التساؤلات الإسلامية والوطنية المعاصرة
حسن الصفار من العلماء المدركين لأهمية انسجام الأمة والحفاظ على وحدتها وتوفير طاقاتها فيما ينفعها، فهو دارس مؤصل للفقه والعلوم الإسلامية وفق المذهب الجعفري، لكنه لم ينحصر في هذا الطريق بل أشرع نوافذه للهواء الطلق وفعل انتمائه لهذه الأرض المباركة (السعودية) واستحضر مواطنيته في خطابه الدعوي والتربوي وحاول تكريس صورة الفرد السعودي المسلم بوصفها هي الصورة الرئيسية لجميع أبناء هذا البلد، وما سوى ذلك فهو تنويعات واختلافات مستوعبة في رحم الوطن والدين الواحد. والصفار الذي كرس إنتاجه وجهده لهذه الغاية، كان متواصلاً مع الجميع فقد كان على صلة ومراسلة مع سماحة المفتي الراحل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، واجتهد في أن يكون جسراً بين المدرسة السنية والشيعية في وطنه تعزيزاً للمتفق فيه وتوضيحاً للمختلف عليه. ولعل الصفار في نتاجه الواسع (كاسيت، خطب، دروس، محاضرات، كتب....الخ) قد قارب الغاية التي كان يتوخاها، ومؤخراً نشط الشيخ الصفار في المنتديات والصحف صوتاً معتدلاً ودعوة للتسامح والوعي بالذات، ومن آخر ذلك استكتابه بشكل دائم في صحيفة اليوم السعودية، وفي هذا الحوار الذي نجريه معه في (الرسالة) تعريج على الطريق الأصوب في الحوار يجمع الكلمة، ونتناول أيضاً انعكاسات 11 سبتمبر على الدعوة الإسلامية والعالم الإسلامي كله، ونسأل الصفار عن موقفه من الثنائية التي وضع فيها بوش وبن لادن العالم الإسلامي ازاءاها (( معي أو ضد الحضارة عند بوش ومعي أو ضد الإسلام عند بن لادن )) استنكر الصفار في هذا الحوار هذه الهجمة المحمومة ضد المملكة العربية السعودية.
احترام الذات:
كيف نستطيع استعادة زمام المبادرة بين أمم العالم حيث يقبع المسلمون الآن في قاع الأمم؟
أود في البداية أن أتوجه بخالص شكري وتقديري لجريدة المدينة المنورة وخاصة ملحقها الأسبوعي (الرسالة) لإتاحتها لي فرصة الإطلال على قرائها الكرام، ولما أجده في هذه الجريدة من توجهات جادة لطرح قضايا الدين والأمة، بوعي وانفتاح، جزى الله القائمين عليها والمهتمين بهذه التوجهات كل خير.
لكي نأخذ موقعيتنا بين الأمم، ونستفيد من زمام المبادرة، لا بد وأن نحترم ذاتنا أولاً، فالأمة التي لا تحترم نفسها لن يحترمها الآخرون، وأركز هنا على النقاط التالية:
أولاً: أن نحترم العقل فينا، بأن نرفع القيود والأغلال التي تكبل عقولنا، وأن نستخدمها كما أمرنا الله تعالى في معرفة طرق الخير ومزالق الشر، وفي اكتشاف آفاق الكون من حولنا، وتسخير إمكانات الطبيعة، وفي إدارة شؤون الحياة، إننا أمة تعاني من سيطرة العواطف على مواقفنا وتوجهاتنا، وغياب مرجعية العقل، وتحديد مساحة حركته، مع أننا ننتمي إلى دين تركز آيات كتابه القرآن المجيد على محورية العقل وضرورة تحكيمه ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ ﴿لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
ثانياً: أن نحترم قدراتنا وطاقاتنا، التي منحنا الله تعالى إياها لنفجرها ونُفعلها، فنعمر الأرض ونصلحها، ونتجاوز حالة الكسل والخمول والتواكل، التي جعلتنا نعيش على فتات موائد الآخرين، حيث نستورد أغلب احتياجاتنا من الدول الأخرى، ونفقد أدنى درجات الاكتفاء الذاتي، وتشكو أكثر مجتمعاتنا من أفواج العاطلين، ومن البطالة المقنَّعة.
