مجلس كل القطيف الاجتماعي
تتسارع الأحداث والمشكلات على مجتمعنا الذي إن فتشنا في داخله قليلاً لرأينا الآهات والصرخات النابعة من قلب الأب والأم والشاب والشابة... وحتى الطفل الصغير الذي كبر ولم يرى أباه إلا خلف القضبان... حال مجتمعنا لو نفضنا غباره لوجدناه في حالٍ مريرٍ وصعبٍ وشائكٍ... بل ويدمي القلب قبل العين... والعاصفة لم تنتهي بعد والناس من سيء إلى أسوء ولا ندري عما ستنجلي عنه العاصفة.
من هنا سأبدأ مقالي المتواضع وسأطرح بعض النقاط بخصوص الأخطاء الواقعة لمن يمسك بزمام المبادرة حين يعصف بمجتمعنا (كل القطيف) أحداث أو مطالبات أو مناسبات أوأو... الخ.
لا يختلف اثنان أن لكل مجتمع وجهاء يمثلوه في شتى الظروف التي تمر عليه. ولكن هناك نقطة هامة يجب تصحيحها في أذهان عامة الناس ألا وهي شروط الوجاهة ومن يستحق أن يلقب بالوجيه، فليست الوجاهة أن تكون ذو أموالٍ طائلةٍ أو ابن العائلة الفلانية أو صاحب تلك العمامة أو ميراث يتوارثه الأبناء من الآباء. إن الوجاهة الحقيقية هي خدمة الناس والتواضع لهم والسعي في قضاء حوائجهم وتقديم مصالح المجتمع على المصالح الشخصية أو العائلية أو القبلية وعدم ظلم الناس وخداعهم وأن يكون ذو أخلاقٍ رفيعةٍ وسمعةٍ نظيفةٍ والمبادرة إلى عامة الناس بالحب والعطاء والتسامح.
هذا ما يجب أن يعيه عامة الناس ويفهموه أن الوجيه صار وجيهاً لا لشيء غير أنه قدم مصالح مجتمعه على مصالحه وخاف على مجتمعه وضحى من أجله. وبذل من صحته ووقته وماله حرصا وحباً وعطاءً لبلده وأرضه.
هذه بعض صفات الوجيه التي يجب أن تتوافر في من يمثلنا كمجتمع في كل قضايانا وخصوصا المصيرية منها.
لست هنا بموضع الدفاع عن الشيخ أو أسلوبه وطريقته في التعاطي والمبادرة لحل قضايا البلد والناس وقد أختلف معه وأنتقده في بعض الأمور. وقد ترددت مراراً قبل أن أكتب هذا المقطع لما قد أتعرض له من إساءة أو اتهام بتلميع الشيخ أو عتاب أحباب... ولكن واقع الحال يوجب لي أن أكتب وأوضح بعض النقاط. والشيخ حسن هو خيرُ مثال لما أود أن أطرحه وأبينه.
عند كل حادثة تحل بمجتمعنا يتفرج الكثير من الناس إلى ما يؤول إليه المصير وكأن الأمر لا يعنيهم وليس لهم شغل فيه ولا مسئولية. ولا عمل لديهم غير التحليل والتنظير في الحدث والمشكلة التي تحل ببلدهم أي أهلهم وناسهم. هذا هو الحال في مجتمعنا باختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم الشخصية. وفي الواجهة دائماً ما يطرح اسم الشيخ حسن الصفار (قال. فعل. ذهب. عمل. أخذ) وبغض النظر عن ماقام به وسعى لأجله وسواء كان إيجابياً أو سلبياً يبقى الشيخ -في نظر البعض- لم يفعل شيئاً، ويريد أن يسيطر على الساحة، ويجعل الجميع تحت عباءته، ويتكرر الموال المعروف الصفار كذا وكذا...الخ. هذا هو الحال أيضاً عند بعض من لقبوا أنفسهم بالوجهاء دائما ما يرمون سهام أخطائهم وسكوتهم وتهاونهم على الشيخ وكأن القطيف خلت من شخصية غيره مع أن من يدعون الوجاهة في المجتمع كثيرون إلا أن الصفار دائماً وأبداً يبقى الاسطوانة التي تعيد وتزيد...
وهنا يحق لي أن أطرح سؤالاً ماذا لو كان الشيخ حسن الصفار من إحدى العوائل المخملية في القطيف؟ وأترك الجواب مفتوحاً لعامة الناس!!!
