مشاركة المحرم
لاشك أن كثيرا من الإشاعات والخزعبلات التي انتشرت من المغرضين حول الشيعة وطقوسهم في غرة السنة الهجرية شهر محرم شوشت الكثير من أفكار غير الشيعة وبالأخص من هم من الجيل الصاعد،وخلال العقود الثلاثة المنصرمة ونتيجة لأزمة العلاقات بين الشيعة والسنة تفشت بعض الأكاذيب حول ما يفعله الشيعة في محرم دون محاولة من كلا الطرفين بخطوة عملية لصد هذه الهجمة أو التحقق من مصاديقها فلقد سمعنا جميعا شيعة وسنة عن إشاعة ليلة الطفية والتي يدعي فيها غير الشيعة أن أولئك الشيعة يجتمعون ليلة العاشر من المحرم رجالهم بنسائهم في مكان واحد فإذا ما جاء مولود نتيجة تلك الليلة أسموه (سيد)، لست هنا بصدد تكذيب هذه السخافة أو غيرها من الافتراءات لأنها لا تنطلي على كل ذي لب أو من يملك شيئا من العقل والإدراك لكني أتحدث هنا لأحث الطرفين للبحث حول التحقق من هذه الإشاعات ليس نظريا فقط عبر إنكار هذه الفرية عبر المجالس أو المنابر وحشر الشيعة في الدفاع عن مذهبهم وتنزيهه من هذه الأباطيل نفي التهمة عنهم بالأقوال فقط بل يجب عليهم أن يقوموا بذلك بالأفعال أيضا بدعوة من يستجيب للعقل من الطرف الآخر للوقوف على الحقيقة وخوض التجربة في حضور فعاليات عاشوراء وتنفس عبقها لكي تنجلي الضبابية حول ما يقال ويحاك ضدها وللقطيف بقيادة سماحة الشيخ حسن الصفار الريادة في ذلك ففي العام المنصرم نظمت مجموعة من العاملين في النشاط الاجتماعي دعوة لبعض المثقفين والكتاب والوجهاء من إخواننا السنة رجال ونساء لحضور مهرجان عاشوراء وبالفعل استجابوا للدعوة ووقفوا على الحقيقة التي حاولوا تبيانها لقرائهم عبر كتاباتهم الصحفية فكانت خير خطوة عملية جلت الغمام عن الشمس ليخترق الضوء حجب الجهل والأكاذيب ولتحرق بحرارتها من هم وراء تلك الإشاعات المفرقة لا الموحدة للأمة وستتكرر هذه التجربة في هذا الموسم بشكل أكثر توسعا والمرجو من جميع الفعاليات الشيعية في العالم أن يحذوا حذو هذه المبادرة في هذا الموسم ويستنسخوا الفكرة لتكون خير دليل واضح وجلي لمن يحملون في عقولهم بعض الخيالات تجاه إخوان لهم في الدين وشركاء لهم في الخلق، ولا أظن إلا أنه سيكون دليلا دامغا على بطلان كل دعوة من مدع لغير حقيقة ما يحصل عند الشيعة في هذا الموسم الحسيني نسبة إلى الحسين بن علي بن أبي طالب ابن عم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وزوج فاطمة الزهراء بضعته وقرة عينه.