قراءة في كتيب الإمام الحسين الشخصية والقضية
• المؤلف: الشيخ حسن موسى الصفار
• الناشر: مكتب سماحة الشيخ حسن موسى الصفار، القطيف - المملكة العربية السعودية..
• الطبعة: الثالثة عام 2006
• عدد الصفحات: 102 صفحة
أصدرت للمؤلف حسب ما جاء في صفحة «97» في ما يخص عاشوراء وثورة الإمام الحسين ما يلي:
1 - الحسين ومسؤولية الثورة
2 - الإمام الحسين رمز التضحية والفداء
3 - رسالة المجالس الحسينية
4 - المرأة العظيمة: قراءة في حياة السيدة زينب
المحتويات: يحتوي الكتاب على خمسة فصول وتحتها عدة أبواب، وقائمة للمصادر وأخرى لما اصدر للمؤلف من كتب.
جاء في المقدمة، أن الكثيرين يعيشون في هذه الحياة لا هم لهم خارج ذواتهم، وغاية ما يفكرون فيه ويسعون من أجله هو ترتيب شؤون حياتهم وتحصيل المكاسب والمنافع لأنفسهم. وتتميز نخبة قليلة من بني البشر بتطلعها لأفق أرحب من هموم ذاتها، فتسعى لإسعاد الآخرين وخدمة المبادئ والقيم السامية، للارتقاء بمستوى الحياة إلى ما هو الأفضل والأحسن. وقد احتل الإمام الحسين بن علي قمة المجد السامقة لمسيرة الطليعة الثائرة في تاريخ البشرية..
جاء في تأملات في مولد الحسين صفحة «11» أن اعتقادنا كمسلمين في رسول الله أن أعماله وأقواله لا يصدر شئ منها اعتباطا وعبثا، ولا يكون منطلقها من عاطفة وانفعال. فإذا ما وجدنا كتب التاريخ ومصادر الحديث تخبرنا بأسانيد صحيحة لا يرقى إليها الشك ومن طرق متعددة لا تنحصر في دائرة مذهب معين، بل هي مروية في مصادر الشيعة والسنة، وكلها تحكي لنا عن حدث مميز، صدر عن رسول الله تجاه الإمام الحسين ، ولم يتكرر منه مثله مع أي شخص آخر، وأن هذه الممارسة النبوية الخاصة قد تكررت في مواقف عديدة، وأمام أشخاص مختلفين، مما يدل على قصد الإعلان والإعلام عنها، ترى ألا يعني ذلك أن هناك استهدافا معينا وراء هذه الظاهرة العجيبة.
وفي البعد الاجتماعي في حياة الإمام الحسين صفحة «31» واهتمامه بمناطق الضعف في المجتمع. فالإمام الحسين كأهل بيته الطاهرين كان يعيش للناس أكثر مما يعيش لنفسه، طبقا للآية «يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة». ومن بداية حياته وهو طفل صغير، شارك أسرته الصيام ثلاثة أيام، وما كانوا يفطرون إلا على الماء القراح، لأنهم عند الإفطار يقصدهم المحتاجون، فيتنازلون لهم عن طعامهم، وفيهم نزل قوله تعالى «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا.
وعن ثورة الحسين وثروة المعرفة، جاء في صفحة «48» لم تكن قضية الإمام الحسين صراعا على السلطة أو الملك، ولا مواجهة تستهدف عائلة أو شخصا في موقع الحكم، إذا لانتهت بانتهاء طرفي الصراع والمواجهة، كما هو حال سائر النزاعات السياسية والمصلحية، بل كانت قضية رسالة ومبدأ. ثار الحسين للدفاع عنها ونهض للتبشير بها، حيث رأى أمة جده تنسلخ من رسالة الإسلام، وتسودها أجواء مخالفة لقيمه ومفاهيمه، وتحكمها فئة مخالفة لهديه وتشريعاته.
وفي صفحة «53» جاء أن هذا التأثير الفكري الكبير الذي تركته ثورة الإمام الحسين في أوساط الأمة خلق موجا هائلا وحركة معرفية ضخمة، لا تزال تتواصل وتنمو تتراكم، ضمن مختلف أبعاد المعرفة..
وعن عاشوراء برنامج رسالي جاء في صفحة «67» إن ميزة عاشوراء أن برامجه تتم بجهود أهلية تطوعية، لا تحركها جهة ولا يختص بها أحد معين، لذلك ينبغي أن يطالب كل فرد من أبناء المجتمع نفسه بدور ومشاركة، فليس هناك متفرج ولا تصح ألا مبالاة، بل على الجميع بذل ما يتمكنون من الجهود والطاقات، من أجل إحياء الشعائر بأفضل وجه وخير طريق.
وفي صفحة «69» ورد، إذا كانت هذه البرامج تنبثق من منطلقات دينية، ويراد بها التقرب إلى الله تعالى وتحصيل ثوابه ورضاه، فذلك يعني توفر روحية التعاون والتنسيق بين القائمين بها، فكلها تخدم هدفا واحدا.
وعن عاشوراء وثقافة المجتمعات الشيعية، جاء في صفحة «82» نريد أن نؤكد للباحثين الذين يريدون دراسة الظواهر التي تتحلى بها المجتمعات الشيعية، بضرورة الالتفات إلى الثقافة السائدة في هذه المجتمعات، وهي في مجملها ثقافة حضور سيرة أهل البيت . فالمجتمع الشيعي يرتبط بأئمة أهل البيت، لكن هذا الارتباط ليس مجرد ارتباط نظري تاريخي، وإنما هناك حضور دائم لسيرة أهل البيت في وعي هذه المجتمعات، وهو حضور على كل المستويات.
فعلى الصعيد العلمي: هناك تراث كبير من النصوص الواردة عن أئمة أهل البيت ، في مختلف ميادين المعرفة، وهو يشكل منهلا لعلماء الشيعة ومفكريهم.
وعلى المستوى الروحي: هناك ثروة ضخمة من نصوص الدعاء والمناجاة لجميع الأوقات والمناسبات، وهي تشكل ينبوعا يرتوي منه الجمهور الشيعي، لإنعاش الحالة الوجدانية والروحية.
وفي الجانب العاطفي: نجد هذا الاحتفاء بالمناسبات لأئمة أهل البيت كموسم عاشوراء؛ حيث الشيعة في كل مكان وكل بقعة يحتفون بهذه المناسبة، ولو كانوا بضعة أفراد في مكان ما يجدون أنفسهم معنيين بإحياء هذه المناسبة..
كما جاء على وجه الغلاف الخلفي للكتاب ما يلي: النخبة المتميزة هي التي ترسم منعطفات التاريخ وتوجه أحداث الحياة، وتبقى أصداء وجودها خالدة مع الزمن. ويأتي في طليعة هذه النخبة الثائرون المصلحون، الذين يرفضون السكوت على الظلم والاستسلام له ويرفعون صوت الحق ويسعون لإقامة العدل، حاملين أرواحهم على أكفهم غير مبالين إن وقعوا على الموت أو وقع الموت عليهم. وقد احتل الإمام الحسين بن علي قمة المجد السامقة، لمسيرة الطليعة الثائرة في التاريخ البشري.