نوه بمقابلة ولي العهد في "أتلانتيك" ووصفها بـ"الجريئة" وأكد على منهج المملكة
الصفار في خطبة الجمعة من القطيف: نتلاحم مع القيادة في مسيرة التسامح الديني
أشاد الشيخ حسن الصفار، بالمواقف التي أطلقها سمو ولى العهد الأمير محمد بن سلمان لتعزيز التسامح ورفض احتكار الرأي الديني، في مقابلته التي أجرها في مجلة "أتلانتيك" ووصفها بـ"الجريئة" والمهمة.
وقال "الصفار"، خلال خطبة اليوم الجمعة من القطيف، بعنوان "تعزيز التسامح الديني"، إن هذه المواقف تعبّر عن مسار ومنهجية تبشر بعهد جديد من التسامح وتحقيق مفهوم المساواة في المواطنة، وتعزيز الوحدة الوطنية، إن هذا الخطاب وهذه المواقف من ولاة أمرنا هي مصدر فخر واعتزاز لأبناء الوطن، بل لأبناء الأمة.
وأضاف: "من شأن بلادنا أن تكون في موقع الريادة للتسامح الديني، ذلك أن الدين الذي نزل به الوحي في ربوعها يؤسس لهذا التسامح ويبشر به".
وتابع: "لقد خطت المملكة العربية السعودية خطوات واثقة على هذا الطريق، فاهتمت بحوار الأديان، وأسست مركزًا عالميًا لهذه المهمة، كما تكثف الآن رابطة العالم الإسلامي نشاطها المؤثر على هذا الصعيد، بخطاب إنساني جديد، ينسجم مع عالمية الإسلام وحضارية مبادئه".
ودعا "الصفار" المواطنين للتلاحم مع قيادة الوطن لإنجاح هذه المسيرة الرائدة على طريق التسامح الديني، وتجاوز آثار العهود السابقة التي تحتاج إلى شيء من الوقت، والتحلي بالحكمة والصبر، وإن ترسبات تلك الأفكار الظلامية لا تزول بين عشية وضحاها، كما لا تخلو المواقع والمراكز من وجود من لا يتجاوب مع توجهات الدولة في رفض العنصرية والتمييز بين المواطنين لأغراض شخصية أو فئوية.
وأردف: "لكن الأمل وطيد في جهود مؤسسات الرقابة والنزاهة التي تدعمها الدولة بكل قوة وحزم لكشف الفاسدين والعابثين بمصالح الوطن والمواطنين في كل المواقع والمؤسسات الرسمية، وفي القطاع الخاص، وعلينا أن نرتقي بالخطاب الديني والثقافي في أوساطنا ليكون داعمًا ومواكبًا لهذا التوجه الوطني الريادي نحو التسامح الديني والاجتماعي، وأن نرفض أي خطاب عنصري أو طائفي يتسلل إلى منابرنا وأجوائنا".
وبين: "تراثنا السني والشيعي متأثر بأوضاع العصور والبيئات التي أنتجته، وفيه الغث والسمين والنافع والضار، وعلينا سنة وشيعة أن ننتقي من تراثنا مايتوافق مع القيم الأساس في الدين، وما يعزز وحدة المجتمع والأمة، ويخدم مصلحتنا الحاضرة في حماية أمن واستقرار أوطاننا، وتنمية مجتمعاتنا، وألا نقبل بطرح ما يثير الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة".
ووجه "الصفار" رسالة للخطباء والدعاة والمثقفين من السنة والشيعة بأن يتجاوزوا الانشغال بالجدل المذهبي العقيم، والتعبئة الطائفية، وعليهم أن ينشغلوا ببث الخطاب الوحدوي التنموي، الذي يدفع أبناءنا للطموح العلمي والتميّز العملي، والكمال الأخلاقي، والخدمة لمجتمعهم ووطنهم.
وأبان أن مجتمعاتنا عانت لزمن طويل من وجود تيارات تعصبية متشددة تدعي احتكار الحقيقة الدينية، وتمارس وصايتها على الناس، وتسعى لإلغاء وإقصاء من خالفها، مؤكداً أن هذه التوجهات تنطلق من سوء فهم للدين، أو سوء استغلال لعنوانه من أجل الهيمنة والتسلط على الآخرين، إضافة إلى عرقلة مسيرة التنمية في مجتمعاتنا، وكرست حالة التخلف، بالتحفظ تجاه كل جديد، ومخالفة أي تطوير، والتشكيك في أي انفتاح على معطيات العلم وتجارب الحياة.
واستطرد: "في غفلة من الزمن تغلغلت هذه التوجهات في مختلف المواقع،وامتلكت النفوذ والتأثير، وأسست لحالة الانقسام المجتمعي برفضها الاعتراف بالتنوع الديني والمذهبي والفكري، واتهامها سائر مكونات المجتمع بالكفر والشرك والابتداع والضلال".
واختتم يقول: "هؤلاء سعوا إلى حرمان الوطن من الاستفادة من طاقات وكفاءات بعض أبنائه، بالتشكيك في دينهم وولائهم، حيث كان هؤلاء المتعصبون يصنفون الناس حسب مسطرتهم، ويفصلون الوطن على مقاسهم".