الصفار: القوامة تعني رعاية الزوج لزوجته لا الهيمنة والسيطرة عليها
ﻋـﻦ "ﺍﻟــﻤــﺮﺃﺓ ﺑﻴﻦ ﻭﺍﻗــﻊ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ" ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ، ﻭﺑﺪﺃ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ ﴿ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ ﻟﻬﻢ ﺭﺑﻬﻢ * ﺃﻧﻲ ﻻﺃﺿﻴﻊ ﻋﻤﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﻨﻜﻢ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﺃﻭ ﺃﻧﺜﻰ ﻭﺑﻌﻀﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ﴾، ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺰﺍﻫﺮ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺃﺑﺪﻯ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻣﺒﻴﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺅﻝ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻭﻷﻥ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺫﻛﻮﺭﺍ ﻭﺇﻧﺎﺛﺎ ﻭﺃﻧﻪ ﺟﺰﺀ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ ﻣﻨﻪ. ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻠﻪ ﺫﻛﻮﺭﺍً ﻭﺇﻧــﺎﺛــﺎً ﻓﺈﻧﺼﺎﻓﻬﺎ ﻣـﻦ ﺇﻧـﺼـﺎﻑ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺗﻬﻤﻴﺸﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻬﻤﻴﺸﻪ. ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺧﻠﻘﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﻭﺍﺣــﺪﺓ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﻫـﺬﺍ ﻣﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻷﻛــﺮﻡ (ﺹ) ﺑﻘﻮﻟﻪ (ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺷﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ)، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺧﻠﻘﺔ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻭﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﺍﻟﺨﺸﻮﻧﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟــﻤــﺮﺃﺓ ﻫــﻲ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ، ﻷﻥ ﻣﺠﻲﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻳﺠﻌﻞ ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﺃﻛﺒﺮ. ﻣﻮﻛﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻓﻬﻲ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ، ﻭﺃﻥ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﻧﺰﻋﺔ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻈﻠﻮﻣﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.
ﻭﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻹﻣــﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻗﺮ ﺃﻥ ﺣـﻮﺍﺀ ﺧﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﻓﺎﺿﻞ ﻃﻴﻨﺔ ﺁﺩﻡ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﻋﻬﻮﺩ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺑﻔﻀﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ. ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻧﺘﺎﺝ ﻓﻬﻢ ﻣﻐﻠﻮﻁ ﻟﻠﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؛ ﻭﺇﻥ ﺣﺼﻞ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﺴﻴﻂ ﻓﺬﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻐﻮﻁ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ.
ﻭﺃﻭﺿــﺢ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﻨﻲ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ ﻻ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ .
ﻭﺣﺚ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺩﻭﺭًﺍ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﺘﻘﻮﻡ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻳﺠﺮﻱ ﺑﻮﺗﻴﺮﺓ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻭﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﺬﻝ ﺟﻬﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﻹﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﺒﺪﻉ ﻭﺗﺒﺮﺯ ﻛﻔﺎﺀﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﻘﻲ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﺗﺮﺍﻋﻲ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻲ ﺿﺤﻴﺔ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ﻭﺍﻹﻏﻮﺍﺀ ﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺇﺷﺒﺎﻉ ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ.
ﺃﻣـﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻘﺪ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﺮﺗﻊ ﻟﻠﺨﺮﺍﻓﺎﺕ ﻷﻥ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﻭﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻟﺬﺍ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ ﻭﺍﻟﺪﺟﻞ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻓﻘﺪ ﺣﺬﺭ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺷﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ.
ﻭﻣــﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧــﺮﻯ ﻓــﺈﻥ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﻫﻮ ﺳﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺷﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﻭﻃﺮﺡ ﺑﻌﺾ ﺍلإﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺎﺕ ﺑﺄﻧﻬﻦ ﻳﻤﻠﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ ٤٦٥ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ ﻧﺼﻴﺐ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺎﺕ ﻣﻨﻬﺎ ٤٦ ﻓﻲ المائة ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ ﻫﻨﺎ ﺃﻳﻦ ﺗﻨﻔﻖ؟ ﻭﻗﺪ ﺃﺛﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻴﺔ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑــﺪﺃﻥ ﺑﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻬﻦ ﻧﺤﻮ ﺍلإﺭﺗـﻘـﺎﺀ.
ﻭﺫﻛﺮ ﻣﺜﺎﻻً ﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﺑﺬﻛﺮﻩ ﻟﻠﺴﻴﺪﺓ ﺯﻳﻨﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺩﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﻄﻮﻟﻲ ﻭﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻃﻮﻋﺔ ﻣﻊ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺳﻼﻡ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ.