أنا شيعي أحب السنة!!!
إنني لست متشنجا أو متطرفا أو طائفيا رغم أنني شيعيا أبا عن جد، إنني شخص مسلم، أحضر مجالس الشيعة والسنة،ولي أصحاب ورفاق من الشيعة والسنة، وأستمع لمحاضرات المشائخ من الشيعة والسنة، وأعجب بمشائخ من الشيعة والسنة كذلك ولكن الحقيقة تقال وفي ذاك أقول!!!
كنت مهتما ومتشوقا لمشاهدة ومتابعة برنامج البيان التالي في حلقته الأسبوع الماضي عبر قناة دليل الفضائية والذي كان ضيفيها الشيخين، حسن الصفار وسعد البريك حفظهما الله، ومقدمها الإعلامي عبد العزيز قاسم، ولكن الحلقة وبكل صراحة أثارت حفيظتي واستغرابي واندهاشي وأصابتني بخيبة الأمل والإحباط قليلا لأنني اعتدت على ذلك مسبقا ولذلك كتبت هاهنا!
إن ما آل إليه فضيلة الشيخ سعد البريك وما ابتدأ به حواره لم يكن متوقعا منه وهو ذلك الشخص الأكاديمي والشيخ المثقف، وكأنه قد أتى ليناظر ويعيد تلك المناظرات المذهبية التي لاتسمن ولا تغني من جوع وقد نسى أو تناسى موضوع الحلقة الأساسي «للوطن للجميع»!
تابع الشيخ البريك فتحه لمواضيع متنوعة لا تصب في محور الموضوع الذي قد أتى من أجله فأخذ يفتح صفحات التاريخ الماضية ويقلبها هو مع مداخلات المشائخ الآخرين، ويقولون أنتم تقولون كذا وكذا وعلماؤكم المجلسي والمفيد يقولون كذا وكذا، وكتبكم المكاسب وبحار الأنوار ومرآة العقول والكافي وغيرها من الكتب الذي قد اطلعوا عليها أكثر مني تحتوي كذا، ثم أخذ يعرج بعيدا، ليتكلم عن التشيع والمد الشيعي في أفريقيا وشرق آسيا وجهود حكومات ودول وسفارات كما أسماها تمده وتدعمه ونأى مرة أخرى ليتكلم عن موضوع السنة في إيران واضطهادهم وغيرها من المواضيع الذي قد لا يسع المقام لذكرها كاملة!
أما رد سماحة الشيخ الصفار الذي قد فهم ثقافة الحوار واللقاء الذي دعي إليه وجاء لأجله،وهو ما يريده هو وكل شيعي من وحدة وطنية وميثاق تعايش، قد أجاب بحكمته المعتادة وبهدؤه الرائع ولم يريد أن ينساغ لوحل الحوار العقيم أو الجدال السقيم الذي قد سقط فيه البريك سابقا فأخذ يلغط هنا وهناك بقوله وأقواله!
الوطن للجميع وميثاق التعايش والوحدة الوطنية تلك كانت غايتنا وكنت أملا أن يكون اللقاء والكلام يخدم الوطن والوحدة الوطنية والتعايش الطائفي الذي بات هاجسا يشغل الكثيرين ممن يحملون على عاتقهم وألسنتهم أمانة الكلمة!
أقولها وبكل أسف لم نستفد من ذلك اللقاء غير خيبة الأمل فكيف سيكون التقارب مادامت ثقافتنا لازالت تقبع تحت رواسب التاريخ وتداخلاته والفتن الإسلامية السنية الشيعية وصراعاتها في القرون الماضية.
إن هذا اللقاء في تصوري لم يحقق أهدافه على الإطلاق، فبدل من وضع تصور حقيقي حاضر موجود ومستقبلي مأمول للمرحلة الحالية والقادمة ووضع التوصيات والمقترحات والتحديات ومناقشتها صار الحديث سلبيا وانصهرت تلك العناوين المبتغاة واختزلت وضاعت في قالب فارغ يحركه مقدم الحلقة عبد العزيز قاسم ويتناوله الشيخ سعد البريك ليحركه مرة أخرى، في مواضيع أخرى ولكن يبقى الأمل موجودا تحت شعار الوطن للجميع!!!