تتمة البيان التالي!
هذه السطور جاءت في اتجاه خيار التقارب والتعايش والانفتاح والوحدة وما هنالك من عناوين إسلامية بديهية لا تستدعي كثيرا من التفلسف أو التشكيك فيها إما من ناحية اللغة والاصطلاح والحركة الموضوعية لهذه المفاهيم في حياة الناس، ودعما لهذه العناوين بين المسلمين بكل تنوعاتهم الفكرية والمذهبية لتصبح واقعا حيا يؤسس لصورة اجتماعية إسلامية حضارية تقارب المثال القرآني الرحماني ﴿رحماء بينهم...﴾ والفريضة الغائبة ﴿إن هذه أمتكم أمة واحدة...﴾.
البداية أو المدخل من خلال برنامج الإعلامي السعودي الدكتور عبد العزيز قاسم "البيان التالي" بقناة دليل، والذي تابعه تقريبا المسلمون عبر العالم كله ومنهم من سمع عنه من خلال الصحافة الإلكترونية والورقية، المهم شريحة عريضة من المسلمين من المذاهب الإسلامية كلها، تابعت وسمعت وتفاعلت مع البرنامج وضيفيه،كل حسب اهتمامه بموضوع الحلقة الذي كان حول عبارةٍ، تقريبا لا يخلو منها دستور من دساتير دول العالم، لكن شتان بين القانون وواقع الشعوب، إنها شعار المساواة والعدالة "الوطن للجميع"، الضيفان الشيخ حسن بن موسى الصفار والشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك.
ككل المهتمين بالشأن الإسلامي العام (الأمة) أو الخاص (الدول)، عاينت البرنامج مسجلا، فوجدته استهل بموضوعية وما انفك أن انقلب انقلابا غريبا في الربع الأول أو بعده بقليل، وكم تأسفت وتمنيت في نفس الوقت لو أنه بقي موضوعيا مضبوطا، كي يؤدي الغاية السامية التي يراد تأكيدها ألا وهي الوطن للجميع، من خلال بعث رسالة صريحة وأنموذج حي يؤسس لواقعية المواطنة، كما أنني مع احترامي للدكتور عبد العزيز والذي كثيرا ما طالعت مقالاته وأعجبت بمهنيته، لكنني افتقدته لما خرجت الحلقة عن توازنها وغايتها الكبرى، والعجيب صرت لا أعرف هذا الإعلامي المثقف، هذا لا يعني أنني أحكم على الدكتور عبد العزيز حكما تعسفيا، ولكنني من باب الترشيد الثقافي والإعلامي أشرت لهذه النقطة، وحتى لا أكون في محل الحكم على الشيخ البريك، واجعل القارئ الكريم، يتعامل مع ما حدث بالبرنامج بنوع من التشنج والحدية، ولكن نحن بحاجة إلى تحكيم الحس الإيجابي والعلمية لنقول بكل صدق ونزاهة أن الشيخ البريك خرج عن موضوع الحلقة ومدير البرنامج الدكتور عبد العزيز، غابت مهنيته حينها، وكأنما أصبح البرنامج صورة من صور النقاشات العامة التي لا تراعي جدول العمل المخصص للبحث، هكذا تبخر هدف الحلقة من البداية وزاد الطينة بلة أن انجر متدخلان ممن عرفت عنهما الحكمة والموضوعية، ورغم محاولة آخرين إرجاع الحلقة لموضوعها الأساسي من خلال تنبيه الدكتور عبد العزيز، لكن استغرب جدا ماذا أصاب هذا الأخير وقتها، كما أنني أقول للدكتور ليس في السعودية الشيعة والسلفية فقط وربما لو حضرت الأطياف لكلل البرنامج بنجاح كبير...؟!
عودا لبدء، إيماننا بالهدف الصحيح والجامع والحضاري، يستدعي منا أن لا نستغرق في اللوم والمحاسبة والمعاتبة وتصدير الأحكام التي قد تهدم كل ما بني من التقارب، ولنجعلها خطوة أولى فيها إيجابيات وسلبيات بالنسبة لواقعنا الإسلامي، ولنعمل على تنمية الايجابيات وتقليص السلبيات بالعقل والحكمة وليس بالانفعالات والتشنجات، فالعزم والإصرار على حقيقة الوطن للجميع، تبعث في النفس كما العقل والمواقف، التركيز بعيدا عن الارتهان لليأس والقلق والتأسف والتعصب، فالحكمة تقول لا يمكننا أن نؤمن بأن هذا الأمر جميل ومفيد وصحيح ونريد تحققه في الواقع ثم ننقلب عليه لأننا تعثرنا في بلوغه، أبدا المفروض أن نضاعف من الجهود الفكرية والعلمية والإجتماعية والتواصلية والدعوات وما هنالك، ليس بحساسية وإنما بحكمة وثقة بالغتين في مشوار التطلع لبزوغ "الوطن للجميع"... ثم هناك ملاحظة بسيطة، الوطن كلمة قرأتها بثقافتي الإسلامية التي تتغذى من روح الوحدة في هذا الإسلام العظيم، ففهمي للوطن كان يلتقي بمفهوم الأمة القرآني، رغم خصوصيته بالسعودية كبلد إسلامي يهمني أمره، كأي مسلم سعودي أو من بلد إسلامي آخر.
