الصفار: السيرة الحسينية مرفأ روحي للإنسانية
بدأ الشيخ حسن موسى الصفار محاضرته والتي جاءت بعنوان (المرفأ الروحي في السيرة الحسينية) ي الليلة الثانية من محرم في جامع الكوثر في صفوى بالآية الكريمة(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) وتناولت ثلاث محاور هي:
أمواج الحياة وشاطئ الأمان وبين أن ثورة الإمام الحسين كانت ثورة شاملة في أبعادها الفكرية والروحية والسياسية، كما هي حركات الأنبياء والرسل فهو وارثهم وأنها حركة إلهية متكاملة في جميع أبعادها، وبين أن البشرية حققت تقدما ماديا وعلميا مذهلا وهو ما يعد مكسبا للبشرية جمعاء بغض النظر عن المجتمع الذي وجد فيه ومن ينتج أكثر فهو في موقع الريادة.
وحث المسلمين على الأخذ بزمام المبادرة للعودة إلى موقعهم الريادي، مشيرا إلى أن البشرية تشهد تقدما ماديا سريعا ولكن في المقابل فإنها تفتقر للجانب الروحي والذي يعد مصدر سعادة الإنسان واطمئنانه، وهذا الافتقار يسبب أضرارا كثيرة على المجتمعات ، وعرض بعض الإحصائيات التي تبين خطورة افتقار المجتمع إلى البعد الروحي والذي سبب تكاثر حالات الاكتئاب والتي أدت بدورها إلى ازدياد حالات الانتحار، وان الاتكال على الله سبحانه وتعالى والإيمان به يفي الإنسان من الغرق في البحر الهائج من هموم الحياة وان القوة الروحية هي الداعم للإنسان في مواجهة المشاكل الاجتماعية لتنقله إلى شاطئ الأمان، مشيرا إلى إنها الجانب العاطفي في عاشوراء.
البرامج الروحية بين الإفراط والتفريط: في هذه النقطة تحدث عن أن الإنسان يحتاج إلى ما يذكره بخالقه سبحانه نتعالى عن طريق البرامج الروحية كالصلاة والدعاء والتهجد وتلاوة القران الكريم موضحا أن لدينا ثروة عظيمة من البرامج الدينية وعلينا أن ننفتح على هذه الثروة وان نحافظ عليها وان لا نقصر فيها كما أننا لا ينبغي أن نغالي بل علينا الاعتدال في ممارسة هذه البرامج وأن لا تكون على حساب حياة الإنسان مستشهدا بالآية الكريمة (قل يا أهل الكتاب لا تفلوا في دينكم) وأننا لسنا بحاجة إلى مثل هذه البدع بل علينا الاستفادة من الثروة الروحية التي تركها لنا أهل البيت عليهم السلام.
الناشطون دينيا ومحاسبة النفس: وذكر أن الناشطين في المجال الديني أمثال الخطباء وعلماء الدين والناشطين في المجال الاجتماعي مثل العاملين في الجمعيات الخيرية هم الاحوج إلى مراقبة النفس ومحاسبتها من غيرهم لأنهم هم البوابة المفضلة للشيطان وأن عليهم أن يكونوا حذرين وأن لا ينزلقوا وان كل الأديان والمذاهب تعاني من ضعفاء النفوس الذي أغرتهم الشياطين وان عليهم الصمود أمام الإغراءات المختلفة.