لا فض فوك يا شيخ الصفار
كثير من المفكرين والدعاة المسلمين تحدَّثوا وسعوا لإنهاء حالة العداء والقطيعة بين المذاهب الإسلامية، وبالذات بين أهل السنة والشيعة، إلا أن أكثرهم لم تتجاوز دعوته حالة الأماني التي ظلت محصورة بين عدد قليل، سواء بين مرتادي منتديات ذلك الشيخ، أو مقلدي ذلك المرجع، ومهما اتسعت دائرة تأثير ذلك إلا أن انعكاساتها تظل قليلة قياساً بالعدد الكبير من المتنافرين.
في المملكة العربية السعودية كان لمبادرة الحوار الوطني فعل إيجابي جيد، وقد قرَّبت الحوارات التي شهدتها جلسات الحوار، ومن بعدها اللقاءات التي تحصل بين الدعاة والمفكرين السنة والشيعة، الكثير من المفاهيم، وأزالت الكثير من الشوائب، بل وأوجدت علاقات حميمة بين الدعاة والمشايخ والمفكرين من المذهبَيْن، أسست لمفاهيم جديدة، ودفعت الدعاة والمفكرين إلى إطلاق دعوات تعالج الكثير من الممارسات والأخطاء التي كانت تقف عائقاً أمام إحداث التقارب المنشود. ويعدُّ قول المفكر الإسلامي الشيعي الشيخ حسن الصفار في حديثه للزميلة «عكاظ»، بأن «سبّ الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين من أشد المحرمات»، من أكثر المواقف إيجابية وملامسة للحساسيات والأفعال التي تثير الغضب ليس فقط للمنتمين للمذاهب السُّنّية الأربعة، بل ولكل المسلمين؛ فالشيخ الصفار يعلن وبوضوح وعلى الملأ أن (سب الصحابة وأمهات المؤمنين من أشد المحرمات).
هذا الموقف يتجاوز ما تحويه بعض المواقع الإلكترونية (الإنترنت)، وما تبثه بعض المحطات الفضائية، التي تثير الفتنة لارتكابها إثم سب الصحابة وأمهات المؤمنين.
إعلان الشيخ الصفار الواضح، الذي يتماشى ويتوافق مع المواقف الإيجابية العديدة للشيخ التي أخذت تنعكس وبقوة وإيجابية على العلاقات ما بين أبناء المجتمع الواحد في المملكة، يؤسس توجُّها إسلاميا سيتعزز أكثر ويترسخ إذا ما صيغ ميثاق شرف يؤكد احترام تعددية المذاهب ضمن إطار الإسلام، وسيتعزز أيضا برفض أية إساءة لأي رمز أو شخصية يجلها ويحترمها الطرف الآخر.
قول وموقف يستحقان المساندة والدعم.. ومبادرة تضاف إلى مبادرات الشيخ الصفار الإيجابية.