الآن أنتقل إلى بعض المباحث التي دفعني البرنامج لمراجعتها، وهذا أعتبره أحد ايجابيات هذا اللقاء بين العالمين المسلمين من بلد إسلامي مركزي في ظل التحديات التي يتعرض لها مستقبل الأمة الإسلامية، إنها في الأصل مسائل ناقشها الشيخ حسن الصفار في العديد من كتاباته ومحاضراته، قد يتساءل القارئ لماذا مراجعتها لدى الشيخ الصفار دون الشيخ البريك؟
لأنه -بلا انحياز ولا مواربة- الشيخ الصفار الوحيد بين أطراف الحلقة (مدير البرنامج والضيف الآخر) من إلتزم بما اتفق عليه سواء إداريا أو إشهاريا لغاية نهاية الحلقة وكان في كل مرة يذكّر بذلك على أنه جاء للحديث عن الوطن للجميع وما يتفرع عنها من تعايش وتعارف ومساواة وعدل وتسامح وتعاون وما هنالك من مقومات الوحدة بين المسلمين، مما يدفعنا ليس دفاعا عن الشيخ الصفار وإنما تقويما لمسار الرأي العام الجماهيري الذي قد يتشدد في التعامل مع قضية العيش المشترك أو التقارب، كما أن الشيخ الصفار لديه قراءات وآراء وبحوث في هذا المجال لا يستهان بها وقد أجزم أنه رائد بين علماء الدين المعاصرين من المذاهب الاسلامية كلها، الذي لا تكاد تخلو كتاباته أو محاضراته أو خطاباته من الإشارة لهذه العناوين وهذا بشهادة أحد كبار رجالات السنة ممن لديهم الأثر البالغ في مجال التقارب بين المذاهب الإسلامية والذي قدم لكتاب الشيخ الصفار «التنوع والتعايش (بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية والوطنية)» وعبر عن مدى إعجابه بمضمون الكتاب وفصوله وموضوعية العلامة الصفار، إنه الدكتور الشيخ محمد عبد اليماني حفظه الله ورعاه:" استطاع الكاتب ببراعة، أن يرتب هذه الأبحاث، ويلم شتاتها مستعينا بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية في بحثه، مثيراً للاهتمام، مشوقا للمتابعة، ولقد أعجبتني نظرة الكاتب الأستاذ حسن الصفار إلى واقع الأمة اليوم، وذلك التنافر والاحتراب الداخلي، الذي يعيق محاولات النهضة، ثم تركيزه على القلق والشك اللذين يربكان المسيرة، وتلك الأفكار التي تشغلنا بمعارك داخلية، جعلت أعداء الأمة يستفيدون منها.
ومن يقرأ كتاب الشيخ حسن الصفار، يحس بذلك الإسهام الذي يرمي إليه، في قضية التعايش من أجل مسيرة هذه الأمة.... والكتاب في فصله الثالث، يركز على التعايش، ومنهج التطبيق، ويستفيد من السيرة النبوية، وأفعال المصطفى . وختاماً فالكتاب في رأيي بمجمله يطرح قضايا مهمة، ومعالجات موضوعية، ويضع في النهاية تساؤلات مهمة، عن التعايش الحضاري، والتسامي الخلقي، وأهمية الحوار، ودور رجال الفكر، وأن يتحمل الجميع مسؤوليتهم، في قضية صنع وحدة الأمة الإسلامية، وبعدها عن التنازع والصدام، ويختم بالآية الكريمة ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾.
وقد سرني أن أقدم لهذا الكتاب، لأن المؤلف رجل من علماء المذهب الشيعي، الذين عرفوا بالاعتدال والموضوعية، وممن عرفنا فيهم الحرص على الحوار الهادف، في معالجة القضايا الأساسية، وخاصة محبة الله عز وجل، ومحبة رسوله وآل بيته وصحابته الكرام، واحترامهم وتوقيرهم جميعاً...)).
