حسينٌ سبط من الأسباط
في لفتة جميلة حول حديث رسول الله في حق سبطه الحسين أشار سماحة الشيخ حسن الصفار إلى أنه لا ينبغي حصر النص في المعنى اللغوي فقط، فهو أعمق من ذلك وبه يتجلى هدف رسول الله .
(أل) في مفردة السبط هنا عهدية، أي هو سبط من الأسباط الذين تعرفونهم. وقد ورد ذكر (الأسباط) في القرآن الكريم ٤ مرات بعد ذكر مجموعة من الأنبياء كما في قوله تعالى: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ﴾.
فالأسباط إما أن يكونوا أنبياء أو امتدادًا للأنبياء كالأوصياء، وهذا يشير له كثير من المفسرين.
الفهم الضيق للنصوص الدينية سبّبه الخلاف المذهبي والتدخل السياسي في الدين، مما أدى إلى تغييب كثير من البحوث الدينية والمفاهيم على حساب الدين.
وإلا فقسم كبير من النصوص النبوية متفق عليها وهي وجه آخر للآيات، فقول رسول الله : (علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) لا يمكن حصره في العلاقة النسبية والقرآن يوضح علاقة موسى بهارون في شأن التبليغ.
من هنا نفهم أن الحسين له منزلة الأسباط أوصياء الأنبياء، وأنه وصي من الأوصياء.
الباحث الشيخ علي غلوم من الكويت بحث عن مفردة السبط والأسباط في (العهد القديم) ووجد فيه سفر القضاة وتبين له من البحث أنه سفر لاثني عشر وصي لموسى بعد يوشع (١١ رجل وامرأة). وبالتقصي أكثر وصل إلى أنه في الأصل كان اسمه سفر الأسباط وأنهم الذين حملوا رسالة موسى إلى بني إسرائيل.
والأسباط بعد أمير المؤمنين ١١ وامرأة هي فاطمة الزهراء وهنا تجلٍّ أكثر للجمع في قوله: (سبط من الأسباط)