قال لـ "سبق": لقد شاع عني أنني تزوجت من جازان من كثرة زيارتي لها
البريك: الصفار من أعلام التصحيح ومَن حذّر مِن محاضراتي أراد خيراً يتوهمه
- ليس صحيحاً أن كل المواقع الشيعية ساهمت في الحملة ضد إقامة المحاضرة.
- أدعو إخواني الشيعة إلى الاستماع لخطبة جمعة ألقيتها في محرم الماضي عن الشهيد الإمام الحسين.
- هناك قلة يتخوفون من كشف الحقيقة التي يقتات على إخفائها بعض المتشددين.
- مَن المستفيد من السب واللعن والشتم والطعن في أمهات المؤمنين سوى من يسرهم تشرذم المسلمين؟
- من قال إن زيارتي للقطيف كسر للعرف المتعارف عليه... فأنا وإياه في حاكمية الدليل الشرعي من الكتاب والسنة.
- جيل الشباب المعاصر جيل المعرفة والانفتاح والنشر الإلكتروني والإنترنت ما عاد جيل التلقين والتسليم المطلق.
تركي العبدالحي – سبق – الخبر: قال الشيخ الدكتور سعد البريك إن الشيخ حسن الصفار عَلَم من أعلام التصحيح لدى الشيعة، وليس صحيحاً أن كل المواقع الشيعية ساهمت في الحملة ضد محاضرته في القطيف، وكشف في حوار مع "سبق" أن هناك أصواتاً معتدلة رحبت به وأيدته في إقامة المحاضرة، كما قال البريك: إن عدم حضور الشيخ حسن الصفار لمحاضرته لالتزام سابق لدى الشيخ الصفار، وقد حضر الصفار محاضرة أخرى له في منطقة "عنك".
وتحدث البريك عن حركة التصحيح داخل الصف الشيعي بازدياد، خصوصاً في صفوف الشباب والفتيات، وقال: "المتتبع لحركة التصحيح يجد أن الملتحقين بالقافلة يزيدون ولا ينقصون، خاصة في صفوف الشباب والفتيات من جيل الوعي والعقل، مع التمسك الشديد بحب آل البيت والعناية بما صحَّ عنهم، وليس ما نُسب إليهم ولم تثبت صحته بالسند الصحيح".
وأشار الشيخ البريك إلى قلة الحضور لمحاضرته التي أقيمت في القطيف، وقال: "أراد بعضهم خيراً يتوهمه في ذلك، ولا أشك أن هناك قلة يتخوفون من كشف الحقيقة التي يقتات على إخفائها بعض المتشددين، والتي خفيت على كثير من إخواننا الشيعة، ومما هو موجود في كثير من مصادرهم ومراجعهم العلمية المعتبرة".
ونفى البريك أن يكون اختيار هذا العنوان لمحاضرته استفزازياً لأهل المنطقة، وقال: "هو منطلق من جامع مشترك يعظمه السنة والشيعة على حد سواء، بل ويضيف معلومة خفيت على كثير من عامة الشيعة وهي المحبة والمصاهرة والتسمية والإجلال والتوقير بين أهل البيت والصحابة، عليهم جميعاً رضوان الله".
كما نفى البريك أن زيارته للقطيف كسر للمتعارف عليه، وقال: إنه يعود بذلك مع مخالفيه إلى حاكمية الكتاب والسنة، وأن مقاصد الشريعة الإسلامية لا تخالف ذلك.
ونوه البريك إلى أن زيارته للقطيف كزيارته لباقي مناطق المملكة، وفي رد على قارئ في صحيفة "سبق" قال البريك: "أظنك لا تعرف جازان وأميرها المبارك المسدد بإذن الله ومحافظاتها وعلماءها ومفكريها وتاريخها، كما أعرفه من خلال زيارات عديدة، حتى شاع عني أنني قد تشرفت بالزواج من جازان من كثرة ما ترددت عليها.. غفر الله للجميع".
