الصفار الرجل الملّهم بكل ما تعنيه الكلمة من معناً
الشيخ الصفار رجل ملهم بكل ما تعنيه الكلمة من معناً، يقرأ الحدث بعمق، وتسكنه أولويات الزمان والمكان، يقرأ ماضيه وماضي أمته في مفاصله الحساسة ليفرز للحاضر قراءة تأصيلية واعدة تهب شرايين المجد دماءً جديدة، وتجفف مستنقعات الركود والركون الفكري للمألوفات والموروثات التي تتناقل ضمن نطاقات الجهل وقلة الوعي دون تمعن ودون نقد ودون وعي في اجتزاءات واستدلالاتٍ مشوه لعقل وواقع الأمة.
تراه موسوعة في كل حادثة نازلة، يعيشها في أدق تفاصيلها، ما يدل على أنه قد وهب نفسه مع كل خفقات عقارب الساعة للحظة الحاضرة في منعطفاتنا الحاسمة، يعيش كل التفاصيل المهمة، وكأن الله قد سخر له طي الزمان والمكان في قبضة عقله الفذ منذ نعومة أظفاره ليستوعب كل ما يجري في لحظات الزمن المزدحمة بكل صخب الحياة وتعقيداتها وتشعباتها بسرعة مذهلة، ما يكشف لك عن حجم الإنشغال والتفرغ التام لقضايانا المعاصرة المهمة والحاسمة.
متطلعٌ هو دائماً رغم العقود والمنغصات والمعوقات التي لا تكسر هم الرجل الأشم لمستقبل الأمة الذي ستعيشه أجيالٌ أخرى ويجب أن نصنعه جميعاً بحبٍ وإخلاصٍ لكل بني الإنسان دون ارتهانٍ لأطماع شخصية زائلة ولا لهوياتٍ سرابية ممزقة ومدمرة.
هو سحرٌ وجمالٌ ستبصره بالوعي والرؤية المنصفة المتوازنة مهما اختلفت معه.
ستراه في مجلسه ساعة البوح وإفراغ كنوزه التي تموج بها بحاره المتلاطمة، أكثر مما تراه في إي مشهدٍ آخر يُختصر فيه ويُختزل أو يُموه أو يُشوه من هو الصفار.
الصفار مجموعة رجالٍ في رجلٍ واحد، ومجموعة عقولٍ في عقلٍ واحد، ومجموعة إراداتٍ في إرادةٍ واحدة ... الخ.
هو التنوع والإنفتاح والموسوعية والتسامح بكل ما تعنيه الكلمة من معناً، حتى يعجز الفعل والقلم.