الصفّار لـ الشرق: نعاني سنواتٍ من الفكر المتزمّت.. وآمالنا معقودة على الحوار
قال رجل الدين الشيعي حسن الصفار، إن الحوار الوطني الذي تشهد أنشطته تفاعلا في المملكة يعتبر منعطفا جديدا تنعقد عليه الآمال، مؤكدا أن أي توجه جديد يحتاج إلى مدى زمني حتى يتبلور وينتشر بين كافة أوساط المجتمع.
وأضاف الصفار لـ «الشرق»، على هامش لقاء جمع مثقفين وأعضاء في مجلس الشورى، انعقد في ديوانية الكاتب دحام العنزي في الرياض أمس الأول، «أعتقد أن مصطلح الحوار لم يكن منتشرا في مجتمعنا في السابق مثل انتشاره الآن، حيث أصبح أكثر تداولا وانتشارا، لكنه بحاجة إلى الترشيد والتوجيه، ونأمل أن يكون هناك مزيد من الحوارات بين مختلف الشرائح وفي مختلف الأوساط، التي من شأنها إلى جانب تفعيل المبادرات الأهلية أن تنضج توجهات هذا الحوار».
مجتمع بشري
وأوضح الصفار أن الخلافات التي تحدث بين المذاهب الشيعية تأتي تأكيدا لكونهم مجتمعا طبيعيا مثل بقية المجتمعات البشرية التي تضم داخلها تنوعا واختلافا في الرأي وتضاربا في المصلحة، وقال «لا يوجد قالب واحد يجتمع فيه كل الشيعة في المملكة، غير أنهم جزء من المجتمع الوطني العام، وليسوا جماعة خاصة لهم مشروعهم الخاص، وإنما هم فئة ضمن المشروع الوطني العام، ولذلك أدعوهم للاندماج مع بقية المواطنين بغض النظر عن مذاهبهم وقبائلهم المختلفة».
تبادل اتهامات
وأكد الصفار، أن اتهام الطائفة الشيعية في المملكة بالولاء الخارجي يأتي في سياق تبادل الاتهامات والتخوين بين الفئات المتطرفة، لافتا إلى أن الحكم على أرض الواقع من خلال إثبات الشيعة على أرض المملكة أن ولاءهم لوطنهم، وذلك من خلال عملهم وتفانيهم في خدمته والحفاظ على أمنه واستقراره، وقال «الواقع هو ما يقرر من الموالي لوطنه حقيقة ومن المخلص في خدمته».
وحدة وطنية
وكان الحاضرون في اللقاء قد تبادلوا في أحاديث ودية جمعت مثقفين من المذهب السني وآخرين من المذهب الشيعي، أهمية التوافق الفكري بين المذهبين، وتأكيدهم على ضرورة نزع الخلافات الطائفية والتركيز على خدمة الوطن في ظل الصراعات الإقليمية الجارية، فيما تحدث عدد من الحضور عن تجاربهم الشخصية وعلاقاتهم الودية والأخوية التي ربطتهم بآخرين من المذهب الآخر، مشددين على ضرورة إجراء مزيد من الحوارات والنقاشات بين أبناء المذهبين لترسيخ معاني الخير والإلفة والأخوة الدينية والوحدة الوطنية.