إن المواطن العربي أصبح يعتمد على الخارج مثلاً للحصول على 65% من احتياجاته من القمح، و74% من السكر، و62% من الزيوت النباتية. وكما قال وزير التجارة المصري في افتتاح المؤتمر السنوي الـ 34 لإتحاد غرف التجارة العربية: إن الدول العربية أصبحت في مجموعها أكثر مناطق العالم عجزاً في الغذاء!! مع أن لدينا أرضاً زراعية لا تكاد نستثمر منها إلا حوالي 10%، كما لا يزيد مستوى الإفادة من الأمطار عن 15%.
وكمثال واضح على ضعف استفادتنا من الإمكانيات المتوفرة واعتمادنا على الخارج ما تشير إليه التقارير من توفر الثروة السمكية في منطقة الخليج والتي تمتلك سواحل مترامية الأطراف تمتد لحوالي 3500 كيلومتر، والرصيف القاري لها يحتل مساحة تقدر بـ 250 كيلومتراً مربعاً، ولكننا نستورد حوالي 40% من حاجتنا السمكية من الخارج، ولا نستقل إلا نسبة 14% من المخزون السمكي الممكن استغلاله سنوياً. حسب تقرير نشرته مجلة الاقتصاد الصادرة من غرفة صناعة وتجارة المنطقة الشرقية عدد 272. إننا بحاجة إلى تربية عائلية، ومناهج تعليمية، وأجواء اجتماعية، وأنظمة وقوانين تدفع الإنسان عندنا للعمل والفاعلية، وتحفزه لتفجير طاقاته وقدراته.
حقوق الإنسان في العالم الإسلامي:
ثالثاً: أن نحترم بعضنا بعضاً، على مستوى العالم الإسلامي فتراعى حقوق الإنسان، كما أقرتها الشريعة الإسلامية، وتتاح فرصة المشاركة في الشأن العام، وتتوفر الحريات، أليس من المؤسف حقاً أن يعيش اليهود المحتلون لفلسطين حالة من الاستقرار والتعايش والتلاحم فيما بينهم، وهم شتات تجمعوا من أصقاع شتى، وتعاونوا على إثم الاغتصاب لأراضينا، والعدوان على شعوبنا، بينما لا تزال الكثير من المجتمعات الإسلامية تعاني من الأزمات والفتن الداخلية؟ إننا باحترام أنفسنا ضمن هذه الأبعاد الثلاثة، نتأهل لاحترام العالم لنا وأخذ موقعيتنا بين الأمم.
نحاور الغرب أم أنفسنا؟
في الوقت الذي نتهم الغرب لأنه لا يصغي إلينا.. هل أحسنا الحوار فيما بيننا؟.. وكيف نتجاوز هذه الحالة؟
الحوار مع الآخر قد ينطلق من حالة وعي حضاري، وإيمان بإنسانية الإنسان وحقوقه وكرامته التي أقرها الله تعالى بقوله: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾[سورة الإسراء، الآية: 70] وهنا يكون الحوار نهجاً وخلقاً ثابتاً، مع كل آخر مختلف معه، في الدين أو المذهب، أو الرأي أو الانتماء الحضاري. بل يصبح الحوار أوثق وأعمق كلما اْقترب الآخر من دائرتك.
لكن بعض من يطرحون الحوار مع الغرب، لا ينطلقون من هذه الحالة مع الأسف، وإنما من واقع الشعور بالضعف تجاه الغرب، والإحساس بالحاجة له. أما على مستوى الأمة فهناك استئساد على بعضنا البعض، وممارسة للقهر والفرض.
