ميثاق التعايش الطائفي حلم أم حقيقة؟
وسط هذه الأجواء الصاخبة المليئة بالفتن البغيضة يخرج لنا الشيخان عائض القرني وحسن الصفار ببادرة ليست بغريبة او مستغربة على شخصيهما الكريمين يخرجان لنا ببادرة لميثاق التعايش الطائفي بين مختلف الطوائف الإسلامية في المملكة العربية السعودية بادرة فريدة من نوعها جريئة في طرحها بادرة تمد جسورا لمستقبل جديد وأفق مشرق يسوده الحب والتسامح والاحترام والتعايش تحت مظلة الإسلام ومبادئه وقيمه وفي بلاد مهد الوحي وثاني القبلتين بلادنا الحبيبة التي تسعى ولا تألو جهدا في تحقيق ذلك.
بادرة من شأنها أن تحد من تلك الأجواء المفعمة بالبغضاء والشحناء والاحتقان والعصبية والتطرف الذي لامبرر له في وقت نحن فيه أحوج مانكون إلى وحدة الكلمة والصف لتتحد بها الشعب والأمة.
بادرة من شأنها أن يشارك فيها علماء ومفكرون ومثقفون وأكاديميون من مختلف الطوائف والمناطق ليتناقشوا ويتفقوا وينصوا على بنودها ومقترحاتها ولعلي أذكر هاهنا بعض بنودها الذي اقترحها الشيخ الصفار مؤخرا فيما يتضمن جامعية الإسلام لكل طوائفه وتعزيز الاحترام المتبادل والمساواة كل ذلك من شأنه أن نصل لأهدافها الحقيقية المبتغاة والذي قد وصى بها نبينا الكريم في رسالته السماوية الخالدة والمتضمنة في قوله ﴿إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق﴾.
ولعل ملتقى فقه التعايش في الشريعة الإسلامية والذي عقد مؤخرا في القطيف ضمن الملتقى الفقهي السنوي الأول لأكبر دليل على روح المبادرة والرغبة في تقريب كلمة الأمة وتواصلها ووحدتها بين أبنائه وكان بمشاركة واسعة من أبناء الطائفتين السنية والشيعية كان من بينهم الدكتور محمد الهرفي والشيخ الصفار وآخرون.
لا نريد مزيدا من التراشق والتطاول والسب والقذف والشتم بل نريد المزيد من روح المحبة والألفة والتلاحم.
إن مشروع ميثاق التعايش الطائفي حلم لابد أن يتحقق ونأمل أن يكون ذلك عما قريب!!!