مجتبى الشيرازي بين نقدين: نقد حسن الصفار وعباس الموسى
في أول تصريح له من نوعه أبدى الصفار معارضته للتصريحات التي دأب على إطلاقها مجتبى الشيرازي والتي عادة ما يتعرض فيها لأهل السنة ورموزهم بشكل مستمر لاسيما الصحابة الكرام.
الشيخ حسن الصفار في خطبة له وصف تصريحات مجتبى الشيرازي بـأنها " ألفاظاً نابية تجاه إخواننا المسلمين، تجاه السلفيين، تجاه ملك البلاد"، في إشارة لبعض تصريحات الشيرازي التي انتشرت بشكل واسع على الشبكة العنكبوتية.
الشيخ الصفار في سياق نقده لمجتبى الشيرازي لم يصرح باسمه وإنما عرّض به بقوله: "حينما يتحدث متحدث يعيش خارج البلاد الإسلامية في لندن"، معتبراً تلك التصريحات خطأً من جهة كونها تعرقل جهود إصلاح العلاقة بين أهل السنة والشيعة، ويقول الصفار: "هو مقيم هناك.. ولا يشعر - إذا أحسنا الظن- بالأضرار والأخطار التي نعيشها في أوطاننا، فيقول كلاماً من هناك ويترك الأثر السيء السلبي هنا".
كما تحدث الشيخ الصفار عمن وصفهم بمن يحاولون عرقلت الجهود في كلتا الجهتين فقال "من هذا الطرف وذلك الطرف هناك من يذكي ويشعل نار الطائفية ولكن هذا لايصح أن يوقفنا عن مواصلة السير".
الجدير بالذكر أن مجتبى الشيرازي دأب منذ عدّة سنوات على إطلاق تصرحات سيئة تصب في خانة تفخيخ العلاقات بين السنة والشيعة، ولعل من أواخر ذلك دعوته لإحياء ما سماه "عيد موت عائشة" رضي الله عنها، ومع أن تصريحات الشيرازي منتشرة وتأخذ صدا واسعاً إلا أنه لم يلق أي نكير من قبل مراجع أو علماء الشيعة لعدّة سنوات، خاصة من أخيه المرجع صادق الشيرازي الذي يحظى بتقليد واسع جداً في الخليج العربي.
قد يكون الشيخ حسن الصفار أبرز علماء الشيعة في السعودية الذين صرحوا بمخالفته لاسلوب مجتبى الشيرازي إلا أنه لم يكن أول المنكرين، فقد سبقه إلى ذلك الشيخ عباس الموسى بالانكار في أواسط عام 2009م، والموسى عالم دين شيعي يسكن القطيف، وقد اعتبر الموسى مجتبى الشيرازي موغلاً في التكفير حتى على الشيعة، فقال: "مجتبى الشيرازي – أحد المنسوبين للتشيع – لم يبق إلا أن يكفر الشيعة قاطبة ويبقى هو الشيعي الوحيد في العالم، لقد كفر علماءنا ولا من متحدث!!".
الموسى تحدث كعادته -بدون مجاملات- عن سكوت علماء الشيعة عن مجتبى وأمثاله مبيناً أن سبب خوف البعض من فتح باب تفرق صفوف الطائفة، وهذا منطق مرفوض لدى عباس الموسى إذا كان على حساب السكوت عن الحقائق التي يراها، خلافاً لكثير من المحسوبين على التيار الديني داخل صفوف الطائفة الذين يقدمون مصلحة اجتماع الطائفة على أي أمر آخرى، والذين يطالبون الموسى وغيره بخفض صوته.
حديث عباس الموسى آنف الذكر جاء في التعقيب على كلام الكلباني المشهور عن كفر الشيعة، حيث طالب " العلماء الذين أصدروا بيانات استنكار وشجب وتحدثوا بطريقة وأخرى ضد الكلباني أن يصدروا بيانات ويستنكروا ما يتحدث به الشيرازي ويحددوا موقفهم تجاه ما يصدر منه".
في كل الأحوال لعل حديث الصفار وإن لم يكن بجرأة عباس الموسى إلا أنه أكثر أثراً وأبعد صداً لمكانة الصفار بين الشيعة في الخليج، وهو بلا شك تطور لافت لأن فتح باب نقد الشخصيات داخل الطائفة أمر يجفل عنه أكثر رموز الشيعة في الخليج لمصالح مذهبية بحته ولو كان على حساب أي أمر آخر.
ولعل الجميع يتفق على أن فتح هذا الباب بتجرد وترويض نفوس الأتباع عليه في كل الطوائف والملل وليس بين الشيعة فقط أمر محمود يجب أن يشجع لأنه يقود إلى تصحيح المسار بما يفيد مصلحة وليس لمصالح فئة أو طائفة معينة.