هذا هو تفسير الدعوة إلى الحوار مع الغرب مع الإصرار على التشرذم والقطيعة الداخلية في نظري. والسبيل إلى تجاوز هذه الحالة هو الوعي الحضاري، والفهم الصحيح للدين، والنضج السياسي والأخلاقي. إننا بحاجة إلى ثقافة إنسانية عميقة تعرفنا بحقوق الإنسان بيننا، وبحاجة إلى وعي مبدئي، يدفعنا إلى احترام الرأي الآخر في داخلنا، ويقنعنا بالإقلاع عن الاستبداد والتعصب، والذي لم نجن منه إلا التخلف والدمار.
السعوديون شعب مسلم عربي واحد:
أنت من الدعاة إلى تعزيز الوحدة الوطنية على قاعدة الولاء لمطلقات الإسلام وقواعده العامة منادياً بتجاوز الاختلافات الجزئية، هل لك أن تحدثنا عن جهدك في هذا المجال؟
في المملكة العربية السعودية شعب مسلم عربي واحد والحمد لله، ولم تكن بين أبناء هذا البلد نزاعات في الماضي، لكن ما رافق انتصار الثورة الإسلامية في إيران، والحرب العراقية الإيرانية، من مشاكل وأحداث، أعطى الفرصة لبعض التوجهات المتشنجة طائفياً، أن تصطاد في الماء العكر، وأن تمارس نشاطاً إعلامياً ودعائياً محموماً في مصلحة القوى المعادية للإسلام، والطامعة في النفوذ في بلاد المسلمين، ومن الطبيعي أن تشجّع وتدعم ما يفرق الصفوف، ويمزق وحدة الشعوب.
لكن الظروف الآن قد تغيّرت والحمد لله، والمطلوب معالجة آثار الفترة السابقة.
وكمواطن مسلم أسلك طريق الدعوة إلى الله، فإني أشعر بالمسؤولية تجاه وحدة الأمة، وتماسك المجتمع. وأعي جيداً مدى أضرار النزاعات والخلافات على أمن الوطن ومصلحة المواطنين، لذلك انطلقت للعمل على هذا الصعيد بتوفيق الله تعالى.
ولمست من تشجيع المسؤولين كسمو أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد ابن فهد ونائبه الأمير سعود بن نايف حفظهما الله ما دفعني لمضاعفة الجهد والنشاط.
ويتركز جهدي في هذا المجال على محورين:
الأول: التأكيد على ثقافة الوحدة وضرورتها، وتأصيل أخلاقياتها كاحترام الرأي الآخر، والقبول بالتعددية، والتذكير بالأصول الدينية الواحدة بين المسلمين، والتسامح تجاه الاختلافات الفرعية والجزئية، والاهتمام بالمصالح المشتركة لنا كمواطنين وللأمة الإسلامية التي تواجه أشد التحديات والأخطار في هذا العصر. كل ذلك عبر الكتابة والتأليف، وإلقاء الخطابات والمحاضرات والتحادث المباشر مع مختلف الأوساط.
المحور الثاني: التواصل الاجتماعي، بالمبادرة إلى زيارة العلماء وذوي الرأي والتأثير من أجل تمتين أواصر العلاقة، ومناقشة ما يدور في الأجواء من تساؤلات، لتوضيح الصورة، وتلافي أثار الفترة السابقة.
بالطبع فهذه مسؤولية عامة يجب أن يشترك في القيام بأعبائها كل من تهمه مصلحة الوطن ومستقبل الدين والأمة. وهناك جهود خيّرة تبذل في هذا المجال من قبل العديد من الواعين المصلحين دعاة الوحدة في المملكة وبلدان إسلامية أخرى، مما يبشر بخير والحمد لله، وجهدي المتواضع ما هو إلا إسهاماً بسيطاً ضمن هذه الجهود المبذولة.