بعد هذه الشهادة الطيبة المباركة من علم من أعلام الفكر الإسلامي المعاصر في أخيه الشيخ حسن الصفار، نؤكد أن همنا الوحيد والأوحد هو الإسلام الأصيل، كما أنه جاءتني هذه الفكرة لأقول للقارئ وكل من تابع الحلقة ويقرأ مقالي الآن، بأن الشيخ الصفار عالم دين شيعي، المفروض لا يناقش بخلفية مسبقة وإنما من خلال أفكاره ونفس الشيء ينطبق على الشيخ البريك، كما لا يمكننا الحكم عليهما بأنهما يمثلان الشيعة والسلفية عامة، هناك نسبية في الحكم تقتضيها الموضوعية العلمية، فالشيخ الصفار-دون الحديث نيابة عنه طبعا- وإنما بتصور منطقي واقعي، لا يمكن أن يعتقد بكل ما يحمله التراث الشيعي، ما أريد الوصول إليه أنه داخل كل مذهب هناك اختلاف واجتهادات وحاجة لمراجعة الذات المذهبية، تتزايد وتتناقص من مذهب لآخر، ببساطة لا يمكننا أن نحمل عالماً شيعياً معتدلاً وزر عالم شيعي متطرف، وأيضا عالم سلفي معتدل مع آخر متطرف (في الإطار الزمكاني –الماضي والحاضر-)، وإنما ندعوه لردع هذا العالم من مذهبه لاستكمال مشوار اللقاء والتقارب أو مناقشة آرائه ونقدها إذا كان من السابقين، بدلا من كيل التهم له كأنه هو من قالها أو راض بها ويناقض نفسه من حيث لا يدري، أضف لذلك تسجيل النقاط الخلافية على بعض وإطلاقها جزافا، لا يمكن أن يسمح للحوار واللقاء أن يستمر أساسا قبل الحديث عن نجاحه، وبعد هذا نستوحي أن التقارب حقا لا يكون مقبولا كعنوان وهدف مبدئي، إذا كان هناك عدم قدرة على ردع المتطرفين أو الخجل من القول لهم بأنهم ظالمون شرعا للآخر، يعني اجتماع التقارب مع العصبية التي لا تسمح للعالم من أي مذهب أن ينصف الآخر ذي الحق، إذا كان الاعتداء من بني مذهبه، في هذه الحال حتى التعايش يصبح مفهوما استهلاكيا، بل يكون بلا مراء طائفية بلباس التعايش، ثم إن قضية الحلقة لم تكن نقاشا لغويا ومفاهيميا صرفا، بالعكس كانت مسطرة لتفعيل مشروع حضاري سمه كما تشاء، لو قلت تقارب أو تعايش أو لقاء أو تفاهم أو وحدة، كلها تؤدي لنتيجة حضارية مهمة للواقع الإسلامي بغض النظر عن مدلولها اللغوي، الأهم تفعيله الصحيح والهادف واقعيا، ثم إن التقارب بالأساس مدخل للتعايش، كيف يمكن لواحد منا التعايش مع الآخر دون التقارب بينهما؟
فيزيائيا التعايش لا يتحقق إلا بمعنى التقارب، لأن تواجد أجسام ضمن حيز معين يعني هناك قرب مسافاتي بينهم في إطار هذا الحيز،وكضرورة لحدوث التوازن والاستقرار في ذلك الحيز، لابد من إيجاد تقارب يتحدد بحسب طبيعة موضوع التوازن المطلوب في ذلك الحيز، وفي التعايش كموضوع للتوازن بين تنوع بشري في وطن ما، يستدعي حدوث تقارب بين مكونات هذا التنوع البشري كضرورة لتحقق الاستقرار والتوازن الاجتماعي في هذا الوطن.
وخير مثال على ذلك، أن الشيخين تقاربا في حلقة البيان التالي من أجل التعايش الذي عبر عنه الملك بشعار: "الوطن للجميع" إذن حصول التعايش يستدعي التقارب بإستمرار وإلا يكون ترفا ثقافيا لا أكثر ولا أقل...
بعد هذا التقديم أنتقل لاستنطاق بعض العناوين التي أثيرت بالحلقة من خلال بعض كتب الشيخ الصفار، بما يتمم ما لم يقال بخصوص التعايش معوقاته وشروطه:
قبل ولوج مفهوم التعايش الذي اتفق عليه الضيفان لابد أن نطل على مركزية الإشكال ألا وهو المذهب الذي يعتبر جوهر الموضوع حيث يشير الشيخ الصفار في كتابه «التنوع والتعايش (بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية والوطنية)» ص76: "إن المذاهب الإسلامية على تعددها تستقي من ينبوع واحد، هو الكتاب والسنة، وتتفق على أصول واحدة مشتركة، هي الإيمان بالله والنبي محمد وبالآخرة، ويتجه أبناؤها إلى قبلة واحدة، هي الكعبة المشرفة، وكلهم يقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويحجون البيت الحرام، ويصومون شهر رمضان، كما أنهم ورثوا هذا التعدد المذهبي من أسلافهم، ولم يخترعوه أو يبتدعوه في هذه العصور، والقرون المتأخرة.
