«أوباما... أطلق حميدان»: حملة شعبية بمشاركة نجوم الدين والكرة والإعلام والفن
«أوباما... أطلق حميدان» فيلم يخرج المشاهد له بروح غير التي دخل بها، إذ ارتسمت علامات الحزن على وجوه نجوم الدين والإعلاميين والكرويين الذين شاركوا فيه، وتجلت معاني الإنسانية، وظهرت أمارات «اليتم» على «رُبى»، على رغم أن أباها حميدان التركي حي يرزق لكنه يرزح في غياهب السجون الأميركية.
بين دموع متضامنة مع الطفلة ذات الـ12 ربيعاً «ربى» التي كبرت سناً وهي بعيدة عن كنف أبيها، وروح تفاؤلية تستنجد بها الرئيس الأميركي باراك أوباما (تحمل صورته مع أبنائه) بأن يطلق سراح أبيها، خيم الحزن على المشاهدين وحقق الفيلم حضوراً جماهيرياً في ساحات الإعلام الجديد (الفيس بوك، التويتر، الصحف الإلكترونية...) ولقي احتفاءً عربياً وإسلامياً واسعين في ساحات «الإنترنت» إذ استقطب الفيلم بعد 18 ساعة من إطلاقه على موقع «يوتيوب» نحو 117 ألف مشاهد.
النجوم المشاركون (الرمز السُّني الدكتور سلمان العودة والرمز الشيعي الدكتور حسن الصفار والكابتن الكروي نواف التمياط والإعلامي تركي الدخيل ونجيب الزامل) أطلقوا نداءاتهم بصوت استنجادي واحد «باراك أوباما»... لتختم العبارة «ربى» قائلة: «باراك أوباما أطلق أبي حميدان التركي» بصوت حزين يغالب البكاء.
الإعلامي المعروف تركي الدخيل تولى قراءة رسالة «حميدان التركي» التي وجهها إلى أمه بلغة عامية بسيطة، حاول فيها حميدان أن يخفف الحزن على والدته، إذ قال إنه بخير لكن قلبه متلهف لرؤيتها، وأوضح الدخيل أن «حميدان لم يكن مدمناً على المخدرات في يوم من الأيام، بل كانت إدارة السجون في كلورادو تستعين به حتى يتعاطى مع المساجين، ويخفف من عصيانهم، إذ كان يدعوهم إلى إيمانيات كلنا نؤمن بها».
وأكد الدكتور سلمان العودة أن اتخاذ قرار رئاسي لإطلاق سراح الشاب السعودي حميدان سيُعَد عملاً جميلاً لأسرته وللشعب السعودي، وأيضاً لمصلحة تصحيح العلاقة بين العالمين، والدكتور حسن الصفار أيضاً يؤكد أن إطلاق سراح حميدان التركي سيكون له وقع إيجابي كبير على العالم الإسلامي بشكل كبير، والكابتن نواف التمياط يؤكد أن المجتمع السعودي كله مع حميدان ونجيب الزامل هو الآخر يطالب بإخراج «حميدان» من السجن، موضحاً أن تاريخ دولة أميركا مبني على صنع آفاق لمراتب إنسانية أعلى، وهذا نهج مؤسسي الدستور الأميركي، لتسود المحبة والعدل والنظام والعفو. داعياً إلى التعاطف مع قضية التركي.
إخراج الفيلم كان ذا طابع احترافي ومهني في نظر المراقبين، إذ كانت الكاميرات واللقطات على مستوى عال من الجودة لتجتمع مع المضمون المدروس بشكل جيد، وأشار الفيلم الذي لم تتجاوز مدته خمس دقائق إلى لمحة موجزة عن ثلاثة متهمين تورطوا في جرائم أمنية كبيرة، شملهم العفو الرئاسي الأميركي من ثلاثة رؤساء سابقين، فيما شمل العفو الرابع للعام 2008 عدد 19 شخصية تجارية، أدينوا في استغلال تجارتهم لمصلحة إسرائيل، وتم الإفراج عنهم في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن.
وأوضح مدير إدارة إنتاج الفيلم عاصم الغامدي، في تصريح إلى «الحياة»، أن فكرة الحملة «نبعت من مقال للكاتب السعودي نجيب الزامل، تم نشره في إحدى الصحف المحلية، بعنوان «أيها الفيسبكيون... رسالة إلى أوباما... أطلق حميدان»، أعقبها مقال آخر للكاتب عبدالله العلمي، بعنوان «رسالة إلى الرئيس الأميركي»، مبيناً أن نشاطهم «حملة سعودية شعبية، تم إطلاقها على شبكة «الفيس بوك»، ويزيد عدد أعضائها على 11 ألف سعودي»، لافتاً إلى أنه قام لاحقاً بإنشاء الحملة وإدارتها، من خلال عدد من الشباب السعودي».
وأبان أن بداية انتشار الحملة على شبكة الإنترنت كان «من خلال المبتعثة السعودية سحر الشريف التي تحضّر الماجستير في أستراليا. وتمكنت الحملة لاحقاً، من استقطاب عدد كبير من الأعضاء. إلى أن بدأت تنتشر في المجتمع»، لافتاً إلى أنه من أهم أسباب دعوتهم لهذه الحملة هو «توجيه رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، بإطلاق سراح التركي».
وأشار إلى أنه تم إطلاق فيلم قصير، عبارة عن «رسالة مفتوحة من الشعب السعودي إلى الرئيس أوباما، بهدف إيصال وجهة نظرنا حول السجين حميدان التركي. ويسعى الفيلم لأن يكون شفيعاً لإصدار عفو رئاسي أميركي عنه»، مضيفاً إلى أن «فكرة الفيلم جاءت من المخرج المهند الكدم وعاصي الغامدي، والسيناريو لعبدالله آل عياف، وبمشاركة عدد كبير من الشبان السعوديين الذين أسهموا في شكل كبير في نجاح الفيلم وإظهاره في الشكل المأمول، وتم تصويره في دبي، والقطيف، والدمام، والرياض، وجدة»، لافتاً إلى أنه تم «إطلاق الفيلم قبل مساء الإثنين على الموقع الشهير «اليوتيوب»، وحاز نسبة مشاهدة عالية، وصلت إلى أكثر من 117 ألف مشاهد»، مبيناً أن مدة تصوير الفيلم وتجهيزه لم تتجاوز الشهر. وتولى التصوير مجموعة من الطلاب.
وكشف عن قيامهم بالتواصل مع الخارجية الأميركية، من خلال إيصال بعض الرسائل «المهمة» إلى المسؤولين، إضافة إلى عمل تقارير ولقاءات صحافية مع بعض وسائل الإعلام العالمية، لافتاً إلى محاولة بعض الطلبة المبتعثين في أميركا حالياً، التوجه إلى البيت الأبيض، وتسليم رسائل تطالب بإطلاق سراح حميدان، إضافة إلى قيام آخرين بمخاطبة بعض الجهات الرسمية في أميركا.
يشار إلى أن محكمة ولاية كلورادو الأميركية، حكمت على الطالب السعودي المبتعث حميدان التركي، بالسجن 28 عاماً، بعد أن أقرت هيئة المحلفين أن «التركي» مذنب في جميع التهم التي وجهتها له عاملته المنزلية، وهي: الاختطاف من الدرجة الأولى، والتآمر على الاختطاف من الدرجة الأولى، والتحرش الجنسي من الدرجة الرابعة.