لا يمكن تجاهل الاختلاف:
بأمانة - هل ترى إن السبيل الأمثل للحوار هو في المصارحة العلمية بطبيعة الاختلافات مع التأكيد على وجوب أن تتعود الذهنية العامة على تقبل الخلاف تحت سقف المبادئ العامة للإسلام؟
لا يمكن تجاهل وجود اختلاف الرأي داخل الأمة الإسلامية على صعيد بعض المسائل العقدية والفقهية، ومن المطلوب علمياً ومعرفياً مناقشة هذه المسائل الخلافية، والمصارحة والجرأة في الحوار حولها، لكن يجب التنبيه على أمور:
أولاً: أن لا ننشغل بها عن الأخطار المحدقة بنا، أيصح لجماعة تتعرض سفينتهم لخطر غرق في البحر، أو طائرتهم لمحاولة اختطاف، أن يتجاهلوا ذلك، وينشغلوا بمناقشة أمور علمية وتاريخية؟!
ثانياً: أن نعمل لتهيئة الأجواء الهادئة المستقرة التي تساعدنا على الحوار الموضوعي، والنقاش الحر، والنقد البناء لبعضنا البعض، أما مع التشنج الطائفي المتمثل في فتاوى التكفير، وخطابات التحريض، وحالات التمييز والقطيعة الاجتماعية، فإن الحوار قد يأخذ منحى آخر يبعده عن هدفه الصحيح، وغايته المرجوة.
ثالثاً: أن يتم الحوار والنقاش في المسائل المختلف فيها ضمن مؤتمرات علمية، ومنتديات جادّة، وليس بأسلوب التراشق الإعلامي والإثارات على المستوى الجماهيري. وحيث يسعى كل طرف للانتصار على الآخر، ورفع معنويات أتباعه.
أمريكا وابن لادن:
أمريكا قسمت العالم إلى قسمين: قسم مع الإرهاب وقسم مع أمريكا، وبن لادن شطر العالم إلى (فسطاطين).. أما مع القاعدة أو مع الكفر!.. كيف يواجه المسلمون هذه (الثنائية) الخاطئة؟
أمريكا تعتمد منطق القوة والهيمنة والتسلط على العالم، والإدارة الأمريكية الحالية، تقود انقلاباً عنيفاً على مبادئ الدستور الأمريكي، وتمارس سياسات واضحة التصادم والتناقض مع كل الشعارات التي يطرحها الغرب حول الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان. ودعم أمريكا للإرهاب الصهيوني، وخاصة جرائم شارون التي تجري هذه الأيام، هو المثل الصارخ لتوجه الإدارة الأمريكية نحو الهيمنة والتسلط بالقوة دون حساب لأي قيم أو مبادئ.
أما منطق بن لادن وطالبان في هذه المواجهة ففيه الكثير من التخبط والجهل، وقد أعطى هذا المنطق لأمريكا فرصة ذهبية ما كانت تحلم بها. تماماً كما فعل صدام حسين في غزوه للكويت، حيث مكن لأمريكا أن تحقق أهدافاً عسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة في المنطقة والعالم الإسلامي.
وما قدمه بن لادن من مجال لأمريكا هو أكبر وأعظم، ونحن الآن نقطف الثمار المرّة لما حدث، من خلال ما يجري في فلسطين وما يحصل في أفغانستان وما تحاك خيوطه لباكستان، ولمختلف أنحاء العالم الإسلامي ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
حملة مشبوهة:
تتعرض المملكة العربية السعودية لهجمة حادة من الإعلام الأمريكي والغربي بشكل عام وأنها مصدر الإرهاب في العالم، برأيك ما هي الصيغة المثلى للتصدي لهذه الهجمة؟
واضح أن الهجمة الحادة من الإعلام الأمريكي والغربي على المملكة لها أهداف مشبوهة، فهي تستهدف صمود المملكة في الدفاع عن القدس والقضية الفلسطينية، كما تستهد تجفيف ينابيع الصحوة الإسلامية والاتجاه الديني.
