مسؤولية الخطاب الديني في المظاهر السلبية للمجتمع
ثمة ظواهر سلبية برزت في المجتمعات الإسلامية دون غيرها من المجتمعات ومنها:
- عدم رسوخ القيم الإنسانية عند أبناء الدين مثل الحرية والعدالة وأخلاق التعامل.
- ضعف الاهتمام بالعلوم الطبيعية. فهناك إنجازات عالمية لأبناء الدين في الآداب وخدمة الدين الإسلامي، لكن الإنجازات العلمية تذهب إلى غيرهم.
- ضعف المشاركة في الأعمال التطوعية.
- بروز النزاعات والخلافات في الأوساط الدينية.
في مجتمع يعتبر الخطاب الديني من أهم العناصر المؤثرة على الوعي البشري، ويمثل جزءًا من العبادات كما في خطبة الجمعة، ويقوم عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أفلا يكون هذا الخطاب مسؤولًا عن هذه الظواهر السلبية البارزة في المجتمعات الإسلامية؟
يؤكد الشيخ حسن الصفار في محاضرته «الخطاب الديني والمخرجات الإجتماعية» على أنه لا ينبغي تحميل الخطباء والخطاب الديني مسؤولية هذه الظواهر دون الأخذ بالعوامل الأخرى كالواقع السياسي والاجتماعي.
الخطاب الديني يتحمل جزءًا من المسؤولية ولكن ليس وحده المسؤول عن إصلاح المجتمع، فالأنبياء ليسوا مسؤولين عن تغيير الواقع بقدر ما هم مسؤولين عن التبليغ «فإنما عليك البلاغ».
من هنا تأتي أهمية نقد الخطاب الديني وضرورة تقويمه وتطويره.
وما عادت هذه مهمة العلماء ورجال الدين في ظل مجتمع يزخر بالكفاءات العلمية والثقافية، وتتوافر للجميع القدرة على تكوين الرأي والتعبير عنه.
*الخطاب الديني إنتاج بشري يحتمل الصواب والخطأ، عدا ما صدر من الأنبياء والأئمة.
*الدين يحث على تقويم الخطاب والنقد كما في وصية أمير المؤمنين.
*هناك قوى مناوئة للدين تترصد الأخطاء والثغرات أو تدعيها وتحاول بثها لتوهينه. ولا بد من التصدي لها بالدفاع الإيجابي وتقويم الخطأ إن وجد.
*ولا يصح الاتهام المطلق لكل من يدعو للنقد الديني أو يمارسه بأنه عميل لأعداء الدين.
*كما لا يصح ترك الساحة لمن يمارس النقد بطرق خاطئة بالسب والبذاءة والإساءة للآخرين.
*هناك علماء كان لهم دور بارز في النقد الديني كالسيد محسن الأمين في المجالس السنية، والشيخ محمد جواد مغنية، والشهيد مطهري، والشهيد الصدر الذي انتقد لغة الرسائل العملية ومناهج الحوزة وأساليب التبليغ، وكذلك السيد الشيرازي الراحل والسيد فضل الله وغيرهم.
*من الضروري على الجميع قراءة توصيات المرجع الديني السيستاني الأخيرة في إحياء مناسبة عاشوراء فهي مهمة جدًا.
*ولا بد من الإشارة إلى ضرورة الأخذ بالأساليب الصحيحة للنقد كالمرجعية الفكرية، والضوابط العقلية المتفق عليها.
*من الضروري أن يتحلى الخطاب الديني بلغة معاصرة ويحمل هم المجتمع.
*لابد من الاحاطة الشاملة بالمنظومة الإسلامية، حتى لا يكون التركيز على جوانب محدودة واغفال بقية الجوانب الأخرى.
*ولا بد من التوازن في الطرح. فالخطاب الذي يركز على إصلاح الآخرة لا ينبغي أن يغفل الجانب الدنيوي. والذي يركز على حق الله في العبادة لا ينبغي أن يغفل عن حقوق الناس والحيوان والبيئة.