قراءة في «الخطاب الإسلامي وحقوق الإنسان»
اسم الكتاب: الخطاب الإسلامي وحقوق الإنسان.
المؤلف: الشيخ حسن الصفار
إصدار: المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء - المغرب
الطبعة: الثانية 2007
يتكون الكتاب من مقدمة كتبت بيد المؤلف، وتسعة فصول، وملحق وقائمة المصادر.
جاء في مقدمة الكتاب: سيطرة الاستبداد السياسي إلى الأمة افرغ رسالة الإسلام من محتواها الإنساني، وأصبح الإسلام غطاء لأبشع ممارسات القمع، ومصادرة الحريات وانتهاك الحقوق، في حقب طويلة من تاريخ الأمة. وبذلك تعطلت مفاعيل النصوص الدينية الواضحة، الداعية إلى العدل والإحسان، واحترام إرادة الشعوب، ورعاية حقوق الإنسان. حيث تم تجاهلها أو تأويلها، بما لا ينافى مع واقع الاستبداد وممارسة الظلم. كما اختلقت في مقابلها، نصوص تدعو إلى الخضوع والخنوع، والتكيف مع القهر والذل.
الفصل الأول: «الإنسانية بين النص والخطاب الديني»، كتب الشيخ حسن، في مقابل استغراق الخطاب الديني في الحديث عن الله، كان الحديث عن مكانة الإنسان وأهميته ضئيلا، لا مع المساحة الواسعة التي افردها القرآن الكريم، لإبراز قيمة الإنسان ومكانته، والامتيازات التي منحها الله تعالى إياه، بوصفة أفضل وأكرم موجود.
الفصل الثاني: «كرامة الإنسان والخطاب الديني»، كتب الشيخ الصفار، من مناطق الخلل الرئيسية في مساحة واسعة من الخطاب الإسلامي، القول بتجزئة الكرامة الإنسانية، وإنها خاصة بالمسلمين، فغير المسلمين لا يشمله التكريم، وتضيق الدائرة أكثر بتخصيصها بالمؤمنين من إتباع المذهب فقط. وما عداهم من المخالفين والمبتدعة، لا ينطبق عليهم عنوان التكريم، وتستباح بعض حقوقهم المادية والمعنوية.
الفصل الثالث: «الخطاب الديني والاهتمام بالإنسان»، كتب الشيخ المؤلف، نلاحظ هنا على الخطاب الديني، انه غالبا ما يتوجه إلى الأضعف لتهدئته وإخضاعه للقوي، عبر التأكيد على حقوق الحاكم على رعيته، والزوج على زوجته، والأب على أبنائه، ورب العمل على الموظفين، كما يؤكد هذا الخطاب على الرعية والزوجة والأبناء والعمال، أن لا يقصروا في واجباتهم اتجاه الطرف الآخر.
الفصل الرابع: «الإسلاميون وحقوق الإنسان»، كتب المؤلف الصفار، هناك الكثير من المباهاة والاعتزاز لدى الإسلاميين أمام الحضارة الغربية، بأسبقية الإسلام وأفضلية اهتمامه بحقوق الإنسان. وهو أمر صحيح على المستوى النصوص والتعاليم والأحكام. أما على صعيد الممارسة والواقع، فيجب الاعتراف بالقصور والتقصير، وأن الآخرين سبقونا وتقدموا علينا بمسافات بعيدة. ويمكن رصد بعض مواقع تخلفنا كمسلمين في حقوق الإنسان ضمن المحاور التالية:
«1» التأخر في بل البلورة والصياغة التقنية لقضايا حقوق الإنسان.
«2» ضعف الاهتمام بقضايا حقوق الإنسان في الخطاب الديني.
«3» محدودية التصدي للدفاع عن حقوق الإنسان من قبل الإسلاميين.
«4» واقع الانتهاك لحقوق الإنسان.
الفصل الخامس: «واجب الدفاع عن حقوق الإنسان»، ذكر الشيخ حسن، والدفاع الواجب عن حقوق الإنسان، لا يقف عند حدود المصالح المرتبطة بذات الشخص، بل يعني تحمل المسؤولية تجاه أي حق إنساني ينتهك، حتى إن الله تعالى يحرض المؤمنين على القتال، من أجل إنقاذ المستضعفين، من واقع الاضطهاد، يقول تعالى «وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان» النساء75.
الفصل السادس: «ثقافة حقوق الإنسان وبرامج العمل»، قال الشيخ الصفار، التقدم الذي أحرزته المجتمعات الأخرى في مجالات حقوق الإنسان، لم يحدث بين عشية وضحاها، ولم يتحقق دفعة واحدة، ولم يأت بسهولة ويسر. فلقد رزحت تلك الشعوب طويلا تحت وطأت استبداد الكنيسة الديني وظلم الإقطاع السياسي، فانبعثت أفكار التحرر والإصلاح من رحم المعاناة الشديدة، واحتاجت مدى من زمن وركاما من الجهود والتضحيات، لتخضر بعدها غصون وثائق حقوق الإنسان، ولتؤتي ثمارها في ربوع تلك المجتمعات.
الفصل السابع: «بين الحقوق والواجبات»، أورد الشيخ المؤلف، إن الحق والواجب يؤديان معنى واحدا، وفي مجال بحثنا فإن الحقوق هي الأشياء الثابتة على الإنسان، والواجبات هي الثابتة على الإنسان للآخرين، أو على الآخرين له. فالحقوق واجبات، والواجبات حقوق، والفرق إما في النسبة للإنسان أو عليه.
الفصل الثامن: «قدسية الحياة وثقافة الاستهتار»، يتسائل الشيخ الكاتب في هذا الفصل قائلا، هذا الدين العظيم الذي يقدس الحياة، ويعد العدوان عليها أشد جريمة، كيف سادت في بعض أوساط أبنائه ثقافة الاستهتار بالحياة!؟ وكيف أصبح ستارا وغطاء لأفظع جرائم العدوان على الحياة!؟
الفصل التاسع: «النهي عن المنكر شفقة وإصلاح»، أورد الشيخ الصفار، هل يتناقض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع حرية الإنسان أم لا؟
الجواب: أنه لا تناقض ولا تعارض، وذلك لأن الإسلام يضع تلك الفريضة ضمن حدود وأبعاد لا تناقض حرية الإنسان، بل على العكس من ذلك، فهي تكفلها وتضمن سعادة الإنسان معها.... وهذه الحدود والأبعاد التي يتوخاها الإسلام من هذه الفريضة هي:
أولا: الحرص على مصلحة الإنسان وفائدته.
ثانيا: الانطلاق من المحبة الصادقة للإنسان.
ثالثا: مراعاة السمعة العامة للإنسان.
الملحق: وجاء فيه:
أولا: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ثانيا: إعلان حقوق الطفل..
ثالثا: وثيقة حقوق الإنسان في الإسلام.