فإلى الحوار:
- قبل محاضرتك في القطيف التي كانت بعنوان: "أذكركم الله في أهل بيتي" شُنت حملة قوية جداً في المنتديات وغيرها، تطالب بمنع إقامة محاضرتك، كيف نظرت أنت لهذه الحملة؟
الحملة التي سبقت إقامة المحاضرة في القطيف، ليس صحيحاً أن كل المواقع الشيعية ساهمت في الحملة ضد إقامة المحاضرة، بل هناك أصوات معتدلة رحبت وأيدت إقامة المحاضرة، باعتبارها خطوة متممة للقاء الذي استضافه برنامج البيان التالي بإدارة الدكتور عبد العزيز قاسم في قناة دليل، وجمعني بسماحة الشيخ حسن الصفار، الذي رحب بإقامة المحاضرة وأخبرني قبلها بساعات عن التزام بموعد سابق حال بينه وبين حضوره المحاضرة، وقد أثبت ذلك بحضور المحاضرة الأخرى في "عنك" وأنا أحسب سماحته عَلَم من أعلام التصحيح، كيف لا وهو الذي رفع صوته صريحاً في جريدة عكاظ في البراءة من سب الصحابة والخلفاء الراشدين والطعن في أم المؤمنين عائشة.
وتكرر هذا منه في أكثر من مجلس ولقاء، وليس هذا بغريب على كل عاقل، فمَن المستفيد من السب واللعن والشتم والطعن في أمهات المؤمنين سوى من يسرهم تشرذم المسلمين وضعفهم وفرقتهم؟ علماً أن هذا ليس موقف سماحة الشيخ الصفار وحده، بل يشاركه كثيرون من أعلام التصحيح الذين أحسب أن لهم دوراً فاعلاً في توطين التعايش والتصحيح في النفوس والسلوك، بعد أن تواتر تحريره ومناقشته في حوارات صريحة.. ولا أنسى الإشادة بحضور الدكتور الأديب محمد المسعود الذي علق على المحاضرة بكلام جميل رائع وهو من وجهاء الشيعة.
- ما هو حجم حركة التصحيح الفكرية لدى الشيعة؟
المتتبع لحركة التصحيح يجد أن الملتحقين بالقافلة يزيدون ولا ينقصون، خاصة في صفوف الشباب والفتيات من جيل الوعي والعقل، مع التمسك الشديد بحب آل البيت والعناية بما صحَّ عنهم، وليس ما نُسب إليهم ولم تثبت صحته بالسند الصحيح.
- لكن عدد حضور محاضرتك في القطيف كان قليلاً جداً، وأنت تتحدث عن ازدياد حركة التصحيح؟
من جهة الذين حاربوا وحذروا من إقامة المحاضرة، فربما أراد بعضهم خيراً يتوهمه في ذلك، ولا أشك أن هناك قلة يتخوفون من كشف الحقيقة التي يقتات على إخفائها بعض المتشددين، والتي خفيت على كثير من إخواننا الشيعة، ومما هو موجود في كثير من مصادرهم ومراجعهم العلمية المعتبرة عندهم، وهي عِظم المحبة والمودة بين الصحابة وآل البيت، والتي تُرجمت في أروع صور الإجلال والإكرام لآل البيت من قِبل الصحابة، عملاً بوصية النبي: "أُذكّركم الله في أهل بيتي" فضلاً عن المصاهرة بين الصحابة وآل البيت، ودرة التاج فيها تزويج الإمام علي بن أبي طالب عليه وعلى آل بيته وصحابة نبينا الصلاة والسلام، ابنته أم كلثوم للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
يضاف إلى ذلك تسمية آل البيت أبناءهم بأسماء الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان، وتسمية بناتهم بأسماء أمهات المؤمنين: عائشة وحفصة وغيرهما، عليهن جميعاً رضوان الله.
