لم اخترت الكتابة في جهينة؟!
في عام 1412 هـ ، أرسلتُ قصيدةً إلىٰ إحدى الصحف المحلية، فلم تنشر تلك الصحيفة قصيدتي تلك، وكانت تنشر لكثيرين غيري نظمًا
- ولا أقول: شعرًا!! - إذ إنه كان كلمات مصفوفة قد تشكِّل وزنًا حينًا، وتبرأ من الوزن أحيانًا وأحيانًا!! أما المعنىٰ، فلا تسل عنه؛ لأن «الناظم» يريد أن يغدو من الشعراء، وليس أمامه إلا أن ينشر له في صحيفة بالشفاعة «الوساطة / الواسطة».
عندما علمتُ أن السبيل إلى النشر «الواسطه / الواسطا»، قلت: لن أنشر في صحيفة أو مجلة محلية شيئًا؛ لأن النشر ب «الواصطه» لا يليق بمن «يحترم نفسه وفكره وأدبه»، وأعرضتُ عن الكتابة - وكان خطأً مني - في الصحف والمجلات المحلية!!
ويوم أعددت مقالي الذي لم أضع له عنوانًا؛ بل وضعه مشكورًا أحد الإخوة الذين أحبهم، والأساتذة الفضلاء الذين أجلهم، وهو: «هل في القرآن أخطاء إملائية؟!»، وكان ينبغي أن يكتب: «هل في المصحف أخطاء إملائية؟!»؛ ولٰكن لا بأس بذٰلك؛ إذ إن مصطلحي «المصحف / القرآن» متداخلان...
... قبل نشر المقال في «جهينة»، أشار علي أحد العلماء الذين أحبهم وأجلهم أيضًا ألا أكتب وأنشر في «جهينة»، فعزمت على النشر في صحيفة اقترحها علي هٰذا العالم الجليل، فأرسلتها إلىٰ مسئول في تلك الصحيفة، ففتح الرسالة من فوره، إلا أنه لم يجبني بكلمة، علىٰ أنني طلبت منه أن ينشر المقالة، إن كانت صالحة للنشر.
سألت صديقي الطيب الذكر الحلو المعشر الكريم الخلق: لم نصحني أحد العلماء بألا أنشر في «جهينة»؟! فقال: لأنها «محسوبة» على «الصفار»!!
الصفار - وهو ابن قريتي التي ولدت فيها ودرجت: مياس - هو: سماحة الشيخ حسن الصفار الذي عزمت علىٰ أن أكتب عنه، وعن خطبته التي تناول فيها ”حب الحسين أجنني“، بعد أن أكتب عن سماحة الشيخ علي آل محسن، ومحاضرته التي تناول فيها «السهم المثلث ذا ثلاث الشعب»، إن شاء الله تعالىٰ...
... لو أرسلت إلىٰ «جهينة» هٰذه المحسوبة على «الشيخ الصفار» مقالًا أرد فيه عليه وأنتقده، لنشرت «جهينة» ذٰلك المقال!!
أتدرون لماذا؟!
لأن هٰذا الشيخ الحبيب مؤمن بحرية الكلمة والرأي والفكر.. عاقل، حكيم، حليم، متواضع.. يريد أن يتقدم بلده وأهله، ويتطوروا ويتفوقوا.
هٰذا أكبر همه.
لا إخال - إن كانت «جهينة» محسوبة عليه - أن تكون مؤسسة لتمجيده، أو صحيفة تدعو إلىٰ عبادته مع الله، أو من دون الله تعالىٰ، كما نرىٰ - ونشعر أو لا نشعر - في مؤسسات أخرىٰ صحافية، أو غير صحافية.
مرحبًا «بجهينة»، وبكل صحيفة أو مجلة تقدر من يكتب فيها، ولا تفرض عليه أن يقدس أو يعبد مؤسسها، أو كبيرًا فيها.