ثم يتساءل: ما هو مبرر التنافر والصراع إذاً؟
أولاً: إنه الجهل برؤية الإسلام وتعاليمه.
وثانياً: الأخلاق السيئة التي تنشأ من الأنانية والمصلحية والتعصب.
وثالثاً: جهود الأعداء الخارجيين والداخليين، التي تصب الزيت على نار التفرقة، وتزرع الفتن وتبث الاختلاف".
وعن الحساسية من جهود التقارب أو التقريب بين المذاهب يذكر أنموذجا معاصر في كتابه «السلفيون والشيعة نحو علاقة أفضل» أن هناك: دراسة حول (مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة) تقع في مجلدين طبعت أكثر من مرة بالسعودية للدكتور ناصر بن عبد الله الغفاري (القسم2،ص278) انتهى في الدراسة إلى أن: دعوة التقريب هي البدعة الكبرى التي أرادت أن تعطي الكفر والضلال والإلحاد صفة الشرعية وإسم الإسلام وقد سببت دعوة التقريب خسارة كبرى لأهل السنة وضررا كبيرا لا يتصوره إلا من وقف على عدد القبائل التي ترفضت بجملتها فضلا عن الأفراد...". ويعلق الشيخ الصفار: وهو كلام غريب يكشف عن أن سبب المعارضة هو الخوف من تأثير الشيعة على جمهور أهل السنة، ولماذا لا يحصل العكس؟ فالأقليات هي التي تخشى عادة من الذوبان في محيط الأكثرية، إن لم تحصن نفسها بأسوار العزلة والانغلاق" (الصفحة 15).
ويشير أيضا لهذه المعارضة في كتاب آخر عنوانه: ﴿الانفتاح بين المصالح والهواجس﴾: "...حينما طرحت هذه العناوين (الانفتاح والتقارب والوحدة)كانت تبدو وكأنها غريبة وتثير القلق وكأنها تحتاج إلى إثبات-أظنها لا تزال كذلك للحين-بحيث تثار حولها التساؤلات وتطرح عنها الكثير من الإشكالات والتشكيكات، وهذا أمر غريب، وكأن الأصل هو الانغلاق والخصومة والتفرق المذهبي، وعلى من يدعو إلى الانفتاح أو إلى التقارب أن يأتي بالدليل والبرهان وعليه أن يبرر موقفه، كأن تشتت الأمة وتمزق أشلائها هو الواقع الذي ينبغي أن يكرّس ومن يدعو إلى الوحدة والتقارب يصبح مثارا للسخرية!" (ص12).
وفي كتاب «السلفيون والشيعة نحو علاقة أفضل» يذكر الشيخ الصفار صورة في الواقع العالمي تمثل تحديا كبيرا للمسلمين في المستقبل القريب حيث يتساءل: "أليس من المثير للدهشة والاستغراب أن نرى تسارع خطوات التقارب والتنسيق بين اليهود والمسيحيين وهم أهل ديانتين متناقضتين متصارعتين، بينهم خلاف عقدي عميق وصراع تاريخي طويل، لكنهم يتجاوزون كل ذلك، ويتعاونون تجاه ما يرونه خطرا مشتركا، بينما نعجز نحن المسلمين عن تجاوز خلافاتنا والاقتراب من بعضنا، ونحن أهل دين واحد، ونبي واحد، وبيننا هذا القدر الكبير من الجوامع والقواسم المشتركة ونواجه التحديات والأخطار العاصفة؟! " (صفحة20).
من هذا التساؤل يفصح الشيخ الصفار بكل وضوح في كتابه (الانفتاح بين المصالح والهواجس): وهذا بحد ذاته فيه دلالة على عمق الانحراف الذي يعيشه قطاع كبير من أبناء الأمة، ويكون في مساحة واسعة من مجتمعاتها، ونحن لسنا بحاجة لإثبات هذه العناوين (الانفتاح، التقارب، الوحدة..)، فهناك الكثير من الآيات القرآنية التي يحفظها الجميع، منها قوله تعالى:﴿واعتصموا بحبل الله جميعا...﴾ و﴿و إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون﴾ وقوله: ﴿ ولا تنازعوا فتفشلوا...﴾، إضافة إلى الأحاديث والروايات التي تدعو إلى الانفتاح والتقارب والوحدة، وتؤكد هذه النصوص الشرعية إلى أن الانفتاح هو الأصل في العلاقات بين بني الإنسان مهما اختلفت الأديان، فضلا عن المذاهب والمدارس والآراء" (ص12-13).
