ملتقى فقه التعايش
كنا على طاولة العشاء بعد الجلسة الأولى لملتقى فقه التعايش في الشريعة الاسلامية والذي اقيم بصفوى شرق المملكة العربية السعودية الأسبوع المنصرم، سماحة الشيخ حسن الصفار والدكتور محمد الهرفي والذي قدم ورقة عمل في الملتقى والدكتور عبدالرحمن المحرج والذي كانت له مداخلة أيضا بالملتقى وبعض المدعوين، فبادرت الشيخ عبدالرحمن المحرج سائلا إياه كيف يا دكتور اتصل بك لإصدار بيان استنكار لما قاله العريفي من سباب وشتائم ضد السيد السيستاني فأتفاجأ وإياك بعدها ببيان المناصرة؟، فأجابني قائلا: هل يستطيع السيد السيستاني أن ينشر بيانا يوضح فيه موقفه من الصحابة؟ قلت له أما قرأت مقالا للإعلامي كمال عبدالقادر يضع فيه رابط موقع السيد السيستاني ويتحدى فيه أن يجد أحدا قولا سيئا حول الصحابة لأنه بحث ولم يجد.
وهنا تدخل سماحة الشيخ حسن الصفار قائلا: يا بو عبدالعزيز إن هناك موقعا رسميا للسيد السيستاني هو مدار الحديث حيث لا يوجد ما يسيء للصحابة فيه أما عن المواقع التي تدار من آخرين تحت اسم السيد يحفظه الله فتحوي تلك المواقع مكتبة الكترونية ككل المكتبات وكمكتبة الملك فهد فهي تحوي كتبا قد لا تعبر عن اتجاه المكتبة أو مؤسسها لكن وجود الكتب ضروري للتوثيق كذلك المكتبات الإلكترونية هي تضع جميع الكتب ليس بالضرورة تبني ما بها من آراء إنما هي مكتبة وهذا ما تستشكلون به على السيد السيستاني للأسف الشديد، نحن الآن في وقتنا الحاضر لا تحاسبني على كتب ألفت سابقا كي لا احاسبك على كتب ألفت عندكم تكفرون بها كل الملل والطوائف عداكم،ثم أن السيد السيستاني مواقفه واضحة تجاه إخواننا السنة فقد عمل ببياناته وتوجيهاته على عدم المساس بسوء لسني أبدا واعتبر أن كل سني كنفسه هو، إلى جانب أنه يفتخر بدراسته على يد شيخ سني هو الشيخ الراوي.
استطرد هنا الدكتور محمد الهرفي قائلا لو اننا لم نستفد من هذا الملتقى غير ما ذكره الشيخ الآن لكفى بها فائدة كبيرة وأنا لأول مرة اسمع مثل هذا الكلام فشكرا يا شيخ على هذا الإيضاح.
أمثال الدكتورين الهرفي والمحرج هما مثلان راقيان لمعنى التواصل والتعايش السلمي رغم ما يلاقيان من ضغوط ممن حولهما حول التواصل مع الشيعة ومدى فاعلية هذا التواصل وكذلك غيرهما ممن يحملون الهم الوطني في جميع مشاربه وفئاته تحت حقوق وواجبات واحدة مثلهما كمثل سماحة الشيخ حسن الصفار ومن هم في نفس مساره يواجهون نفس الضغوط كل من جماعته وعلى العقلاء من الجانبين عدم الاستسلام أو الرضوخ للضغوط والمضي قدما نحو مجتمع متعاف من براثن التشظي والفرقة. هكذا هي الملتقيات التي تنشط بها المنطقة من أجل رأب الصدع ووحدة الأمة وتوضيح المواقف وعرض الدراسات والبحوث حول عناوينها ولا تقتصر الأفكار والأطروحات والرؤى على ما يقدم في الملتقيات أو المؤتمرات بل أن ما يليها من لقاءات جانبية وجلسات وزيارات خارج الرسمية قد تكون في أغلب الأحيان أكثر وقعا ونفعا من الجلسات الرسمية ذاتها، وما هذه الملتقيات الحوارية المشتركة إلا امتداد للحوار الوطني الذي من أهدافه تقريب وجهات النظر من أجل تعايش كريم.
