التضحيات ثمن الانتصار
ان انتصار الشعوب على القهر والظلم لا يتأتى إلا عبر التضحيات الكبيرة وليس من خلال التقاعس والكسل، وما تحرير أكثر من ألف أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية وسقوط القذافي إلا تأكيد على مسؤولية الشعوب في الانتصار لحقوقها وعدم التعويل على المجهول، وهكذا أنتجت تضحيات الشعب الليبي ونضاله لسنوات طويلة ودفعه آلاف الشهداء وضحايا السجون والمنافي انتصاراً على نظام القذافي الذي لم يكن حصيلة أشهر من النضال، فلقد كان الشعب الليبي يقاوم لسنين طويلة حتى تحقق له التحرير، ويكفي ان نعلم بأن الشعب الليبي دفع في الشهور الأخيرة من نضاله ضد نظام الطاغية أكثر من 30 الفا من أبنائه و50 الف جريح حتى تخلصوا من حكمه.
إن الله لا ينصر الكسالى والمتقاعسين، إنما ينصر من ينصره ويستخدم الوسائل الصحيحة والممكنة لاسترجاع حقوقه، لأن الظالم إنما يستمد قوته من خضوع المظلومين.. فإذا تحرك المظلومون تلاشت قوة الظالم من أمامهم.
ولو استمرالليبيون في السكوت والخنوع فلربما استمر القذافي ايضاً في الحكم إلى 60 سنة ولورّث الحكم والظلم والفساد لأبنائه.
لكنه – أي الشعب الليبي - عندما قرر الثورة رأى كيف بدأ ذلك الطاغية المتعجرف يبحث له عن مهرب ومأوى بعدما كان يطلق التهديدات في كل اتجاه.
هذا هو المصير الذي ينتظر الطغاة.. مهما تعجرفوا وتظاهروا بالقوة.
ثم إن المجتمع الدولي لم يتحرك ضد القذافي إلا بعد أن ثار الشعب الليبي، على الرغم من تعاون المخابرات الغربية طويلا مع نظام القذافي نفسه.
وهذا المجتمع لم يدعم الشعب الليبي إلا لأجل حماية مصالحه في ليبيا وليس لأجل حرية وكرامة الليبيين.
وأتمنى أن يبني الليبيون دولة العدالة واحترام حقوق الإنسان ليعيشوا جميعا في ظل دولة الكرامة والحرية والعدالة.
وتأتي أيضاً صفقة تحرير الأسرى لتثبت بأن إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة، أما المجتمع الدولي والمفاوضات فلم تٌعد حقاً ولم تحرر شبراً واحدا من الأرض.
ولقد أثبت تحرير الأسرى الفلسطينيين جدوى وضرورة بقاء المقاومة، لأنها أثبتت صمودها وثباتها وجدوى عملها ونضالها.
وما هذا النجاح إلا ثمرة النضال والصبر والتضحيات الكبيرة للشعب الفلسطيني.
ولهذا فإن الشعوب والحكومات العربية تتحمل مسؤولية دعم المقاومة في فلسطين ولبنان ان لم ينخرطوا هم في المقاومة المباشرة لإسرائيل.