وينتهي الشيخ الصفار في كتابه "الأحادية الفكرية في الساحة الدينية/ فصل المجتمعات والأفكار الجديدة" إلى ظاهرة في المجتمعات تتعلق بالأفكار الجديدة تنطبق على موقف مجتمعاتنا من عناوين(الانفتاح، التقارب، الوحدة،الحوار، التسامح، التعايش وما هنالك) يذكر سماحته أن: "طبيعة موقف المجتمعات من الأفكار الجديدة، حيث تنطلق المعارضة والتحفظ غالبا من الأسباب التالية-بتفصيل لكل سبب يمكن الرجوع إليه بالكتاب-: أولاً: اللامبالاة، ثانيا: الاسترسال، ثالثا: عدم الثقة بالنفس، رابعاً: الخوف من الإعتراض" (الصفحات 69-77).
في عدة مواضع من كتب الشيخ الصفار، هناك تعداد لمثبطات ومعوقات التقارب والانفتاح والتعايش بين المسلمين وبالتحديد مسألتين التعصب والطائفية، حيث يشير في كتابه التنوع والتعايش لخطورة التعصب المذهبي: "الداء الخطير هو التعصب المذهبي، حيث تسود أجواء الأمة تشنجات طائفية مذهبية، في العديد من البلدان والبقاع، وقد قال رسول الله : ((من كان في قلـبه حبة من خـردل من عصـبية، بعـثه الله يوم القيـامة مع أعراب الجاهلية))[1] ، وقال : ((ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية )) (الصفحة 75).
ويضيف في كتابه الأحادية الفكرية في الساحة الدينية: "من أسوأ أمراض الساحة الدينية في مجتمعاتنا، ما يسود في معظم أجوائها من حالات الصراع والخصام الداخلي، وسعي بعض الجهات لممارسة دور الوصاية على أفكار الآخرين، فما تراه هي هو الحق المطلق الذي لا يجوز لأحد الخروج عليه، وإلا استحق النبذ والطرد، والمحاصرة والإلغاء، وأصبح مستهدفا في وجوده المادي والمعنوي.
ونجد ذلك واضحا في الخلافات المذهبية، حيث تتبادل الأطراف مع بعضها تهم التكفير والتبديع والمروق من الدين، ويجري التحريض على الكراهية في أوساط الأتباع، وقد يصل الأمر إلى إباحة هدر الدماء وانتهاك الحقوق والأعراض. كما نجد ذلك على مستوى الخلافات داخل المذهب الواحد، حين تتعدد المدارس وتختلف الآراء في بعض التفاصيل العقدية والفقهية في إطار المذهب الواحد" (ص31-32).
و في كتابه ﴿السلفيون والشيعة نحو علاقة أفضل﴾ تمكن العلامة الصفار من تفكيك مصطلح الطائفية من خلال الإشارة لمفهوم التدين وأيضا آثار الطائفية الكارثية، في سطور ونقاط في حد ذاتها بحاجة للبحث، وذلك ضمن حوار أجرته مع سماحته شبكة إيلاف: "التدين هو إلتزام الإنسان بقيم الدين وإتباعه لأحكامه. والطائفية تعني إنحياز الإنسان غير الموضوعي لطائفته والحيف على حقوق الآخرين الأخرى" (ص48).
ويضيف في نفس الكتاب الصفحة 58: "الطائفية خطر على كل وطن أو شعب يبتلى بها، لأنها:
أولاً: تضعف الوحدة الوطنية، وتجعل الناس يفكرون ككيانات قلقة من بعضها البعض، بدل أن ينظروا لأنفسهم كيانا واحدًا.
ثانيا: تخلق أرضية النزاع والاحتراب الداخلي.
ثالثا: يُحْرَم الوطن من الاستفادة من الكفاءات الحقيقية لبعض أبنائه حينما يهمش دورهم ضمن معادلة الطائفية.
رابعا: تعطي الفرصة للأعداء للعب بهذه الورقة وضد مصلحة الوطن".
وعن المشكل الطائفي هناك كتيب مهم جدير بالقراءة، وهو في الأصل محاضرة ألقيت بندوة في ديوانية الملتقى الثقافي، نقل فيه الشيخ الصفار أبعاد الطائفية وأكد أن المسؤولية على الجميع وبالأساس الدولة والنخبة الوطنية من علماء الدين والمثقفين والإعلاميين وغيرهم من النشطاء الاجتماعيين وما هنالك بما يجعل المشكل الطائفي يتراجع ليحل محله التعايش والتسامح والتعاون كأساس لوحدة وطنية حقيقية...