إذا كان الشيخ حسن الصفار كما وصف؟ فإلى متى سنظل نكيل الاتهامات لغيرنا ونحن جالسين في منازلنا ننتظر المخلص... لماذا لا نبادر ونتصدى نحن على الأقل لبعض هموم واحتياجات مجتمعنا وبالقدر الذي نستطيع خطوة تلو الخطوة. لكي نستطيع الحكم على أنفسنا أولاً ثم على غيرنا؟ ونرى بتجربتنا هل الساحة مفتوحة للجميع أم أنها محصورة وحكراً على الشيخ الصفار أو فئة من الوجهاء أو على بعض العمائم؟
ولكن علينا قبل البدء بإصلاح مجتمعنا أن نصلح أنفسنا ونعرف أن هذا الطريق يحتاج إلى التضحية بالمال والوقت والصحة ووو..الخ، هذا هو طريق الوجاهة الحقيقية التي يجني ثمرها مستقبلاً عامة الناس باختلاف مستوياتهم ومناطقهم صغيرهم وكبيرهم وغنيهم وفقيرهم.
الشباب هم ثمرة كل مجتمعٍ وهم مستقبل الحاضر الذي نعيشه وهم الأمل الذي نعمل لأجله لنمهد له الطريق لمستقبلٍ زاهرٍ وهم المحرك الحقيقي لكل عمل، وعليه فتجاهلهم يعني أنك خسرت أكثر من نصف مجتمعك الذي تعيش فيه!!
بهذه المقدمة البسيطة أدخل للب المقال وهدفه وهو اقتراح مجلس كل القطيف الاجتماعي؟
وبدون أن أعطي التفصيلات في مقترح المجلس سأتحدث عن ما من شأنه أن يشجع ويبرر إنشاء هذا المجلس القطيفي الذي يجمع كل أطياف المجتمع باختلاف انتماءاتهم ومناطقهم؟ وبشعار وهدف واحد وهو خدمة مجتمعهم والرقي به.
لا يخفى على أحدٍ من شرائح المجتمع أن فئة مهمة وكبيرة في مجتمعنا مهمشة تهميشاً كبيراً وبدون أن (أذكرها) أستطيع أن أدعوها بفئة الشباب. الذين ليس لهم أي دور في بعض قضايا المجتمع المختلفة!! فالدائرة محصورة في فئات وأسماء معينة يسرحون ويعملون كما يشاءون في جميع المطالبات والقضايا بدون أن يكون لتلك الفئة أي دور أو استشارة وكأن الأمر لا يعني أحد غيرهم وهم المتحدثون باسم البلد ومن يتخذون القرارات التي فيها مصالح الناس وبرغم ذلك لا نستطيع أن نلومهم ونكيل لهم اتهامات بل علينا أن نشكرهم نظير مجهودهم وعملهم؟؟
من هنا انطلقت فكرة إنشاء مجلس كل القطيف الاجتماعي ليضم تلك الفئة من الشباب المؤمن ليتخصص هو في معالجة وتضميد بعض جراحات مجتمعه الذي يعيش فيه قلباً وقالباً وهو على أتم الاستعداد أن يضحي من أجله. انطلقت الفكرة لأن جيل الشباب المثقف والواعي والمؤمن هو الأدرى بمعاناة الناس ودائهم وما يحتاجونه من الدواء. هو مع عامة الناس في الموكب الحسيني الذي يضم المئات وأحياناً الآلاف وهو معهم في احتفالاتهم هو معهم في لجانهم المختلفة التي دائم ما تُعنى باحتياجاتهم ومصلحتهم هو معهم في شتى الظروف والصعاب.
فلا مفر من استثمار هذه الطاقة المتولدة في الشباب وصقلها في خدمة المجتمع كرقم أساسي فيه لا بل هو الرقم الأول لو قمنا بعملية إحصائية في كل مناطق القطيف الحبيبة سنرى أن الفئة المهمشة هي صاحبة الرصيد الأكبر بين عامة الناس. وهذا ما يجب أن يعيه ويدركه المسئولون أولاً ثم المتحدثون الرسميون باسم القطيف. فالوجيه المؤثر في مجتمعه هو صاحب الشريحة الأكبر بين عامة الناس وخصوصاً الشباب وهذا الرصيد لا تستطيع الحصول عليه أو التأثير فيه دون أن تنزل للشارع وتتواضع له وتتعايش معه وتثبت إخلاصك ووفائك وعطائك له.
لذا علينا أيها الأخوة الأعزاء أن ننظر بواقعيةٍ لما حولنا ونضع الثقة بأنفسنا ونعمل جاهدين لتدارك أخطائنا ونعمل على استثمار طاقاتنا وعدم اليأس وتحبيط أنفسنا وإزالة بعض الأخطاء والعقد المتأصلة بيننا. وأجزم أنكم كما ستواجهون المحبِّطون والعاملون على إسقاطكم ستجدون في الوقت نفسه الداعمون لكم ويكفيكم جيلاً كبيراً من الشباب الواعي سيكون بجانبكم. ولا غرابة أيضاً أنكم ستجدون المباركة من الدوائر الرسمية كما الشيخ حسن الصفار وبعض من الوجهاء. لا لمنة بل لأن مجلس كل القطيف سيكون الرقم الأصعب والأكبر بين كل المتصدين الحاليين خصوصاً لمن لا يملك التأثير حتى على الشارع الذي يقطن فيه!!.