الشيخ الصفار يستنكر الاصطفاف الطائفي
استنكر سماحة الشيخ حسن الصفار في خطبة الجمعة (22/1/1431) ما يحدث من اصطفاف طائفي بعيدا عن العدل في الحكم، فبمجرد أن يُحدث أحد أفراد طائفة شيئا يسيء لطائفة أخرى نجد أن افراد طائفته يقفون معه، ويدافعون عن علمه، بل لعل البعض يجهد نفسه ليجد تبريرا لفعله.
وأضاف: هذا الاصطفاف لا يخص طائفة دون أخرى، بل يشمل الطوائف والاديان والقبائل وكل أثني في المجتمعات العربية، لذا على العقلاء من كل طائفة أن تقف ضد أخطاء أبناءها لينجو الجميع، ويجب عليهم استنكار الظلم أوقع على طائفتهم أم على طائفة أخرى، امتثالا لقول رسول الله : انصر أخاك ظالما أو مظلوما" فقال رجل: أنصره إذا كان مظلوما أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال "تحجزه أو تمنعه من الظلم فإنّ ذلك نصره"، فنصرة الظالم لا تكون بإعانته على الظلم والتمادي فيه بل تكون بمنعه من الظلم.
وعن مبررات الإساءة قال: كما أن لهذا الطرف مبرر للإساءة للآخر، كذلك للآخر مبرراته وأدلته التي يستقوي بها لتبرير اساءته، لذا على كل طرف أن يحترم الآخر ولا يسيء له أو لرموزه.
ودعا الشيخ الصفار المجتمعات إلى أن يكون الحق هو سبيل التعامل مع الجميع، وأن يكون سبيل الحق هو منشودهم، كما قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين﴾.
مشيدا سماحته بما قام به بعض المنتمين إلى ديانات وقوميات مختلفة من تضامن مع الفلسطينيين العرب والمسلمين، سواء قافلة (شريان الحياة 3) التي تحركت في 6/12/2009م من لندن متجهة الى غزة، وفيها المسيحي واليهودي، أو قافلة (مسيرة الحرية لغزة) التي تضم امرأة يهودية عمرها 85 سنة اسمها (هيدي أبشتاين) وهي من الناجين من الهلوكوست.
ما الذي دعا 270 أوريبا و170 تركيا و30 أمريكيا للتحرك والتضامن مع الفلسطينيين ضمن قافلة شريان الحياة؟
أو 1362 فردا من 43 دولة ضمن (مسيرة الحرية لغزة)؟ إنهم ليسوا من قوميتهم ولا من ديانتهم ولا من مذهبهم، إلا أنها الضمائر الحية التي آلمها ما يحصل في غزة وفي فلسطين، ورأت الأمة العربية نائمة لا تحرك ساكنا، فتحركت شيمهم وجاءوا لقلوا للعالم: إن ما يحدث في غزة.
مذكرا أن هؤلاء جاءوا من أجل أن يقفوا مع المظلوم في وجه الظالم، مهما كانت ديانته أو جنسيته أو قوميته.
من جهة أخرى تحدث الشيخ الصفار عن الفعل الشنيع الذي أودى بحياة الشاب المؤمن شكري آل رضوان مستنكرا هذا العنف الذي تفشى في المجتمع حتى كاد أن يصبح ظاهرة.
ودعا الآباء لخلق أجواء ايجابية في المجتمع لحماية أسرهم وحماية المجتمع من هذه الآفة.
يشار إلى أن الشيخ الصفار استنكر في خطبة الجمعة الاسبوع الفائت الجدار المعدني المحاذي للحدود المصرية بإشراف أمريكي فرنسي اسرائيلي.
وقال: إن التقارير تشير إلى أن هدف بناء الجدار المعلن هو هدم شبكة الأنفاق التي تعتبر المصدر الأساس للبضائع التي تدخل القطاع، وبالتالي فإن ما لم تفلح بتحقيقه الحرب الإسرائيلية، فإن العودة إلى تشديد الحصار عبر بناء الساتر الحديدي الظالم يكمل الحرب.