القطيف : الشيخ حسن الصفار استقبل أعضاء مجلس إدارة جمعية تاروت الخيرية
استقبل سماحة الشيخ حسن بن الحاج موسى الصفار حفظه الله مساء يوم الجمعة 25 محرم 1432هـ في منزله الكائن بحي الجزيرة بالقطيف وفداً من جمعية تاروت الخيرية للخدمات الاجتماعية. وقد حضر اللقاء عدد من أعضاء مكتب سماحة الشيخ يتقدمهم مدير المكتب سماحة الشيخ حسين آل صويلح حفظه الله والأستاذ عيسى آل عيد والكاتب عبدالباري الدخيل وعدد من المشايخ يتقدمهم الشيخ أحمد القطري من جزيرة تاروت والشيخ صادق الرواغة من مدينة سيهات.
وقد تألف وفد الجمعية من أعضاء مجلس الإدارة المنتخب حديثاً وعدد من الأعضاء المتطوعين. وقد تقدم الوفد رئيس مجلس الإدارة الحاج حسين المشور ونائبه المهندس محمد النابود والأمين العام حكيم آل درويش وأمين الصندوق زكي آل مطر ومقرر لجنة العلاقات العامة والإعلام أكرم الحجاج ومقرر لجنة التكافل الاجتماعي حسن المرهون ومقرر لجنة تحسين المساكن الأستاذ إبراهيم الأبيض ومقرر لجنة التدريب والتأهيل الأستاذ عبدالمنعم الصادق ومقرر لجنة العمال والمرافق العامة الحاج هلال آل فردان ومقرر لجنة ذوي الاحتياجات الخاصة الخطيب شفيق آل سيف والباحثان الإجتماعيان الأستاذ جعفر آل أمين ومحمد الصيرفي.
وقد قدم رئيس مجلس الإدارة الحاج المشور نيابة عن أعضاء المجلس لسماحة الشيخ الصفار الدعاء بدوام الصحة والعافية والتهاني بسلامة الوصول إلى أرض الوطن بعد زيارة عمل وعلاج للولايات المتحدة الأمريكية في شهر ذي الحجة المنصرم وزيارة الجمهورية العربية السورية الشقيقة مطلع شهر محرم. وفي المقابل قدم سماحته جزيل الشكر والامتنان لهذه المشاعر الطيبة وللبادرة الطيبة من أعضاء المجلس بالزيارة.
وقد دعا المشور سماحة الشيخ حفظه الله خلال اللقاء لإلقاء كلمة إرشادية لأعضاء مجلس الإدارة.
وقد استهل سماحته كلمته بتقديم التباريك لتشكيل المجلس الجديد لجمعية تاروت الخيرية نهاية العام الفائت 1431هـ متمنياً لأعضائه كل التوفيق والنجاح والسداد. وأشار سماحته إلى أن أعضاء مجلس إدارة الجمعية أصبحوا بانتخابهم من قبل المجتمع نواباً تحال إليهم مسؤولية التصدي للمشاكل التي تواجهها بعض فئات المجتمع من الفقر والجوع والعوز ونقص الأموال. وأشار سماحته إلى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من نام وجاره جائع فليس بمسلم) وقوله الشريف (ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم).
وأوضح سماحته بأن خدمة الناس والعمل على قضاء حوائجهم واجب كفائي في الشريعة الإسلامية إن قام بها البعض سقطت عن البعض الآخر. فلا يمكن أن يتبنى كل أفراد المجتمع مسؤولية العمل الاجتماعي وإلا فلن يكون هناك من يتبنى مسؤولية العمل في المجالات الأخرى كالمجال الصناع والتجاري والفكري.
وتمنى سماحته من إدارة الجمعية أن تقوم برصد مشاريعها الخيرية وتوثيقها وتقديمها بشكل جذاب إلى الناس وتسويقها حتى تلقى دعماً من عامة الأهالي واحتضاناً من خاصة المجتمع داعياً في نفس الوقت إلى استثمار كل قناة وطريقة تأتي بالخير الوفير للجمعية مؤكداً على ضرورة العمل على زيادة موارد الجمعية المالية بالطرق القانونية أقصى ما يمكن. وفي هذا الصدد دعا سماحته إلى الإستفادة من خبرات الجمعيات الخيرية الأخرى وتجاربها في محافظة القطيف وخارجها لإيجاد مصادر إيراد إضافية لصندوق الجمعية متطرقاً إلى الخبرة الجيدة للجمعيات التي تتبع جمعيات البر بالمنطقة الوسطى وتجربتها الفريدة في الدخول في شتى المجالات الإقتصادية والرياضية من أجل زيادة دخلها.
