الوصفة السحرية
بذاكرتي مشهد مضى منذ أعوام، حين دعيت لمحفل اجتماعي خارج قريتي، دخل رجل في نهايه الثلاثين من عمره، يملك ابتسامه لطيفه تسبق سلامه.
استحوذ على انتباهي ان اغلب الحضور كانو سباقين بالسلام عليه وبدت علامات الأرتياح عليهم. سألت صديقي عن هويه هذا الشخص؟
كان الجواب صادما نوعا ما كونه رجل سكن حديثا هذه القريه ويعمل كموظف بسيط بدخل محدود، لكنهُ خلال هذه الفتره القصيره كسب محبه الكثير فكان يحرص على تحية الصغير والكبير، ويسعى للمشاركة بشكل أخوي في افراح وأحزان الجميع.
كلمات محاضرة الشيخ حسن الصفار حول «الأنبساط والأنطواء» جعلتني أعود بذاكرتي لهذا الأنسان الذي ترجم معنى الأنبساط والانفتاح المجتمعي المحبب وجوده بنظم علاقاتنا الانسانيه.
جعلتني محاضرة الشيخ الصفار أن أفكر ما هي الوصفه السحريه التي اذا امتلكها شخص استطاع أن يكون مرن ومنفتح بحياته، فكانت الوصفة خليط بين التربية ونمط الأهل والأستعداد الوراثي والبيئة السكنية وأجزاء من الثقة بالنفس وتقدير الذات والبعض يرى للهرمونات والأساس البيولوجي دور كذلك فيها.
لا يمكنك أن تجلس بين جدران منزلك مكتفي بعائلتك وعملك منعزل عن محيطك بحجة تطهير نفسك عن سلوكيات المجتمع ومآسيهم بهدف صون نفسك والعبادة فيطلق عليك اسم «انطوائي»
توجه بطاقتك نحو خارج ذاتك وأبدأ بصنع علاقاتك حتى لو أنتج هذا الطريق المشاكل واصل به. فأنت فرد ضمن جماعة انفتاحك وتقبلك لهم يزيد خبراتك ومعلوماتك ويقوي شخصيتك ويصحح افكارك فتكون بذلك «منبسط».
الرساله التي حاول النبي ﷺ في أحاديثه وأهل بيته إيصالها للأمة أن الناس بحاجة لبعضهم البعض دائما، وأن هناك افضلية لمن يسعى بها خاصة إذا كان هذا السعي باحتمالهم سوء سلوكيات الاخرين وتقبلهم.
قد نجد انفسنا في مواقع أقلية مذهبية ببعض الدول فلا يكن هذا سبب للعزلة بل على العكس اثبتو وجودكم ودوركم وأخلاقكم أينما كنتم حتى لو قلت أعدادكم، أننا نصنع الحياة بما نمنح ونقدم.
الامام الحسين كان ذو عقل وفكر منفتح حتى مع اعدائه حاور عمر بن سعد الى ليلة التاسع سعيا منه للخير لكنهم اختارو الحرب فرفع الامام بعدها راية الحق وقدم روحه فداء دينه.
اعزل نفسك عن الدنيا ستجد نفسك تدفن مشاعرك بداخلك ومع مرور الايام ستدور بدائرة الوحدة وصول الى الاكتئاب. نور فكرك بالتواصل مع الناس ابني علاقات جديدة ورمم العلاقات المتصدية وسع دائرتك وأضف بها اخوة وأصدقاء جدد، وخذ بنصيحة الامام علي حين قال «استكثرو من الاخوة فلكل مؤمن شفاعة يوم القيامة».