الشيعة والسنة من يكره الآخر
الشيعة والسنة علاقة تأخذ طابعاً متشنجاً قد تكون أقرب لحرب باردة بين المذهبين. باعثها التعصب المذهبي غالبا.
علاقة يشوبها الكثير من التوجس والحذر والتكفير المتبادل.
تعبئة وتحريض على الكراهية في المواقع، والساحات، بدأ يظهر في الأونه الأخيرة في القنوات الفضائية.
فهل فعلا السنة والشيعة في حالة حرب غير معلنة؟
هل هي أحقاد دفينة تمتد إلى ما يقارب 1400عام؟
وأن كان كذلك فلماذا تجتر الأحقاد؟
وهل ساهمت النظم السياسية في الدول العربية في تغذيه مشاعر الحقد؟
وهل كان للمراجع الشيعية ومشايخ السنة دخل فيها؟
أذكر أني عندما سافرت للعراق قبل سنوات من سقوطها في يد الاحتلال.
وخاصة منطقة (الزبير) التي توجد في جنوب العراق وكذلك العاصمة (بغداد) والتي يتواجد فيها أتباع المذهبين.
وكنت أرى ما يرابط أهل السنة والشيعة من علاقات طيبة في ظاهرها ومشاركة وتعاون في أغلب أمور الحياة.
والكثير من أهل السنة من سمى ابنا له (علي) أو (حيدر) تيامنا باسم صديق أو جار.
وحصل ما حصل للعراق على يد القوات الأمريكية وسقطت بغداد.
لم يذهلني نبأ احتلال العراق بقدر ما أذهلتني لحرب الطائفية التي عصفت بالعراق والتي تنافس فيها المذهبين بالقتل، والفتك، وانتهاك للأعراض وأعمال تخربيه طالت لمساجد والحسينيات.
ولا أبالغ إذا قلت أنهما فعلا يبعضهما مالم تفعله أمريكا نفسها.
إذا لم تكن حربا فماذا تكون إذن؟
وان كانت حقدا فعلى ماذا؟
وان كانت أحقادا تجتر فمن السبب فيها!
في تقرير صادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية عن جريدة الأهرام في مصر في السنة الماضية، يقول:
(خلال العقود الخمسة الماضية كان عدد الضحايا في صراعنا مع العدو الإسرائيلي 200 ألف قتيل،لكن هل تعلمون كم عدد القتلى في صراعاتنا الداخلية 2.5 مليون قتيل).
كم هو الفارق بين 200 ألف و2.5 مليون؟!
والتي كان للأشقاء في العراق النصيب الأكبر منها.
ألم يحين الوقت لنتجاوز أحقاد 1400عام مضت من عمر البشرية؟
شدني مقال قرأته لشيخ (حسن الصفار) في موقعه الخاص دعا فيه إلى تجاوز الخلافات ونبذ الفرقة جاء فيه :
(نقرأ أوضاع المجتمعات الأخرى فنرى أنها قد قطعت شوطاً كبيراً فيما بينها على طريق الوحدة والتعاون، كدول كمذاهب كتيارات وأحزاب، كالحلف الأطلسي (حلف الناتو)، الحرب العالمية الأولى أين حدثت؟ في أوربا بين الأوربيين، الحرب العالمية الثانية أين وقعت؟ في أوربا بين الأوربيين أنفسهم!!
هؤلاء الذين تحاربوا في قرن واحد حربين عالميتين، نجدهم اليوم يتجاوزون كل ذلك التاريخ و كل تلك المآسي والآلام، والآن لديهم الاتحاد الأوربي، وكما تعلمون أصبحت لديهم عملة موحدة وهي اليورو ولديهم برلمان موحد، كما يسعون إلى الإسراع في برامج الوحدة).
كلام رائع من شيخ واعٍ جعل هدفه الأمة التي تشهد بان الله واحد، وتواجه تحديات كثيرة، تأخرت عن غيرها فكراً، وسلوكاً، واقتصاداً، وحضارة.
فهل تتأخر في نشر ثقافة الوحدة والكف عن اجترار مآسي التاريخ؟