علماء الدين... قراءة في الأدوار والمهام
يعتبر علماء الدين الركن الأوحد الذين يبينون لنا طرائق الصلاح ومعرفة الله جل علاه بعد القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهم ثقة الإنسان ومأمنه وملجأه في جميع شؤون حياته الروحية والمالية والاجتماعية، حيث إنهم يؤطرون له حياته بالإطار الشرعي والديني، لتكون حياته هادئة مطمئنة.
يطل علينا سماحة الشيخ حسن بن موسى الصفار بكتاب آخر ضمن سلسلة مؤلفات فاقت المئة مؤلف، كتب اتسمت بالوسطية والقراءة الهادئة لما وراء الأمور، والتعاطي مع الجميع في إطار واحد، والعمل من أجل بناء مستقبل ثقافي مشترك بين كل المثقفين، كتابه هذه المرة يقرأ في أدوار ومهام علماء الدين.
يقول سماحة الشيخ في تقديمه للكتاب: «إن الأنظار شاخصة نحو علماء الدين لكي يتصدوا لإبداع المناهج، وابتكار البرامج المنبثقة من وحي الدين، والتي تساعد الأمة على إنجاز عملية النهوض والتغيير، وترسم أمامها طريق المستقبل الحر الكريم. علماء الدين بما يحملون من هدي الرسالة، وما يملكون من تأثير روحي على الناس، وموقعية ونفوذ في أوساطهم، يشكلون رصيداً ضخماً ومخزوناً هائلاً من القدرة والإمكانية إذا ما وظفوا في مشروع النهضة والبناء الحضاري، فسيخلق أمواجاً من الفاعلية والنشاط، وسيدفع بحركة الأمة أشواطاً بعيدة إلى الأمام».
وقع الكتاب في مئتين وأربعين صفحة، من القطع المتوسط، قسمه سماحته إلى خمسة فصول، جاء الفصل الأول ليتحدث عن علماء الدين والشأن الثقافي، حيث قدم لهذا الموضوع كإطار عام، ثم تحدث عن التوجيه الفكري والحصانة الثقافية، ثم تحدث عن أطر تؤدي لنحو فاعلية ثقافية، بعدها تحدث عن العمل الجمعي والمؤسساتي، وتنقية الثقافة، ثم تناول بالذكر بعضاً من أعلام الإصلاح الثقافي، انعطف بعدها ليتحدث عن معالجة المشاكل الراهنة.
أما في الفصل الثاني فتحدث سماحة الشيخ الصفار عن علماء الدين والشأن الاجتماعي، حيث تساءل عن سبب انكماش الدور الاجتماعي لعلماء الدين، ثم تحدث حول منطلقات الدور الاجتماعي، وآفاق العمل الاجتماعي.
بينما تحدث في الفصل الثالث عن علماء الدين والشأن السياسي، حيث أكد على الإنسان كائن سياسي، وعن الاهتمام السياسي للإسلام، ثم تحدث عن وظيفة التوعية السياسية، وضرورة التصدي السياسي، بعدها تحدث عن الفقيه الحاكم، والإشراف على الحكم، والمشاركة في الحكم، والنصيحة للحاكم، وموقف المعارضة.
وفي الفصل الرابع تحدث عن علماء الدين ومسؤولية الوحدة، فبعد أن مهد لهذا الموضوع بمقدمة، تحدث حول نشأة الاختلاف في الأمم السابقة، ونتائج اختلاف علماء الدين، والاختلاف العلمي لعلماء الدين، وظاهرة الاختلاف العلمي للعلماء، وإيجابيات الاختلاف العلمي، واختلاف المصالح والأهواء.
أما في القسم الخامس والأخير فتحدث سماحته عن أخلاقيات الاختلاف العلمي لعلماء الدين، فأكد على الاعتراف بحق الاختلاف ووجود الرأي الآخر، كما أكد على ضرورة الاطلاع والانفتاح على الرأي الآخر، وثالث تأكيدات سماحته على الحوار مع الطرف الآخر، ثم تحدث عن معطيات الحوار، والموضوعية وترك التعصب، وذكر أن الاختلاف لا يكون إلا في القضايا الثانوية، ووجوب التزام الآداب واحترام الحقوق، وأنهى الكتاب بمواقع الاتفاق ومساحات الالتقاء.
«لقراءة الكتاب اضغط هنا»