وفي ذات السياق يشير سماحة الشيخ الصفار في كتابه «السلفيون والشيعة نحو علاقة أفضل»إلى فكرة جدا مهمة تفكك منشأ التعصب التي يغذي الطائفية، بأسلوب موضوعي ما أحوجنا إليه في النقاش العلمي حيث يؤسس بقاعدة مشتركة فيقول: "بناء على أن الحكم على الشيء فرع لتصوره، فإن أحكام العلماء السلفيين السابقين على الطوائف والاتجاهات الأخرى، ومن بينها الشيعة جاءت نتيجة تصوراتهم وتقويماتهم لواقع تلك الطوائف، واحتمال الخلل في التصورات والتقويمات أمر وارد،إما لعدم الدقة في معرفة الآخر، أو للالتباس في فهم آرائه، أو للأخذ ببعض الآراء وتعميمها على الجميع، وقد تكون هناك آراء وتوجهات سائدة لديهم في تلك العصور لكنها تطورت وتغيرت فيما بعد، كل هذه الاحتمالات ينبغي أن تدفع المعاصرين من السلفيين لقراءة واقع الشيعة القائم اليوم في آرائهم وتوجهاتهم" (صفحة 23).
ثم يواصل في الصفحات التالية باستحضار أمثلة ويختم الفصل المعنون "هل تتحسن العلاقة؟" بعبارة توحي بحكمة الرجل وإخلاصه لقضية الوحدة بين الطوائف الإسلامية من دعوة الآخر بكل أدب ووقار لإعادة النظر كي تسير قاطرة الوطن بأمن وأمان:"كل هذه الحيثيات وأمثلتها، تتطلب من فضلاء المدرسة السلفية المعاصرة، إعادة النظر والمراجعة في الموقف تجاه الشيعة، وسائر الطوائف الإسلامية، وتجاوز حال الغلو والتشدد تجاه الرأي الآخر، بما يخدم وحدة الأمة، ويتناسب مع سماحة الإسلام، وتحذيره من التكفير والظلم وسوء الظن في أحد من أهل القبلة" (ص25-26).
هناك شروط ومتطلبات كثيرة لتحقق التعايش منها المنهجي والآخر الموضوعي، حيث كلاهما لا ينفك عن الآخر، وأساسها هو الاتفاق على ما ذكره العلامة الصفار في كتابه «الأحادية الفكرية في الساحة الدينية»: "إن الأصالة والحرص على هوية الأمة وتقدير تاريخها وإنجازاتها الحضارية لا يعني تجاهل الأخطاء والثغرات ونقاط الضعف"(ص84)."وأنه من المشروع أن يجتهد الإنسان في خدمة متبنياته الفكرية فذلك ما يخلق الحراك الفكري في المجتمع البشري عبر حالة التنافس واستثارة العقول وكشف ثغرات الآراء وإذا لم يهتم أصحاب الآراء بطرح أفكارهم والدفاع عنها تسود حالة الركود الفكري والجمود المعرفي.
لكن هناك نهجين في الانتصار للرأي:
1. نهج العنف والقمع لأصحاب الرأي الآخر بمحاصرتهم والتضييق عليهم والتنكيل بهم ليتراجعوا عن آرائهم وبمنع انتشارهم في المجتمع.
2. نهج المواجهة الفكرية،بالإجتهاد في تبيين الرأي وإثبات صحته وأحقيته بالدليل العلمي والبرهان المنطقي، ونقد الرأي الآخر بكشف نقاط ضعفه ومكامن الخطأ به، وإبطال حججه ومستنداته (ص23-24).
ولعل المدخل الأساسي يتمثل فيما ذكره العلامة الصفار أيضا في كتابه «الانفتاح بين المصالح والهواجس»:
تحرير مواطن الخلاف، هل هذا من العقيدة أو الشريعة أم لا؟ثم بعد ذلك نتحدث حول كونه تنازلا أم غير تنازل.
والجانب الثاني: لا مانع أن تكون هناك تنازلات في المظاهر والممارسات عندما تكون هناك مصلحة أعلى، وحينما تكون أولويات.
لا يخفى على متابع لخطاب وإنتاج ومواقف الشيخ الصفار، أن سماحته تحلت شخصيته بثقافة الحوار، بحثا ودراسة وأدبا وممارسة، فهناك كتابه الرصين بعنوان: الحوار والانفتاح على الآخر، حيث وجدت الشيخ الصفار محاورا بإمتيازا بكل ما يحمله الحوار كمفهوم من إيجابية وإنسانية وحكمة، أكتفي بزبدة المقال عند العلامة الفاضل الشيخ الصفار بخصوص الآليات السليمة للحوار المذهبي الواردة في حوار إيلاف مع سماحته المنشور بكتابه: «السلفيون والشيعة...نحو علاقة أفضل»: الآليات السليمة للحوار المذهبي أهمها ما يلي:
أولاً: الاتفاق على مبادئ للتعايش والتعاون ضمن مصلحة الأمة والوطن.
