الشيعة اخوة لنا ومواقفهم وطنية
أخي أبا أسامة، عبد العزيز القاسم، إذا كان لك من حسنة تدخلك الجنة إن شاء الله فهي مساهمتك القيمة والفعالة في تنسيق زيارة الدكتور البريك للقطيف ومقابلة الشيخ الصفار لطرح القضايا وتبادل الأفكار فجزاك الله كل خير لقاء ما صنعت.
مدللاً على مدى إيمانك بدولة الوحدة والترابط الوطني الذي تفتقده الكثير من الدول من حولنا، ونعيشه نحن في وطن المؤسس رحمه الله شعوراً منك ومن كل المخلصين الوطنيين بضرورة المحافظة على ما نحن فيه من أمن وأمان كما كنا نعيشه زمان لا فرق بين مذهب وآخر فالكل سواسية يجمعهم الحب وتربطهم المحبة. سواء في المدرسة أو السوق أو المسجد، لم نكن نفرق بين هذا وذاك حتى ابتلينا بمن يفرق جمعنا ويشتت شملنا ويدخلنا دائرة التصنيف، ويحكم على نيات الآخرين حسب هواه وميوله ومصالحه الشخصية هو نفسه لا مصلحة الوطن عامة بنظرة ضيقة عقيمة، أما من أبدى أسفه وتباكى على هذه الزيارة وأغرق مناديله بدموع الندم فما هذه إلا دموع تماسيح فعلى ماذا يتباكون؟ هل يريدونها حرب طوائف لا تبقي ولا تذر أم مناورات تسودها الشتائم وتخوين الآخر واتهام كل طرف في عقيدته ودينه، ونبش الماضي، لدى البعض إسهال مزمن في رمي الآخرين وتخوينهم والتشكيك في وطنيتهم دون دليل واحد يؤكدون به صدق ادعائهم، هل من يعيش معنا على تراب الوطن الواحد عدواً لنا بالله كيف تحكمون!
وبأي منطق تتحدثون نحن كمسلمين لنا بالظاهر فالإخوة الشيعة في هذا الوطن إخوة لنا لهم مواقف وطنية صادقة مخلصة على مدى السنوات الماضية وفي كثير من الأحداث التي مرت على الوطن رأيناهم يقدمون فروض الولاء والطاعة لولاة الأمر ومشاركتنا أفراحنا وأحزاننا. إلى كل من استكثر على هذه الفئة من أبناء الوطن أن يبش الشيخ البريك في وجوههم اتقوا الله ولتكن لكم في رسول الله أسوة حسنة وهو يقول غاضباً لأسامة بن زيد: (هل شققت عن قلبه). هل بلغ بكم الحال أن تدخلوا القلوب وتعرفوا النيات وتحكموا على الآخرين بما تضخ به قلوبهم أليس تبسم المسلم في وجه أخيه صدقة ما هذا التشدد والتنطع، أما يكفي ما لقيناه. ألم يؤثر فيكم الحوار الوطني الذي أرسى قواعده ولي أمر هذا الوطن وجعله مبدأ وكرسه في تعاملنا مع الآخرين، أفيقوا من هذه الغفلة، لا توقظوا فتنة نائمة! وتعظموا من صغائر الأمور، انتبهوا لما هو أهم لازلنا في حاجة إلى أشياء أساسية نصلح بها المعوج من أمورنا، دعوا قلوبكم تتقطع على أمور أهم من البسمة في وجه أخوك الشيعي. إننا وهم أهل قبلة واحدة نستقبلها معاً نأكل من ذبائحهم ونشهد لله بالوحدانية ولنبينا محمد بالرسالة، جزى الله الشيخ البريك وغيره من العقلاء مثل هذه الزيارات ولن نخسر شيئاً بإذن الله فهذا الوطن لنا جميعاً، وإلى المتشدد الأعظم شرف من ضمه أسطول الحرية سواء وصل إلى غزة أو قتل قبل أن يصل فهو أفضل من البكاء والعويل والدعاء على الآخرين في أسلوب تمجه الدعوة ويأباه الخلق الكريم، مؤكداً كما أن هناك مغالين في السنة أيضاً هناك مغالين في الشيعة، ونحن نتمسك بالعقلاء من الطرفين لنبني هذا الوطن بالحب والتسامح. والعقيدة الإسلامية الصحيحة تحت ملك شجاع آمن بالحوار بين المذاهب بل وحتى بين الأديان. اللهم اكف الوطن وأهله شر من أراد أن يفرق جمعه.