وشدد سماحته على ضرورة أن تولي الجمعيات الخيرية وخصوصاً جمعية تاروت الخيرية أهمية بالغة لمشاريع الإسكان الأهلي نظراً لأهمية هذه المشاريع في إيواء الأسر ضعيفة الحال التي لا تملك مسكناً أو التي تسكن بيوت الصفيح أو البيوت الطينية الآيلة للسقوط مشيراً إلى أن مشاريع الإسكان الأهلي بدأت تنمو في مختلف أرجاء الوطن خصوصاً في المنطقة الشرقية التي عانت طويلاً من ظاهرة بيوت الصفيح مؤكداً أن هذه المشاريع لا زالت تحتاج إلى تكاتف الجمعيات الخيرية من أجل تنميتها وتوسيع رقعتها لإسكان من تبقى من الأسر المحتاجة وأسر الأيتام التي لا مسكن لها أو تسكن بيوت الصفيح.
وذكر سماحته للحضور تأثره قبل أيام بقراءة خبر نشر في جريدة اليوم المحلية عن مشروع الإسكان الأهلي بتاروت المؤلف من 7 شقق سكنية والذي وصل إلى مرحلة متقدمة في البناء حيث تمنى سماحته أن يكون مشروع الإسكان الأهلي باكورة لمشاريع الإسكان الأهلية والخيرية القادمة بمحافظة القطيف وإن كانت مساحة البناء أو الأرض محددة متمنياً أن يتكرر هذا المشروع في تاروت وأن يصبح مشروع الإسكان الأهلي في المستقبل كبيراً في بنائه ومساحة أرضه وكثيراً في وحداته السكنية. وقد استعرض التجربة الفريدة التي قامت بها أسرة الجبر بالأحساء التي عملت على بناء 360 وحدة سكنية لأفرادها في محافظة الأحساء.
كما حث سماحته مجلس إدارة الجمعية إلى استجلاب الدعم الرسمي والإستعانة بالموارد المالية المتاحة من قبل الدولة عبر الوزارات ذات العلاقة والدوائر الحكومية المعنية كالإعانات الإضافية التي يمكن أن تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية أو البنوك الأهلية أو الشركات والمؤسسات التي تعمل في سلك الدولة في مختلف المديريات والهيئات الحكومية.
وتطرق سماحته إلى ضرورة رفع مستوى مشاركة الأهالي في دعم أنشطة الجمعية الخيرية المختلفة مشجعاً أعضاء المجلس والمتطوعين والباحثين الإجتماعيين إلى رفع مستوى الوعي الإجتماعي بالنشاط التطوعي والمسؤوليات الاجتماعية في نفوس أبناء المجتمع والعمل على نشر ثقافة العطاء والبذل بين الأفراد والعوام حتى يبقى للجمعية رصيدها الإجتماعي المحفز ودخلها المالي الوفير مؤكداً أن ذلك يساعد الجمعية على تحجيم الفقر في المنطقة.
ودعا سماحته مجلس إدارة الجمعية للتخطيط لتأهيل الأسر المعوزة للخروج من حالة الفقر نهائياً مؤكداً أن الأسر الفقيرة ليست محكومة أن تعيش فقيرة كل السنين إذ لا بد من وضع خطة لرفع حالة الفقر والعوز عن الأسر عن طريق التأهيل المناسب.
وتمنى سماحته في ختام حديثه أن تكون إدارة الجمعية الحالية في موقع المسؤولية كإدارة واعدة ومجدة إن شاء الله.
وقدم رئيس مجلس الإدارة الحاج المشور جزيل الشكر وموفور الامتنان لكلمة سماحة الشيخ وإرشاداته القيمة التي لا شك ستسهم بإذن الله في زيادة العطاء والعمل في الجمعية.
وفي مستهل حديثه عن الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الجمعية أشار المشور إلى أن الجمعية أخذت على عاقتها ومنذ تأسيسها خدمة الأهالي بجزيرة تاروت. وفي نهاية سنة 1428هـ ولدت جمعية البر الخيرية بسنابس التي أخذت على عاتقها الإهتمام ببلدة سنابس بتاروت.
