قيادات رياضية في القطيف تشخّص هموم الأندية مع مسؤوليتها الاجتماعية
أندية “مديونة” وأعضاء شرف يتراجعون.. وعزوف اجتماعي
- مكتب الشيخ الصفار يدشن أمسيات شهر رمضان بالرياضة
وضع أربعة من قيادات أندية محافظة القطيف تشخيصاً مفصّلاً لمعوقات المؤسسات الشبابية في أداء مسؤوليتها الاجتماعية. وفي الندوة التي نظمها مكتب الشيخ حسن الصفار؛ ركز المشاركون على المعوقات المالية والاجتماعية والبيروقراطية، في عروض متتالية لجمهور مكتب الشيخ الصفار، مساء البارحة.
نُظّمت الندوة تحت عنوان “الأندية الرياضية وتنمية المجتمع”، وهي أولى أربع أمسيات ينظمها المكتب خلال الشهر الكريم كما ذكر مقدم الأمسية محمد المحسن.
والمشاركون هم: رئيس مجلس إدارة نادي الترجي بالقطيف إحسان الجشي، ورئيس مجلس إدارة نادي السلام بالعوامية فاضل النمر، ورئيس لجنة الموهوبين بنادي الخليج بسيهات كمال المزعل، وأمين عام نادي الصفا بصفوى محمد غلاب.
احسان الجشي: يجب أن يمنح المجال الرياضي اهتمام العلماء والمشايخ
رياضيون منضبطون
بدأت الندوة برئيس مجلس إدارة نادي الترجي إحسان الجشي الذي تناول دور الأندية في توجيه سلوك الشباب. وقال إن للأندية مناحي كثيرة اجتماعية ونفسية وثقافية وكلها لها أهميتها. وذكر أن الأندية لديها رياضيين منضبطين برزوا في مجالات متعددة، فمن مخرجاتها أطباء ورؤساء شركات ودوائر حكومية ومهندسون. وذكر أن علم النفس الرياضي له أثره الكبير في سلوك الرياضي منذ النشء ودوره من البداية حتى الاعتزال، وتوجد نماذج ناجحة منها قبل شهر بطل المملكة والخليج الكابتن المصطفى الذي حصل على شهادة الطب الرياضي مع انضباطه رياضيا حيث لم يكن هذا الانضباط عائقا له عن تفوقه الدراسي.
وقال إن إدارات الأندية مقصرة لعدم وجود دعم وعدم وجود مختصين في مجال علم النفس الرياضي، ونتمنى زيادة الوعي في هذا المجال، خصوصاً أن العمل في إدارات الأندية هو عمل تطوعي، إلا أن الاهتمام بوجود المختصين في المجال له أثر بانضباطية اللاعب.
وتمنى الجشي من الشيخ الصفار والجميع تحفيز الناس لدعم الأندية ليس مادياً بل من خلال العمل والانخراط فيها لأهميتها خاصة مع ما تجلى في حفل تكريم الرياضيين الأخير الذي أسفر عن 172 منجزاً دولياً للمحافظة، ولذا يجب أن يُمنح المجال الرياضي الاهتمام من العلماء والمشايخ والمجتمع فأبناؤنا قادرون على الإنجاز في النواحي المتعددة
كمال المزعل: لا يوجد ناد سعودي قدوة في المسؤولية الاجتماعية
عزوف
ثم جاء دور رئيس لجنة الموهوبين بنادي الخليج كمال المزعل الذي ركز على دور الأندية في تنمية المجتمع كما هو دور الجمعيات التي تختص بالمجال الخيري ولجان التنمية تهتم بالأنشطة والفعاليات التنموية. وقال إن الأندية مؤهلة للقيام بالتنمية ولعل فرصها أوسع خاصة لوجود فئة الشباب وهي فئة مهمة، والناس مطالبون بدعم إدارات الأندية للقيام بهذا الدور بإقامة الفعاليات والأنشطة، فمسؤولية الأندية كبيرة، وللأسف نرى عزوفًا عن الأندية الرياضية عكس الجمعيات التي نرى التنافس للدخول فيها.
وأضاف: تحظى المسؤولية الاجتماعية باهتمام خاص من الفيفا حيث أن 30% من ميزانينه تذهب للمسؤولية الاجتماعية.
وقال: في المستوى المحلي تغير المسمى من “اللجنة الثقافية” إلى “المسؤولية”، إلا أن اهتمام الأندية في المملكة لا يتجاوز 30% والسبب عدم وجود نادٍ قدوة، إلا أن الاهتمام المتزايد من هيئة الرياضة وذلك بتعيين مسؤول في اتحاد كرة القدم عن المسؤولية الاجتماعية لأول مرة وهو نزيه النصر نائب رئيس نادي الخليج ورصد مكافآت بقيمة 500 ألف ريال للمسؤولية المجتمعية إلا أنها اقتصرت على أندية دوري المحترفين ودوري الأمير محمد بن سلمان للدرة الأولى وقد فاز بالمركز الاول نادي الهلال بـ14 مشروعًا بينما نادي الخليج قدم خلال الفترة ذاتها 17 مشروعًا لا تقل عن مشاريع نادي الهلال إلا أنها لم توثق المشاريع ولم تسجل.
وقال إن دور الأندية مهم جدًا حتى من الناحية الدينية وقد يفوق بعض العبادات ويفوق ما يقوم به الجمعيات الخيرية.
سرد المزعل بعدها مجموعة من المقترحات لتفعيل هذا الدور بإعطاء دفعة اضافية من الاهتمام الاجتماعي وضرورة وضع شخص أو لجنة مسؤول عنه وضرورة وضع خطة للأعمال الاجتماعية، مع مزيد من الاهتمام من الإدارة ومزيد من التنظيم وأهمية تسجيل البرامج وتوثيقها ورفعها، وضرورة مشاركة اللجان الأهلية مع الأندية وخصوصا التي تتمتع بمقرات جيدة، وضرورة دعم أبناء المجتمع عن طريق الانخراط في اللجان العاملة او انشاء لجان جديدة وضرورة تقدبم المجتمع الدعم المادي لهذا الجانب الهام في الأندية.
فاضل النمر: ديون دوري المحترفين مليار ريال.. والهبات الشرفية تقلصت
موارد واستثمار
تحدث بعدها رئيس نادي السلام فاضل النمر عن الموارد المالية وصناعة الاستثمار، حيث قال إن جميع الأندية “مديونة” تقريبًا، فديون أندية دوري المحترفين وحدها بلغت مليار ريال. وذكر بعض الأندية وديونها وعزا الأمر إلى الضعف في خلق الموارد المالية وعدم وجود المتخصصين في إدارات الأندية، فأعضاء الإدارة رياضيون غالبا، واعتماد الاندية على الهبات الشرفية التي تقلصت مؤخراً بسبب الوضع الاقتصادي.
وذكر أنه لا توجد ميزانيات معلنه لأندية القطيف والنادي يؤدي دوره الرئيسي فقط، وبسبب تراكم الديون رُفعت قضايا على الأندية وعزا ذلك للصرف دون دراية وأنه حتى الأندية المحترفة يديرها غير محترفين اقتصاديا وغياب الدور الرقابي من مكاتب الهيئة العامة للرياضة ومن الجمعيات العمومية للأندية والتفكير في المنجز الوقتي.
عدد بعدها بعض أوجه الصرف كرواتب للموظفين والمدربين والمحترفين وإيجارات سكنهم ومصاريف الأدوات والملابس والإعاشة والمعسكرات والفواتير العامة والصيانة والمكافآت… وأما الموارد فهي المعونات المقطوعة ومعونات الصيانة ومكافآت رمزية والدخل التلفزيوني لبعض الأندية والدعم الشرفي والاستثمارات.
ونوه إلى أهمية صناعة الاستثمار في الأندية الرياضية وإن كان يعتمد على النادي الرياضي والمنشأة التي يتواجد فيها وموقعه.
مدخل للتواصل
ختم بعدها أمين عام نادي الصفا محمد غلاب كلمات المتحدثين الرئيسيين بكلمة سريعة ذكر فيها نماذج من المحافظة عندما حمل لاعب نادي الصفا علم المملكة عند دخول وفد الرياضيين المشاركين في أولمبياد بكين عام 2008 والكلمة القوية للكابتن حسين الصادق أمام خادم الحرمين الشريفين بعد فوز الاتحاد بكأس آسيا ومداخلة الكابتن تيسير الجاسم مع رئيس هيأة الرياضة، وبين أن للرياضة دور كبير في توضيح طبيعة كل مجتمع وإزالة المفاهيم الخاطئة عن الرياضة فصرنا نذهب لكافة المحافظات والمناطق ونلقى الترحيب وحسن الاستقبال وإن كانت ما زالت بعض الأمور تحتاج إلى وقت لتنتهي.
سمير الناصر: المقصّر هو هيئة الرياضة.. لا الأندية
مداخلات
بدأت بعدها مداخلات الحضور التي أثنت غالبًا على مبادرة الشيخ بإقامة هذه الأمسية، وفي مداخلة لرئيس مجلس إدارة نادي الصفا سابقًا سمير الناصر ذكر أن التقصير ليس من إدارات الأندية بقدر ما هو من الهيئة العامة للرياضة ويكفي أن مسماها صار مقتصراً على الرياضة بعد أن كانت رعاية الشباب، وذكر أن نادي الصفا رفع49 مشروعاً ولم تتم الموافقة عليها، واتفق مع عدم وجود مختصين وعدم وجود دعم مادي للرياضة ونبه بعدم الانجرار وراء كلمات الاحتراف وضبط المصروفات حيث أن نادي الصفا لربما يكون النادي الوحيد بدون ديون وأكد على دور الجمهور في مساعدة الأندية.
الشيخ الصفار: يجوز الصرف من الحقوق الشرعية لدعم الأندية مالياً
دعم من الحقوق الشرعية
ألقى بعده راعي الأمسية الشيخ الصفار كلمة قال فيها إنه استفاد من الكلمات لتكوين تصور واقعي عن الأندية، وأن التواصل ضعيف في الساحة الاجتماعية مع الأندية وأن رجال المجتمع ليس لهم حضور فيها كرجال الدين وغيرهم من الفاعلين وأن على الأندية تفعيل اللقاءات مع شرائح من المجتمع حتى يعرفون تحديات وتطلعات وهموم الأندية والدور الذي تلعبه في تنمية المجتمعات وحث على ضرورة دعمها والانخراط للعمل فيها.
وأننا كجماهير علينا أن نتجاوز هذا الحاجز الموجود بين النادي وبين الحسينية والموكب والمسجد لتصحيح النظرة للمجتمع حيث أن بلدنا فيه نسبة الشباب عالية وللأندية دور في حمايته من توجهات التطرف والعنف والطيش وكثير من المفاسد كالمخدرات وإن لم يكن القضاء عليها فالحد منها، ليكونوا شبابا يمتلؤون بالطاقات والمواهب وهذا يحملنا حكومة وشعبا مسؤولية تجاه الشباب، فصرفنا على الأندية يصنع دورًا أكبر لاستيعاب الشباب وتقليص السلبيات حتى لا يخسر مجتمعنا بسبب التوجهات المنحرفة.
وتوجه للإدارات بتحمل مسؤوليتها تجاه هذه الشرائح وللمجتمع رفد الأندية بالعمل والتطوع والاستثمار.
مداخلات
توالت بعدها المداخلات التي كان أبرزها سؤال عن مشروعية صرف الحقوق الشرعية لدعم الأندية فأجاب الشيخ أنه من خلال فهمه لآراء الفقهاء فإنه يرى جواز ذلك وقد ذكره في كتابه النادي الرياضي والمجتمع وبعد مداخلات متعددة ختم مقدم الأمسية بالتذكير بندوة الأسبوع القادم التي ستكون مع إدارات الجمعية الخيرية.