ولجنة الإمام الحسن تسمي ساحة باسمه
أهالي الشويكة يكرمون رجل السماحة المرهون حياً وميتاً
بمبادرة من لجنة الإمام الحسن بالشويكة، وبمساندة من أهاليها ولجانها المُحبة للخير وأهله، كُرِّم رجل السماحة العلامة الشيخ علي المرهون في ساحة التمثيل بالشويكة في رمضان عام 1425هـ، بحضور جماهيري حاشد، حضره المحُتفى به، والابتسامة تعلو الوجوه.
وها هم أهالي الشويكة يجددون الاحتفاء به وفي نفس المكان، ولكن لينعون رحيله الأليم هذه المرة بدموع ساخنة، وليستذكروا بعض مآثره وسجاياه الحسنة؛ وليتخذوا من نهجه نبراساً يستضيئون به.
فبعد خمسة أيام من تأبين رجل السماحة في المسجد المعروف باسمه بالشويكة، أقيم تأبيناً كبيراً له مساء الأربعاء، بحضور المئات من أهالي القطيف والدمام والأحساء.
ابتدأ الحفل التأبيني الذي قدّمه الشاعر باسم العيثان، بآيات عطرة رتلها المقرئ الأستاذ حسين البحار ثم تلتها كلمة مشايخ الشويكة، ألقاها الشيخ حبيب حمادة، وقال فيها: "إذا كان للقطيف أن تفخر برجل؛ فحق لها أن تفخر برجل السماحة ذو الروح الشفافة والنفس التقية، الراحل الشيخ علي المرهون طاب ثراه". واصفاً إياه بأنه "أباً روحياً ومعلماً أخلاقياً للمنطقة"، مؤكداً على أن كثير من صفات المتقين تنطبق عليه، ولو قلت إنه أتقى المشايخ في القطيف؛ فلن تكون مبالغاً، فقد عرفته محافظاً على الصلوات الخمس، يضرب به المثل في الالتزام الدقيق بإقامتها. وقال آل حمادة إن الشيخ المرهون لم يكن يبحث لنفسه عن موقع اجتماعي، بل كان همه أن يخدم الناس، كما أنه لم ينساق وراء الحالة الفئوية التي مرّ بها المجتمع، فلم يكن يسمح لأحد أن ينال من مرجع أو حتى من إنسان بسيط!
- أما الشيخ حسن الصفار فقد أشار في كلمته لثلاث مهام يقوم بها عالم الدين، وهي: تجسديه للقيم والأخلاق ضمن مستوى القدوة البشرية، لأن العالم يمثل امتداداً طبيعياً للأنبياء والأئمة، إضافة لمهمته في التعليم والتذكير وإرشاد الناس، وأخيراً، ممارسة الدور الأبوي في المجتمع. وعدّ الشيخ المرهون مثالاً وأنموذجاً في تصديه لهذه المهام. وأوضح الصفار أن عالم الدين ينبغي أن يقوم بدور الخدمة لمجتمعه، -كما كان الشيخ المرهون، يقوم بذلك في مختلف الجوانب، الثقافية والاجتماعية وغيرها- ولا ينتظر خدمتهم، وشدد الصفار على أن المجتمع يستحق منّا كل تضحية، وعلينا -الطلبة والعلماء- أن نُسخِّر كل وجودنا وطاقاتنا لخدمته، خاصةً مع تزايد التحديات التي يواجهها المجتمع، فمرحلتنا أصعب من المرحلة التي عاشها الشيخ المرهون حسب قوله. وقد ختم الصفار حديثه ليستحضر جملة من العقبات التي واجهها المرهون ممن يعارضه ويشكك في نواياه، ولكنه تجاوز كل ذلك، وكان قرير العين بمن حوله من المؤمنين الذين وقفوا إلى جانبه واستجابوا لأطروحاته.
وكان لأهالي الشويكة كلمة خاصة في رجل السماحة، ألقاها نيابة عنهم الدكتور حسن علي العباس، أشاد فيها بالشيخ المرهون، وبما قدّمه وأعطاه، للقطيف بشكلٍ عام، وللشويكة بشكلٍ خاص، سارداً جهوده وأدواره البارزة التي أسهمت في الارتقاء بالمجتمع، دينياً واجتماعياً وثقافياً وتربوياً.
وتضمن الحفل قراءة أبيات حسينية شجية بصوت الشيخ حسين العباس، تفاعل معها الجمهور بالبكاء، كما شارك الشاعر سعيد الشبيب بقصيدة جميلة في الراحل، وأعقبتها مرثية حزن جميلة كتبتها والدة السيد حسين الخباز، وأنشدها الرادود خالد حيان، بمشاركة كوكبة من الشباب الذين حملوا نعشاً رمزياً للشيخ المرهون، اخترقوا به الصفوف، ليخيم الحزن مجدداً على الجمهور، وكأنهم يرون جنازة رجل السماحة تمر فوق رؤؤسهم.
يذكر أن الأستاذ لقمان العباس تحدّث باسم لجنة الإمام الحسن ؛ ليعلن للحضور عن تغيير مسمى (ساحة التمثيل) بالشويكة، لتأخذ مسمّاها الجديد (ساحة رجل السماحة)، كحالة وفاء للشيخ المرهون بما قدَّم وأعطى للمنطقة وأهلها من خدمات لا تُنسى.
وختم الحفل بكلمة لأسرة المرهون ألقاها المهندس حسن بن الشيخ علي المرهون، شكر فيها أهالي الشويكة والمنطقة، حيث حيّا وفاءهم لرجل السماحة حياً وميتاً.