والتصدي لهذه الهجمة الشرسة يستدعي في نظري: أن نمتلك الشجاعة في مراجعة الذات، واتخاذ المبادرات الجادّة، في سدّ الثغرات، ومعالجة النواقص ومواطن الخلل، حتى لا يستغلها الأعداء، ولا تنمو من خلالها حالات الجهل والخطأ. والحمد لله فقد أكّد سمو ولي العهد في العديد من خطاباته الأخيرة على هذا التوجه.
كما أن المطلوب مضاعفة الجهد الثقافي والإعلامي للتعريف بالإسلام وبقضايا المسلمين العادلة أمام الرأي العام العالمي، وفي أوساط المجتمعات الغربية، بتطوير المضمون، وتجديد وسائل الطرح.
العلم في القطيف:
باعتباركم من علماء القطيف هل لك أن تحدثنا عن الحركة العلمية والثقافية في القطيف؟
الحركة العلمية والثقافية في القطيف عميقة الجذور، فقد كانت في هذه المنطقة حضارات إنسانية سابقة كالفينيقيين، وفي العصر الجاهلي قبل الإسلام كان فيها بنو قيس والذين أشتهر منهم العديد من الشعراء كطرفة بن العبد، وفي ظل الإسلام تواصل ونما العطاء العلمي والأدبي لهذه المنطقة عدا بعض الفترات الصعبة التي مرت عليها.
والآن في العهد السعودي المجيد في القطيف حركة علمية ثقافية نشطة تتمثل في وجود عدد من علماء الدين الأفاضل البارعين في علوم الأدب العربي والشريعة الإسلامية.
وفي القطيف حركة أدبية أصيلة يقودها عدد من الأدباء والشعراء المبدعين.
أما الحركة الثقافية في القطيف فهي نشطة متقدمة، ينعكس نتاجها في بعض المجالات الفكرية والأدبية التي تهتم بشؤون الفكر الإسلامي والتراث، عدد من الكتب والمؤلفات ينتج عن هذه الحركة الثقافية والأدبية في القطيف سنوياً.
وهذا النشاط المعرفي هو جزء من الحركة الثقافية في وطننا الغالي المملكة، وضمن نفس التوجهات الدينية والوطنية. بالطبع فنحن بحاجة إلى تواصل أكبر بين مثقفي هذا الوطن وعلمائه وأدبائه في مختلف المناطق.
تطوير المناهج التعليمية:
ما رأيك في تطوير مناهج التعليم بصورة عامة، وهل لديك تصور جديد يناسب هذه المرحلة؟
دراسة المبادئ الدينية، وتعميق القيم الإسلامية، وتبيين أحكام الشريعة، والأخلاق الفاضلة، ضرورة ملحة في كل مجتمع مسلم، ومما نفخر به في المملكة وجود هذا الاهتمام في مناهجنا التعليمية.
أما موضوع تطوير هذه المناهج، ومراجعة موضوعاتها وأساليبها, فهو أمر كان مطروحاً منذ فترة سابقة، وتجب المبادرة إليه لا على أساس الاستجابة لضغوط خارجية، وإنما من منطلق أخذ التطورات الثقافية والاجتماعية بعين الاعتبار، فأجيالنا وناشئتنا المعاصرة لا يصح أن نربيها ونتخاطب معها كالأجيال السابقة، بل نحتاج إلى تطوير المناهج من حيث أولويات التركيز، وأسلوب الطرح والمعالجة.
وفي هذا السياق ينبغي أن تركز المناهج على الأصول الإسلامية العامة، وتهيئ الناشئة لقبول الاختلاف وتعدد الآراء ضمن الإطار الديني، وأن ذلك لا يخدش بإسلام أحد، ولا ينتقص من مواطنته وحقوقه. وفي كثير من الجامعات الإسلامية كالأزهر الشريف هناك دراسة للفكر الإسلامي والفقه الإسلامي المقارن وهذا ما ينبغي أن يحصل في جامعاتنا.