إضاءة على كتاب الشيخ الصفار العمل التطوعي تنمية الذات وقوة المجتمع
المؤلف الذي أهداه سماحة الشيخ حسن الصفار مؤخرًا لجمعية تاروت الخيرية بعنوان "العمل التطوعي تنمية الذات وقوة المجتمع” يحوي العديد من الرؤى والأفكار الخلاقة في العمل التطوعي، كما أنه يعد شكلا من أشكال الدعم الهام الذي يحتاجه العاملون في أروقة الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية المعنية بالعمل الخيري، بمختلف مجالاته وحقوله الانسانية الواسعة.
لقد حظي كتاب فضيلته، الذي يرصد العديد من التجارب في العمل التطوعية والتحديات التي تواجهها الجمعيات الخيرية، باهتمام لافت من قبل أعضاء مجلس إدارة الجمعية لأنه يمثل شكلا مميزا من أنواع الدعم "الفكري " المطلوب، كما أنه يفتح آفاقا مهمة في مسارات العمل التطوعي، ويوثق أيضا مبادرات وطنية تطوعية رائعة تستحق التعميم والتكرار في مختلف مناطق المملكة، كما أنه يجسد الشراكة الحقيقية بين الجمعيات الخيرية والنخب الفكرية في المجتمع، وهو أمر بحاجة لتعزيز وتفعيل دائمين.
العاملون في المجال الخيري العام سواء في الأطر الخيرية الرسمية أو الأهلية على حد سواء بحاجة دائمة للدعم الثقافي والفكري مضافا للدعم المعنوي من قبل صناع الرأي والمؤثرين في المجتمع كالعلماء والخطباء والمثقفين والكتاب والفنانين وغيرهم ، لتعزيز دورهم وترشيد نشاطهم وزيادة فاعليتهم ، ولتطوير العمل الخيري بمختلف آفاقه ومجالاته مضافا لديمومته، إلى جانب تقديم خدمات أفضل للفئات الضعيفة في المجتمع لتخفيف العبء عنها ومؤازرتها ، وهو الغاية الأهم للعاملين في الحقل التطوعي الذي يستهدف بالمقام الأول رفع العوز عن الأسر الضعيفة والتخفيف عن معاناتها . ويأتي إسهام فضيلة الشيخ الصفار المتمثل في مؤلفه الغني بالأفكار الواقعية والتجارب العملية والآفاق التطوعية في هذا السياق.
لم يكتف مجلس إدارة جمعية تاروت الخيرية بتقديم جزيل الشكر والعرفان لسماحته لدعمه المادي والمعنوي والفكري الدائم لجمعية تاروت الخيرية وسائر الجمعيات في المنطقة، وفق الطريقة التقليدية المتعارف عليها ، بالثناء والشكر المجردين ، وإنما تفاعل مجلس الإدارة بشكل إيجابي مع لفتته الكريمة المتمثلة بإهداء الجمعية مجموعة من النسخ من مؤلفه القيم، من خلال مطالعته أولا ثم تقديم قراءة تقييمه شبه معمقة ووافية لفصول كتاب سماحته ، تأكيدا من كافة أعضاء المجلس على أهمية الدعم الفكري الذي تحتاجه الجمعيات الخيرية، وتجسيدا للتفاعل البناء مع كافة المبادرات الإيجابية التي ترد الجمعية الخيرية من أي طرف كان، بما في ذلك المبادرات الفكرية التي ترسخ العمل الخير وتطور من آفاقه.
نأمل من النخب الفكرية في مجتمعنا المعطاء الإسهام دائما في رفد العاملين في كل الأطر الخيرية الرسمية منها والأهلية بخلاصة أفكارهم ورؤاهم وتصوراتهم وتطلعاتهم في المجالات الإنسانية، لأنها ستساهم في تطوير المشروعات الخيرية وتنوعها وإثرائها بما يتناسب وتطلعات أبناء المجتمع، سيما الجهات المستفيدة من هذه الجهات الخيرية.