شجاعة التعبير عن الرأي.. جديد الشيخ الصفار
في ظل أجواء القمع والإرهاب الفكري تتوقف حركة الإبداع ومسيرة التطوير، ولا تقدم لأمة لا تتجاوز هذه العقبة.
بهذه الكلمات يضعنا سماحة الشيخ حسن الصفار في وجه الحقيقة دون مواربة، من خلال مؤلفه الجديد: (شجاعة التعبير عن الرأي.. الشيخ محمد جواد مغنية أنموذجا)، ففي سيرة الشيخ مغنية رسالة مفادها: أن حرية التعبير عن الرأي واجب يمارس وليس حقا يعطى.
الشيخ الصفار يرى أن " من أهم أزمات مجتمعنا أزمة التعبير عن الرأي، حيث يتواطأ الاستبداد السياسي، والتشدد الديني، والتخلف الاجتماعي، لقمع أي رأي آخر، وأي وجهة نظر مخالفة (المقدمة ص5).
ولأن مواجهة الإرهاب الفكري يتطلب وجود مفكرين أحرار، لذا وجب على المتطلعين للتغيير إحياء ذكر أبطال الحرية الفكرية، ومن هذا المنطلق تأتي هذه الدراسة احتفاءا برمز من رموز الإصلاح التنويري في هذا العصر.
يتوقف سماحة الشيخ أمام سؤال قد يطرحه القارئ عن حدود حرية الرأي، فيبادره بقوله: إن تأييد حرية الرأي لا تعني التسليم بصحة كل رأي يُطرح، فالرأي يحتمل الصواب والخطأ، وإظهار الرأي يُعطي الفرصة لنقده وتبيين مواقع الخطأ فيه، أو يدفع للأخذ به والاستفادة منه إن كان صوابا.
يتناول الكتاب عبر صفحاته النحيلة قراءة لحالة الركود في مسيرة المعرفة الدينية، ثم مقومات الشجاعة الفكرية عند الشيخ مغنية فيذكر منها خمس مقومات هي:
1- الالتزام الديني، بأن يكون رضا الله سبحانه هو البوصلة التي توجه أقوال الإنسان وأفعاله.
2- الثقة بالذات، لقد تمرد الشيخ مغنية على أجواء الاستلاب والذوبان، فتمسك بالثقة بذاته، وأطلق العنان لفكره، ولم يمارس القمع لنفسه في داخله.. لهذا نجده رحمه الله يفصل بين احترام الزعامة الدينية والتسليم بكل ما تذهب إليه.
3- الانطلاق من العلم، فالقول الجزاف، والرأي الفارغ، والإفتاء بغير علم، أشد ضررا وأكثر خطرا.
4- قوة الشخصية، فإن الضغوط من المجتمع القمعي تحتاج إلى صلابة وإرادة، تمنحه القوة كي لا يأبه بها، ولا يكترث بصخبها.
5- الزهد في المواقع والمكاسب، فقد يكون السكوت عن بيان الحق ثمنا للوصول إلى مواقع القوة والنفوذ.
ويختم الشيخ الصفار حديثه: إن تجربة الشيخ مغنية أنموذج مشرق لثبات المصلحين واستقامتهم، وهي مصدر إلهام وتحفيز لكل صاحب رأي من أهل العلم أن يتحلى بالشجاعة للاجهار برأيه.
اسم الكتاب: شجاعة التعبير عن الرأي.. الشيخ محمد جواد مغنية أنموذجا
المؤلف: الشيخ حسن الصفار
الطبعة الأولى 1430هـ - 2009م
مؤسسة الانتشار العربي – بيروت، وأطياف للطباعة والنشر – القطيف
«لقراءة الكتاب اضغط هنا»