الأمر الذي سيجعل العاقل يسأل نفسه قائلاً: لِم الكراهية والعداوة بين بعض السنة والشيعة؟ ما دام آل البيت والصحابة على ذلك المستوى الرفيع من الصلة والمودة، هذا من جانب، ومن جانب آخر سيسأل العاقل نفسه حول ما وقع لآل البيت من الظلم والأذى، كالذي وقع للإمام علي مع الخوارج، والإمام الحسين بن علي في كربلاء، وغيرهم رضي الله عنهم.. بالتأكيد سيسأل الشاب الشيعي نفسه: ما ذنب إخواننا السنة فيما جرى على يد غيرهم قبل ألف وأربعمائة عام؟
خصوصاً إذا كان إخواننا السنة يبرؤون إلى الله مما حصل، ويعتقدون أن علياً رضي الله عنه، على الحق، وأن من قتل الحسين وأعان على قتله ملعون، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وأنا على يقين أن جيل الشباب المعاصر جيل المعرفة والانفتاح والنشر الإلكتروني والإنترنت "جوجل ويوتيوب وفيس بوك" ما عاد جيل التلقين والتسليم المطلق من دون تحكيم العقل فيما يرد عليه من معلومات يردُّها العقل ولا يقبلها، فلا يبقى حينئذ سوى إزالة ركام الكراهية عن النفوس. وبالجملة فالمستفيد هو الوطن والمواطن الذي سيشعر بمزيد من الألفة والأمان في مسيرة التعايش التي عاشها الآباء والأجداد، سُنة وشيعة، لم يعرف عن بعضهم تجاه بعض سوى الوفاء وحسن الجوار والوصية بالمعروف والإحسان بعضهم لبعض، في مقابل الفتنة الطائفية والقتل والتفجير الذي ذهب ضحيته أرواح السنة والشيعة في العراق القريب منا.
- تحدّث البعض أن عدد الوجهاء والأعيان الحضور لمحاضرتك لم يكن بالعدد المأمول، كيف وجدت التفاعل معك من أبناء المنطقة؟
نعم، لم يحضر الكثير من وجهاء وأعيان الشيعة، لكن حضر عدد لا بأس به من أبناء الشيعة والسنة، وإن كان غالب الحضور من السنة، ولا أجد لوماً على العامة إذا لم يتقدمهم علماؤهم وطلبة العلم منهم.. لكني على يقين أن الكثير لو علموا سلفاً بما تضمنته المحاضرة التي ألقيتها عن واحد من أعظم الجوامع المشتركة بين السنة والشيعة، ألا وهو محبة آل البيت والشهادة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بذلك، على ألسنة الأئمة عليهم السلام، من المصادر نفسها المعتبرة عند الشيعة، لما تخلّف أحد عن المحاضرة، كيف لا، والحديث كله على ألسنة الأئمة عليهم السلام. وفي هذا الصدد أدعو إخواني الشيعة إلى الاستماع لخطبة جمعة ألقيتها في محرم الماضي عن الشهيد الإمام الحسين، رضي الله عنه وعن آل بيت النبي أجمعين.
- اختيار الشيخ سعد البريك لعنوان مثل عنوان "أذكّركم الله في أهل بيتي" ألم يكن عنواناً استفزازياً لأهل المنطقة؟ ما هي ظروف اختيارك لهذا العنوان؟
لم يكن اختيار العنوان استفزازياً، بل هو منطلق من جامع مشترك يعظّمه السنة والشيعة على حد سواء، بل يضيف معلومة خفيت على كثير من عامة الشيعة، وهي المحبة والمصاهرة والتسمية والإجلال والتوقير بين أهل البيت والصحابة، عليهم جميعاً رضوان الله. فمن كان يحب آل بيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، فليلتزم هديهم وسنتهم وطريقتهم في محبة صحابة رسول الله عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام، وكيف نجمع بين محبة آل البيت ونخالف ما صح عنهم من حب الصحابة والنهي عن الغلو والنياحة؟.
