من ذاكرة المناسبة
قبل 42 عاما، ومن قلب مطرح وبمناسبة عاشوراء الحسين قامت ثلة من الشباب الذين إنتسبوا لمكتبة الرسول الأعظم ﷺ ببادرة خيرة للدعوة إلى التبرع بالدم.
جاءت هذه الدعوة برأي تقدم به فضيلة الشيخ حسن موسى الصفار في ليلة العاشر من المحرم وبعد القراءة الحسينية المعتادة حيث أن شباب المكتبة كانوا يتجمعون في قاعة المكتبة التي كانت في سطح المسجد المطل على الواجهة البحرية «الكورنيش»، وهو ذات الموقع الذي بني عليه مسجد الرسول الأعظم ص في صورته الحالية.
تلقى الشباب الرأي بنوع من القبول وبعد التشاور والتبادل في المقترح المتقدم به فضيلة الشيخ فقد إستقر الرأي بأن نخاطب الجهة الرسمية «وزارة الصحة» إن كان الوضع يسمح بأن يكون التبرع في أحد المستشفيات في مسقط ولعدد من الشباب وقد إستجابت الوزارة للمقترح الذي رأته إيجابياً وفعلا تم التفاعل مع الرأي ومع ساعات عصر عاشوراء ذهب عدد من الشباب إلى مستشفى النهضة وتم أول تبرع للدم بصورة جماعية على «حدود علمي»، واستمر الحال على هذا المنوال، فمع كل عصر عاشوراء كان هناك عدد من الشباب يذهب إلى المستشفى على «إختلاف المواقع» ويتبرع هذا العدد الذي أخذ في التنامي مع السنوات حتى تحول إلى عادة جارية بأن يكون يوم العاشر لما يمثله من مناسبة العطاء والتضحية والبذل أن يكون واحدا من عطاياه التبرع بالدم.
ومع الأيام أخذت مشيخة قبيلة اللواتية على نفسها مسؤولية تجميع العناصر من الذكور والإناث في قاعة الزهراء التي تأسست على أرض مكتبة الرسول الأعظم ﷺ وقامت بالحملة المنظمة وبالتنسيق مع الجهات المختصة ومع الزمن فإن القاعة غدت موقعاً جامعاً لتجميع قناني الدم من المتبرعين الذين يرون في يوم الحسين فرصةً مناسبةً لهذا التبرع وبإسم السبط الشهيد الحسين .
نسأل الله أن يجعل من مناسبة الحسين مدخلا لخدمة عباد الله سواء بالدم أو بتوفير الطعام أو المال أو بذل جهد، فالحسين ع رمز للعطاء لكل الناس، وهو سبط ذلك الجد محمد ﷺ الذي عطاؤه سيبقى مستمرا حتى قيام الساعة ومن دون تمييز فهو رسول الإنسانية جمعاء.
كما وندعو الله أن يبقى هذا التبرع على أسلوبه وطريقته وأن يكون يوم العاشر من المحرم من كل عام يوم حملة كبرى لتجميع الدم على كافة المستويات والصعد.