ تَعلَمُ أنَّها لُؤلُؤَةٌ؟».

وتابع: إن آراء الناس لا تغيّر حقيقة الأمور، فالؤلؤة تظل لؤلؤة وإن ظنها البعض جوزة، والعكس صحيح.

وشدد على ضرورة أن يراقب الإنسان نيته في كل ما يقوم به، مشيرًا إلى أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد، وهو العالِم بما في القلوب.

المجتمع الناجح يحتضن طاقاته

وفي محور آخر من كلمته، تحدث الشيخ الصفار عن دور المجتمعات في تنمية مواهب أبنائها، معربًا عن فخره بمجتمعه الذي سانده في بدايات انطلاقته الخطابية، ونشاطه الاجتماعي، معتبرًا أن تشجيع الناس كان حافزًا كبيرًا لمواصلة الطريق.

وأكد أن المجتمعات المتقدمة هي التي ترعى المواهب وتدعم الطاقات، بينما المجتمعات المتخلفة تقمعها وتقلل من شأنها. وحثّ على ضرورة التشجيع والتحفيز لكل من يكتب أو يخطب أو يساهم في العمل التطوعي، متسائلًا: "لماذا نبخل بعبارات الثناء؟"

الإبداع في التنوع والاستمرارية

وسلّط سماحته الضوء على أهمية قبول التنوع في الآراء داخل أي مجموعة، معتبرًا أن الاختلاف مصدر للثراء الفكري، وليس سببًا للفرقة. مشيدًا بمجموعة الغنّامي، التي وصفها بالنموذج المتميز في التعاون والاحترام المتبادل رغم اختلاف الخلفيات والمناطق التي ينتمون إليها.

كما نوّه بأهمية الاستمرارية في العمل الجماعي، مؤكدًا أن العديد من المجموعات تبدأ بحماس لكنها تتفكك سريعًا، في حين أن الجماعات الناجحة تستمر بفضل التعاون والانفتاح على مختلف التوجهات داخل المجتمع.

المجتمع بحاجة إلى الفكر كما هو بحاجة إلى العمل

واختتم الشيخ الصفار كلمته بالتأكيد على أن المجتمعات لا تحتاج إلى أنشطة عملية فقط، بل تحتاج أيضًا إلى نشر القيم والأفكار الإيجابية.

وفي ختام حديثه، جدد سماحته شكره للحضور، داعيًا لهم بالمزيد من التوفيق، ومؤكدًا أن مستقبل المجتمع يعتمد على احتضان طاقاته وإتاحة الفرصة لكل من يسعى لخدمته.

كلمة سلمان العنكي

وكان الأستاذ سلمان بن منصور العنكي قدم لكلمة سماحة الشيخ وأبدى سعادته لاستقبال العالم العامل العلم المنفتح على كافة الأطياف مع تباعد أعمارها واختلاف ثقافاتها وتباين افكارها.مجموعة الغنامي 1446

وتابع: الشيخ - حفظه الله - رمز إسلامي بارز مشهود له في الاوساط العلمية والثقافية والمحافل باحث محقق للروايات والمنقولات المعنية بالتراث والتاريخ، له عشرات المؤلفات المطبوعة.

وأوضح أن سماحة الشيخ الصفار تميز بمفردات وانجازات مِن أبرزها أنه حفيد العالم الرباني الفقيه المرحوم الشيخ رضي الصفار (ت: 1374هـ).

وتابع: ومنها أنه أرتقى المنبر الحسيني خطيباً متمكناً مبدعاً وما تعدى العاشرة حتى داع صيته وسمي (بالشامي الصغير) تيمناً بالخطيب العراقي المعروف آنذاك (السيد حسين الشامي)، وقد قرأ مَن نحتفي به في قديحنا بين عامي 1388 و1389هـ في مجلس المرحوم الحاج عبدالله آل كمال.

وأضاف: ومِن صفاته تقبل النقد، ومتى تحققت إيجابيات تبناه، بل يراه تكملة لما غاب عنه، ويحترم كل المواقف ما لم تخالف الآداب أو يقصد بها التجريح والتحريض مع ذلك هي عنده مرآة يكشف من خلالها حقيقة ما يدور في المجتمع.

وبيّن أن من مميزات سماحته أنه متواجد في الساحة الاجتماعية على المستوى الفردي والمؤسساتي، علاقاته عمودية افقية، في مجلسه العامر يستقبل أبناء المحافظة، ويستضيف وفوداً من خارجها، يكرّم رموز الاستحقاق والشخصيات المؤثرة، بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية أو المناطقية، ويتجاوب مع الدعوات التي تصله وسرعان ما يلبيها.

وتابع: دائم السؤال عن معارفه واصدقائه ومتابعيه والعامة، ويشارك في الافراح والاتراح، ويرفع المعاناة ويخفف الآلام عمن يتعرض لشيء منها وفي الظروف الصعبة يقف في واجهة الحدث بكامل امكانياته.

وأشار إلى حرص سماحته الشديد على الاوقات حتى البسيط منها. مبينًا أن له براعة الإتقان في ادارة اعماله.

وتابع: يعتني بمحاضراته بدقة متناهية، ويدعم استدلالاتها من مصادر الاطراف الاخرى والعالمية، وهذا واضح جلي لمن يستمع لخطبه أيام الجمع وليالي المحرم فهو انموذج مشرف نتمنى أن يُقتدى به.

وختم بقوله: له الامتنان على جهوده الحثيثة المضنية في الإصلاح، ونشر الوعي، والمناداة بالوحدة، والعيش المشترك بين ابناء الوطن الواحد، جزاه الله خيراً على ذلك وسدد خطاه وضاعف ثواب أعماله واطال بعمره في أمن وعافية.

وقد أدار اللقاء الكاتب والناقد الأستاذ محمد الحميدي والذي تحدث في البداية عن المجموعة ونشاطاتها.

وقال: المجموعة مكونة من أصدقاء من هذه البلدة ومن خارجها، تقدم خدمات إنسانية واجتماعية وثقافية.

وتابع: كما تقوم المجموعة باستضافة أصحاب الرأي والفكر واليوم نستضيف سماحة الشيخ حسن الصفار ليثري الجلسة بأفكاره النيرة.

لمشاهدة اللقاء

https://www.youtube.com/watch?v=cSxexXhDMIM

مجموعة الغنامي 1446مجموعة الغنامي 1446مجموعة الغنامي 1446مجموعة الغنامي 1446مجموعة الغنامي 1446