ثانياً: البحث عن القواسم المشتركة ومناطق الاتفاق والتأكيد عليها والانطلاق منها.
ثالثاً: الحوار حول القضايا المختلف فيها لمعرفة أدلة كل طرف ومستندات آرائه، بعيدا عن التقولات والتفسيرات الخاطئة.
رابعاً: دراسة التحديات المعاصرة التي تواجه الإسلام والأمة وتقديم الحلول الفكرية والتشريعية لها بالاستفادة من اجتهادات مختلف المذاهب" (ص59).
لقد استعرض العلامة الشيخ حسن بن موسى الصفار في كتابه «التنوع والتعايش: بحث في تأصيل الوحدة الاجتماعية والوطنية»، الملامح الرئيسية لموضوع الوحدة وأبعادها ومعوقاتها وشروطها وكل ما يتعلق بذلك من خلال بحث موصوع التنوع وعلاقته بعنوان التعايش، راصدا كل الخيارات المحتملة بخصوص التنوع المذهبي في الواقع الاسلامي، حيث تناول علاقة التنوع بالتعايش من جهة، والوحدة الوطنية بالتعايش من جهة أخرى، بحيث في عمومه ومضمونه يضع المسلم الحر أمام المحك المذهبي والفريضة القرآنية المتمثلة في الوحدة: "حينما يكون الانتماء المذهبي للمواطنين المسلمين متنوعاً، فإن أمامهم أحد خيارات ثلاثة، للتعاطي مع هذا التنوع والتعدد:
الخيار الأول: محاولة الفرض والإلزام، بأن يسعى أتباع كل مذهب لفرض مذهبهم على الآخرين، وإلزامهم بأخذه والتعبد به، لأن أتباع كل مذهب يعتقدون بأحقية مذهبهم، ويرون أنفسهم مكلفين بنشره وتطبيقه.وهذا الخيار مشكل من الناحية الشرعية، لأن المعتقد، وطريقة التعبد، لا يصح فرضها بالإكراه ﴿لا إكراه في الدين﴾[2] بل يجب أن يكون عن قناعة، واندفاع ذاتي، كما أن الشرع لا يجيز للمسلم أن يفرض على الآخرين ما لا يعتقدونه، ويؤمنون به، فالله تعالى لم يعط لنبيه هذا الحق وإنما قال له: ﴿فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر﴾[3] ﴿أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين﴾[4] .
ومن الناحية العملية، فإن كل تجارب فرض الأفكار والمعتقدات، هي تجارب فاشلة، حيث يتمسك الناس بأديانهم ومذاهبهم أكثر في حالة التحدي والمواجهة، وواقع الشعوب الإسلامية في البلدان التي كانت تهيمن عليها الشيوعية أوضح شاهد على ذلك.كما إن مثل هذه المحاولات حصلت في تاريخنا بعض الفترات، حيث حاولت بعض الجهات فرض رأيها أو مذهبها لأنها تمثل الأكثرية، أو تمتلك القدرة والقوة، لكن تأثير تلك المحاولات كان وقتياً ومحدوداً.
الخيار الثاني: حالة العداء والصراع: حيث يتحصن أتباع كل مذهب في خندق مذهبهم، ويعبئون أفرادهم تجاه المذهب الآخر، وتسود حالة التشنج والعداء، ويكون هناك قطيعة وتنافر، وتقوم الجهة المقتدرة باضطهاد الجهة الأخرى، والتي ستعمل بدورها للدفاع عن نفسها، وللانتقام من الطرف الآخر.. وهكذا يدخل المجتمع في نفق الصراع الداخلي، والذي قد ينتهي إلى حرب أهلية. وهنا يخسر الجميع، وتكون الفرصة مؤاتية للأعداء، أعداء الإسلام، وأعداء البلاد، لينفذوا من خلال هذا الصراع مخططاتهم ومؤامراتهم.
وما الحرب الأهلية السيئة الذكر في لبنان، والأحداث الطائفية الدامية التي تجري الآن في باكستان، إلا نموذج لمثل هذا الخيار البغيض.
الخيار الثالث: هو التعايش بأن يعترف كل طرف للآخر بحقه في التمسك بقناعاته ومعتقداته، وممارسة شعائره الدينية، والعمل وفق اجتهاداته المذهبية، ويتعامل الجميع كمواطنين متساويين في الحقوق والواجبات، متعاونين لتحقيق المصلحة العامة ومواجهة الأخطار المشتركة. وهذا هو ما يأمر به الإسلام، وتدعو إليه تعاليمه السمحاء، وهو منهج أئمة الإسلام، وأعلام المسلمين الواعين المخلصين. وأيضاً هو ما يدعو إليه العقل والمنطق السليم، وتفرضه طبيعة الاشتراك في ظروف حياتية واحدة، وضـمن وطن واحد، وكما يقول الإمام محمد ابن علي الباقر : ((صلاح شأن الناس التعايش))[5] (ص77).
