الصفار: الأمة الحية التي تتطلع للأفضل وتسعى إليه
ﺃﻛﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺗﻪ ﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣـﻦ ﻣﺤﺮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻭﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﻨﻪ ﺭﻏﻢ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻟﻪ، ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻭﺧﺬﻻﻥ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ، ﻭﺃﻧﻪ ﻭﻃﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﺛﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ. ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻄﻴﻒ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ (ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ) ﻭﺑﺪﺃﻫﺎ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﴿ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻳﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻧــﺎ ﻟﻦ ﻧﺪﺧﻠﻬﺎ ﺃﺑــﺪﺍ ﻣﺎ ﺩﺍﻣــﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﺫﻫﺐ ﺃﻧﺖ ﻭﺭﺑﻚ ﻓﻘﺎﺗﻼ ﺇﻧﺎ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻗـﺎﻋـﺪﻭﻥ﴾، ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ، ﻣﻮﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ، ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺗﺤﺖ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ. ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﻟﺼﻔﺎﺭ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺤﺎﻭﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ. ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻷﻭﻝ، ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﻟﻸﻓﻀﻞ: ﺣﻴﺚ ﺃﻛﺪ ﺃﻥ ﻓﻄﺮﺓ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻮﻱ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﻟﻸﻓﻀﻞ لأﻧﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻭﻟﻴﺪﻓﻊ ﻋﻨﻬﺎ الضرر. ﻭﺃﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻭﺗﻄﻠﻌﻪ ﻟﻸﻓﻀﻞ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰﻩ ﻋﻠﻰ ﺍلاﺧﺘﺮﺍﻉ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﻳﺮ، ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺃﻥ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻴﻦ، ﻓﻬﻲ ﺇﻣﺎ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻐﻂ. ﻭﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﺗﻔﻜﺮ ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺒﻄﺊ ﺗﻘﺪﻣﻬﻢ ﻭﺗﻄﻮﺭﻫﻢ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻓﺈﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺎﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﺇﻟــﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻣﺒﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻓــﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻫـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍلأﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ: ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻄﻠﻊ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻫﻮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺃﻭﻟﻰ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ، ﺑﻞ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﺍﻟﺪﺅﻭﺏ ﻭﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺃﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﻤﻨﻲ ﻻ ﻳﺨﻠﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﻌﻲ، ﻭﺗﻀﺤﻴﺔ ﻭﺗﺤﻤﻞ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺒﻠﻮﺭ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳﻔﺠﺮ ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻪ، ﻛﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺤﻤﻼ، ﻭﺃﻥ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﷲ ﺗﺤﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺿﺢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﺇﻥ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺤﻘﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻪ.
ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ: ﻣﺆﻛﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺤﻲ ﻫﻮ ﺍﻟــﺬﻱ ﺗﺘﻨﻮﻉ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﺍﺣﺪ لأﻧﻬﺎ ﻧﺘﺎﺝ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﻋﺪﺓ ﻋﻮﺍﻣﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻷﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﺎﻣﻠﻮﺍ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎلاﺕ. ﻭﺃﺷــﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﻭﺍلاﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺗﻘﻮﻳﺘﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻭﺫﻟـﻚ ﻟﺘﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ.
ﻭﺣــﺚ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺨﺮﻁ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮي، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﻌﻲ ﺍﻟﻘﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ، ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﻄﺎﻟﺒﻴﻦ ﺑﺎلاﻧﺘﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻣﻮﺿﺤﺎ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺿﻌﻔﺎ ﻓﻲ الإقبال ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍلاﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺩﻣﺎﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ.