لقاء سماحة الشيخ حسن الصفار بنادي اشراقة الغد
تحقيقاً لأهداف نادي إشراقة الغد بالدمام، وتنفيذاً لخطة برنامجه، زارت منسوبات النادي وعددهن 17 فتاة مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار، صباح يوم السبت الموافق 24 /12/1435هـ.
وكانت برفقة فتيات النادي كل من الأستاذة/ زهراء بوحليقة، الدكتورة/ عدالة بوحليقة، الأستاذة / سلوى بوحليقة.
بدأت الأستاذة/ زهراء بوحليقة بالسلام والتحية مع الشكر الجزيل لسماحة الشيخ على استضافته للنادي بمكتبه، وأيضا قدمت الشكر والامتنان لمديرة مكتبه الاستاذة مريم العيد، ثم قدمت تعريفاً بالنادي، وبنشاطه مع ذكر نبذة موجزة عن ما قدمه خلال هذا العام.
تفضل سماحته بالسلام والترحيب قائلاً: كم أنا سعيد بهذه الزيارة واللقاء بمثل هذه المؤسسة التثقيفية، التي تملأ فراغاً في واقع المجتمع، ونشعر بالتفاؤل والسرور لوجود مؤسسات تربوية تختص احتضان أبناء المجتمع، وخصوصاً الفتيات لمواجهة تحديات الحياة، وبناء الشخصية الواعية، وأن العمل في مثل هذه المؤسسات من أفضل الأعمال.
وقد افتتح كلمته بتلاوة آيات كريمة ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾
وفي ضوء هذه الآيات أوضح سماحته معنى كلمة أفلح، التي تعني النجاح، وأن الإنسان الذي يفلح هو الذي يحقق غايته ومبتغاه، وفي الآية قد أفلح هي التأكيد على أن المؤمنين هم أهل النجاح، ولا يختص الفلاح في الدنيا أو في الآخرة فقط، إنما هو فلاح شامل مطلق في الدنيا والآخرة.
كما أكد سماحته على أنه يجب على المؤمن أن يكون متفوقاً ومتقدماً في حياته، و أن نجاح الإنسان المؤمن هو لسببين: أن مناهج الدين تسبب له النجاح، ومن أجل أن يكون المؤمن قدوة للآخرين، وبيّن أن غير الناجحين في حياتهم ممن ينتسبون لمجتمع المؤمنين يعود إلى خلل في فهم الإيمان، أو خلل في تطبيقه.
ثم ذكر سماحة الشيخ صفات المؤمنين ومنها:
ـ الذين هم في صلاتهم خاشعون فالصلاة تعبير و رمز عن الارتباط والاتصال به سبحانه وتعالى.
ـ والذين هم عن اللغو معرضون فاللغو يعني الشيء الذي لا قيمة له، والمؤمن الحقيقي هو الذي يتعامل مع حياته بجدية، والجد في الحياة صفة من صفات المؤمنين، خصوصاً في فترة الشباب فعلى الإنسان أن يستثمرها أفضل استثمار مع حاجة الإنسان إلى الترفيه في هذه الدنيا ولكن ضمن حدود.
ـ الذين هم للزكاة فاعلون فالزكاة هي العطاء والنمو، فالإنسان المؤمن ليس أنانياً، فما يملكه من مال وصحة، وعلم وقدرات وطاقات وإمكانيات ووقت، ليست كلها خاصة به، بل للأسرة والمجتمع والوطن، وذلك بالخروج من الأنا والذوبان في نحن أي أن نسعى بأن نتشارك مع الآخرين بما نملك.
ـ الذين هم لفروجهم حافظون أودع الله سبحانه وتعالى في الإنسان غرائز ورغبات، إذا لم يشبعها تؤدي إلى سلبيات، وهناك جهات تعمل على إثارة العواطف والغرائز الشهوانية، خاصة بعد انتشار وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي، فمن شروط النجاح السيطرة على الحالة العاطفية، وتوفير الأجواء الصالحة، وأخذ الحيطة والحذر في التعامل مع مثل هذه الوسائل، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾.
خُتمت الجلسة بالتساؤلات مع سماحته حيث طرحت الدكتورة/ عدالة بو حليقة سؤال عن شرعية حضور المرأة لأداء الصلاة في المساجد.
في الأخير قدمت الاستاذة/ زهراء بو حليقة الشكر والتقدير لمكتب سماحة الشيخ حسن على استضافته للنادي، وعلى ما قدمه للفتيات من علم وتوجيه بأسلوب أبوي هادف.
لقد عبّرت بعض الفتيات عن انطباعهن حول هذه الزيارة قائلة: «لا بد أن يكون الإنسان ناجحاً في حياته ليقدم الأفضل والأجمل».
كما قالت مريم الرشيد: «استمتعت عندما رأيت كتباً بهذا الكم والنوع، وأحلم بالمستقبل أن يكون لدي مكتبة مثل مكتبة سماحة الشيخ حسن. والجميل أن الكتب التي قدمها لنا المكتب منوعة، وليست منحصرة على نوع محدود من الكتب».