الدكتورة عزيزة المانع تكتب عن «شخصية المرأة بين رؤية الإسلام وواقع المسلمين» للشيخ الصفار
كتبت الدكتورة عزيزة المانع مقالاً في جريدة عكاظ عن كتاب سماحة الشيخ وذلك يوم السبت 3 جمادى الآخرة 1426هـ الموافق 9 يوليو 2005م في عددها الصادر رقم 1483 تحت عنوان: «شخصية المرأة بين رؤية الإسلام وواقع المسلمين» وفيما يلي نص المقال:
هذا عنوان كتاب صغير الحجم, كبير القيمة للشيخ حسن الصفار, يتناول فيه بعض القضايا المتعلقة بنظرة المجتمع إلى النساء تحت اسم الاسلام, كتفضيل الذكر على الانثى أو إبعاد النساء عن المواقع القيادية, أو التقليل من أهمية بناء شخصية قوية للمرأة, أو ما شابه ذلك. والمؤلف في هذا الكتاب يفند تلك تلك النظرة الاجتماعية الى المرأة من خلال ما جاء في الاسلام, من حقائق واضحة بينة تبطل ذلك الموقف الاجتماعي الضال.
والذين يقرأون هذا الكتاب القيم سيرون كيف نجح صاحبه في تقديم أدلته الجليلة على بطلان الموقف الاجتماعي الجائر من النساء, وسأتوقف هنا عند فصلين جاءا في الكتاب أحدهما حول التفاضل والتمايز بين الذكور والاناث والذي ينكر فيه المؤلف وجود التفاضل بين البشر على اعتبار النوع ذكرا أو انثى, مبينا ان الاسلام جاء محدداً ثلاثة معايير للتفاضل بين الناس هي: التقوى ﴿إن اكرمكم عند الله اتقاكم﴾ وتعني الالتزام بمنهج الله تعالى وأمره, والثاني: العلم ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾, من كان أكثر نصيبا من العلم أصبح أكثر أهلية وجدارة, أما الثالث فهو: العمل ﴿الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا﴾, فانجاز المرء وعطاؤه وفاعليته في طريق الخير هي التي تحدد موقعه في الدنيا ومكانته في الآخرة, ثم يحتج المؤلف بقوله ان هذه المعايير هي مما يكتسب وليست من الأمور التي لا سلطان للانسان عليها, ولو كانت الذكورة من معايير التفاضل عند الله تعالى, لكان ذلك خلاف العدل والانصاف لان الانسان لا يختار ذكورته أو انوثته, وانما هي قدر الهي لا يد له فيه.
أما الفصل الآخر, فهو حول موقف الناس من المرأة وقوة الشخصية, وهو في هذا الفصل يتخذ موقفا ايجابيا مؤيدا لبناء شخصية قوية للمرأة ويحتج على ذلك بأن المرأة تحتاج الى ان تكون لها شخصية قوية لخيرها وخير أسرتها ومجتمعها, وليس كما يقال من ان الشخصية القوية تورث المرأة العناد او تجعلها صعبة المراس, ومن المبررات التي يطرحها الكاتب لأهمية بناء شخصية قوية للمرأة, المرأة ضعيفة الشخصية تكون صيدا سهلا للمفترسين لا تعرف كيف تقف صلبة أمام الاغواءات, وان المرأة الضعيفة تربي أولادها على الضعف, ففاقد الشيء لا يعطيه, كما أن المرأة الضعيفة قد تخذل الزوج وقت المحن والشدائد, فلا تستطيع الصبر والصمود.
وهناك فصول أخرى لا تقل أهمية عن هذين الفصلين والكتاب في مجمله يتميز برؤية عقلية مستقلة فيها اعتدال في التقدير وانصاف في الموازنة وهو مكتوب في لغة حسنة تنساب بك عباراته سلسة رائقة, فاذا بك تنعم بعذوبة الحديث وجمال المنطق واعتدال الرأي.
أخيراً, فإني أخص طالباتي العزيزات ان يقرأن هذا الكتاب, فهو حقا جدير بالقراءة.
ص.ب 86621 الرياض 11622
فاكس: 4555382