وثيقة الأزهر تطور تاريخي
تعتبر وثيقة الحريات العامة الصادرة عن الأزهر الشريف في مصر مؤخرا «وثيقة تاريخية وتطورا رائعا» في الفكر الاسلامي، وهي تؤكد على حرية العقيدة والفكر والتعبير عن الرأي والبحث العلمي والإبداع الأدبي والفني، ما يمكن معه وصفها بأنها وثيقة الحريات العامة التي تعيد للإسلام ألقه وتعيد ثقة الناس بهذا الدين العظيم وتجعل الناس يدخلون في دين الله افواجا.
لكن من المستغرب ألا تحظى مثل هذه الوثيقة المهمة بالاهتمام الإعلامي الذي يرقى إلى مستواها ومستوى ما تدعو إليه، ومن المفترض ان يهتم بها الجميع ويتناولها الإعلام وأن تقام حولها المؤتمرات وتتبناها وتناقشها مختلف المجمعات العلمية، لأن دخول الناس في الإسلام جاء نتيجة شعورهم بالسعة والكرامة والعزة والحرية التي يتمتع بها هذا الدين ولذلك اقبلوا عليه، خصوصا أنه تحول في المفاهيم الغربية في العصر الحالي إلى دين يوصف بالعنف والقسوة والشدة والتضييق بسبب ممارسات بعض المسلمين والآراء المتزمتة والمتحجرة، حتى نفر منه بعض ابنائه.
إن مواكبة الاسلام لكل العصور رهن بممارسة الفقهاء والمجتهدين لدورهم في التجديد واستنباط ما يتناسب مع عصورهم وأجيالهم.
والأمة الإسلامية قد تواجه مآزق إذا ابتليت بالفقهاء المتحجرين والمتشبثين بآراء فقهاء العصور الماضية دون أن يستخدموا حق الاجتهاد المتاح لهم فواقع المسلمين يفتقد لأي مصداق لتطبيق حرية الرأي والتفكير رغم ضمان الإسلام لتلك الحريات.
والحكومات المستبدة تفرض هيمنتها على الشعوب وتقيد حرياتها فيما الآراء المتشددة تعرقل مسيرة حياتها، في حين يحد الإرهاب الفكري في الأوساط العامة من حرية إبداء الرأي المغاير.