- التقيت بالشيخ حسن الصفار في القطيف مع مجموعة أخرى من أعيان منطقة القطيف والدمام، كيف وجدت إمكانية التلاحم الوطني بين الطائفتين؟
في ذلك اللقاء الذي جمعني بعدد من أعيان القطيف وعلمائها في مجلس سماحة الشيخ حسن الصفار، حيث تبادل الحضور حديثاً صريحاً ينضح عقلاً ووطنية، يترجم ما نصبو إليه من المزيد من لحمة وطنية نعيشها ونتفيأ ظلالها ونجني ثمارها، مع التركيز على تحديد مسارات المطالب الوطنية في سياقها وإطارها وعدم تلبيسها بالشأن الديني والعقدي، حيث يكمن الخطر في الشعور بأن عدم الوصول إلى ما يصبو إليه بعض المواطنين، يعود سببه إلى عقيدته ومذهبه، وهذا ليس بصحيح، وقد ضربت لذلك مثالاً على بعض المحافظات الجنوبية والشمالية في المملكة، لم تصل إلى نصف ما وصلت إليه محافظة القطيف، وليس فيها واحد من إخواننا الشيعة، ومع ذلك لم تنل ما نالته القطيف من العمران والتنمية والبُنى التحتية، ومع هذا، فالأمل معقود بعد الله تعالى، على ولاة الأمر لمزيد من التنمية للقطيف والأحساء ورفحا وجازان وطريف، وغيرها من محافظات المملكة.
- ألقيتَ محاضرة بعنوان: "هل هؤلاء نواصب" في منطقة "عنك"، هل أخذتْ عناوين محاضراتك بُعداً طائفياً؟
المحاضرة التي ألقيتها في "عنك" بعنوان "أيسرهن مؤونة" وموضوعها في تيسير الزواج وعدم المغالاة في المهور، وليست بعنوان هل هؤلاء نواصب، وقد سرني حضور سماحة الشيخ حسن الصفار، والشيخ صادق الجبران الذي قدم من الأحساء، والدكتور محمد المسعود الذي كان أيضاً من أبرز الحضور في محاضرة القديح، وأضفى بروعة تعليقه على المحاضرة نفساً جميلاً، وأشكر لهم هذه البادرة الطيبة وليست بغريبة على العقلاء من أمثالهم، لكن عنوان "هل هؤلاء نواصب" اقترحه البعض بعد نهاية محاضرة أذكّركم الله في أهل بيتي، ليكون عنواناً رديفاً لما تضمنه من تبديد الشبهات التي لا يعرف حقيقتها بعض العامة، والتي تقود إلى هذا السؤال: كيف مَن بلغ حبه بآل البيت هذا القدر العظيم يسمى ناصبياً.
- قرأنا بعض المقالات لطلبة علم يتحدثون فيها أن زيارة الشيخ سعد البريك للقطيف ولقاءه لمشايخها بهذه الطريقة، سقطة، هل كسر الشيخ عرفاً متعارفاً عليه عند أهل السنة؟ وهل ترى ما فعلتَه سقطة فعلاً أم واجباً وطنياً؟
من قال: إن زيارتي للقطيف كسر للعرف المتعارف عليه... فأنا وإياه في حاكمية الدليل الشرعي من الكتاب والسنة، فإن كانت الأدلة في ظل المقاصد الجليلة والمعتبرة التي تبيح ذلك بل تأمر به وتحث عليه، فلا عبرة بالعرف المخالف للكتاب والسنة، وقد سبق إلى هذا جملة من العلماء والدعاة، أمثال الشيخ الدكتور محمد النجيمي، والشيخ الدكتور عوض القرني، وغيرهم.
-أحد قراء "سبق" علق: "أتمنى من الشيخ البريك زيارة مجاملة لأهل جازان، على غرار أهل القطيف و "عنك"، وإلا ظلم أهل القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند" فهلا أجبته؟
مَن دعاني لزيارة مجاملة لجازان أقول له: يا أخي الحبيب أظنك لا تعرف جازان وأميرها المبارك المسدد بإذن الله ومحافظاتها وعلماءها ومفكريها وتاريخها، كما أعرفه من خلال زيارات عديدة، حتى شاع عني أنني قد تشرفت بالزواج من جازان من كثرة ما ترددت عليها.. غفر الله للجميع.
وقد بلغ من حبي لجازان وأهلها أن كتبت قصيدة أحاكي فيها الشاعر السنوسي، رحمه الله، ذكرت فيها عدداً من محافظات جازان مثل بيش وصامطة وأحد المسارحة وضمد وغيرها.
غفر الله لي ولإخواني.