ثم يخلص إلى المسؤولية: "وعلماء الدين ينتظر منهم القيام بأهم دور في الدعوة إلى الوحدة والوئام، وتحذير الناس من النعرات القومية، والفتن الطائفية، ولا يجوز أبدا أن يمارس عالم الدين دور إذكاء روح التعصب المذهبي، بمبررات واهية زائفة، ذلك (أن الله سبحانه لم يعط أحدا بفرقة خيراً ممن مضى ولا ممن بقي)[6] كما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ويقول الإمام جعفر الصادق : ((فلا تخاصموا الناس لدينكم فإن، المخاصمة ممرضة للقلب))[7] . ورجال الفكر والإعلام، عليهم أن يوجهوا أقلامهم وجهودهم، لإشاعة روح التسامح والتقارب، ومحاربة توجهات التشدد والتطرف، التي يغذّيها الأعداء، وينميها الجهل والغباء. وأخيراً فإن كل مواطن واع، يجب أن يتحمل مسؤوليته في صنع الوحدة الوطنية الإسلامية، بسلوكه القويم، وتعامله السليم، مع سائر إخوانه المواطنين، فالصراع والتناحر يهدد مستقبل الوطن، ويضر بمصلحة الشعب، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ولا تنازعوا فتفشـلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾[8] " (ص78-79).
المؤكد-عزيزي القارئ- أن حلقة برنامج البيان التالي، بأشخاصها وأفكارها لا يمكن الحكم عليها بالفشل أو النجاح التامين، لأن الحقيقة نسبية وبنت الحوار، لكن نتشاور لنتقدم ونتعايش لنتحد ونقوى أمام تسونامي الغطرسة والاستدمار، كانت هذه القراءات المتفرقة لأفكار الشيخ الصفار، لتحديد معاملات موضوع التعايش في محاولة لإستدراك ما ضاع في ظل تقلبات جدول عمل اللقاء. والنقطة التي أود التأكيد عليها، أن التوكيد النظري على التعايش ليس أكثر إقناعا إذا ما لم يرتبط بمجاله العملي الموضوعي والايجابي بعيدا عن الاحتقان المذهبي المعياري...
والهدف مما ورد في هذه المقالة، إعادة النظر في الصعوبة المنهجية المحدقة بالحوار المذهبي، لأنه هناك منهجا معينا أخذ في عين الاعتبار بوعي أو بغير وعي في صياغة الأسئلة الحساسة، وكما هو معلوم طبيعة الأسئلة تحدد طبيعة الأجوبة، هنا بالذات تكمن أهمية أن تكون الأسئلة أكثر موضوعية وجدلية بما يسمح بالعبور من الخوف إلى التعاون المستقبلي. والاشارة إلى أبرز قراءات الشيخ الصفار للواقع المذهبي الاسلامي اليوم، وما يمكن أن ينتهي بالواقع الاسلامي إلى مستقبل وحدوي كريم. في النهاية يبقى الخيار الوحيد في مشروع احياء "الوطن للجميع" وتنزيلها من الورق للواقع، هو الحد من لهجة الاتهام بين الطوائف بتفعيل الحوار الوطني وتشجيع الانفتاح بين الشركاء في الوطن للتعارف، دون أن ننسى الحاجة المستمرة لممارسة النقد والتقويم وإعمال التجديد في الفكر الإسلامي إيديولوجيا ونظريا وحركيا...
كتحليل أخير، الدكتور عبد العزيز قاسم وضيفيه، اجتهدوا في استشراف "الوطن للجميع" على خلفية تصوراتهم للموضوع، بعيدا عن الفصل في ذلك نقول كل إنجاز في الحياة في البدء كان فكرة، يبقى هذا الاجتهاد يصب في صميم اهتمام المسلم عامة والسعودي أساسا، بقي الآن أن نستجمع بكل رحابة وثقة وإيمان بأن التعايش ضرورة والتقارب أساس والوحدة فريضة، لنراجع الايجابيات ونجددها ونحافظ عليها ونتخلص من السلبيات باستحضار الايجابيات المقابلة لها، حيث نقول لمن اخطأ، لك أجر فاسعى لتحصيل أجرين، ولمن أصاب، لك أجرين فأعن صاحب الأجر ليكون معك، رغم أنني من حيث المبدأ أرى أن الجميع حصّل أجرا، يبقى الأجر الثاني بالعمل على صلاح شأن المسلمين، فأرجو من الدكتور قاسم أن يخصص حلقات لظواهر الهجوم على الطوائف الإسلامية كلها...و الله من وراء القصد.
والحمد لله رب العالمين.