وعن موضوع الإستثمار أوضح المشور أن الجمعية حديثة العهد بالإهتمام بالمشاريع الإستثمارية إذ كانت الجمعية في السابق تتحمل مديونيات تقدر بملايين الريالات خصوصاً للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية. وفي سنة 1415هـ تحسن الوضع المالي للجمعية إلى الأفضل بفعل التخطيط الجيد والإدارة الكفؤة للمشاريع الاستثمارية التي تديرها الجمعية كروضة الطفل السعيد والمستوصف. وفي سنة 1421هـ قرر مجلس الإدارة آنذاك أن يشتري أرضاً بتاروت لبناء صالة متعددة الأغراض تكون رافداً حقيقياً للجمعية مشيراً إلى أن المجلس نجح في غضون السنتين الماضيتين في استخراج التراخيص اللازمة لبناء الصالة حيث يعكف المجلس حالياً في دراسة العروض المقدمة من بعض شركات البناء لاختيار العرض المناسب منها والبدء بالبناء فوراً.
وفي معرض جوابه على سؤال سماحة الشيخ حفظه الله حول تمويل المشروع أشار المشور إلى أن صندوق الجمعية سيتكلف بالجزء الرئيس من التمويل مشدداً في الوقت ذاته على وضع خطة لزيارة المتمولين للمشروع وقصد رجال الأعمال والتجار.
وفي معرض جوابه عن سؤال سماحة الشيخ حول تمويل الوزارة للمشروع أكد المشور بأن الوزارة تمول المشاريع الإجتماعية البعيدة عن الإستثمار والربحية ولكن الجمعية بصدد التشاور لبت إمكانية الوزارة لدعم المشروع من باب أنه يمثل مشروع بناء صالة متعددة الأغراض. وفي هذا الصدد أكد سماحته على أهمية استجلاب الدعم من موارد الدولة من باب أن مشاريع الجمعية هي كلها مشاريع اجتماعية تصب في دعم أنشطتها الخيرية.
وأشار المشور إلى محاولة الجمعية في الفترات السابقة لاستئجار أرض من أملاك الدولة تقع غرب حي الوقف بتاروت لبناء وحدات سكنية إذ أن الجمعية تنتظر الجواب الرسمي من وزارة المالية حيال طلب الإستئجار وكذلك محاولة الجمعية لاستئجار أرض ببلدة الربيعية بتاروت تقع شمال مسجد الخضر عليه السلام إلا أن جواب إدارة أملاك الدورة بوزارة المالية جاء بتخصيص الأرض لصالح وزارة الزراعة.
وتطرق المشور إلى مشروع المبنى السكني الذي ينفذه مشروع كافل اليتيم بالجمعية والمؤلف من 7 شقق سكنية لأسر الأيتام على غرار مشروع الإسكان الأهلي. كما أكد على أهمية التواصل الإجتماعي مع فعاليات المجتمع وزيارتهم في مناسبات الأعياد والأفراح والأتراح وزيارة أئمة المساجد والشخصيات الرسمية الذي توليه الجمعية اهتماماً بالغاً. وقد قام المجلس في وقت سابق بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية مؤكداً على إصرار الجمعية مواصلة نهج الإنفتاح والتواصل مع شرائح المجتمع والوطن المختلفة.
وذكر المشور أن الجمعية قامت في وقت سابق باستئجار أرض في تاروت لبناء روضة نموذجية للأطفال يصار إلى العمل بها بعد انتهاء بناء مشروع صالة الأفراح. وأكد أن المجلس أيضاً يتابع عن كثب في محكمة القطيف أرضاً منحت للجمعية من وزارة الشؤون الاجتماعية إذ لازالت المعاملة تنتظر الإفراغ وتحويلها إلى اسم جمعية تاروت الخيرية.
وفي معرض حديثه عن إنجازات الجمعية ذكر المشور النجاحات التي حققتها الجمعية في مجال التدريب والتوظيف في إلحاق عدد كبير من أبناء وبنات الأسر المستفيدة وأبناء المجتمع عامة في المعاهد الصحية الأهلية والكليات التقنية وبرامج التدريب المنتهية بالتوظيف.
وقبيل ختام اللقاء قدم المشور لسماحته دعوة لزيارة جمعية تاروت الخيرية حيث وعد سماحته بتلبيتها في أقرب فرصة.
وقد قدم الصفار هدية لأعضاء المجلس عبارة عن كتاب () وكتاب ().