المؤتمر الإفتتاحي لبرنامج المكتبة الصيفي (صيفك على كيفك)
برعاية المجلس البلدي، وبحضور نيابي وبلدي وممثلين عن مختلف المؤسسات الأهلية، وضيوف من المملكة العربية السعودية، وطلبة البرنامج الصيفي، عقدت مكتبة الغدير الإسلامية مؤتمرها السنوي الثالث لافتتاح البرنامج الصيفي، والذي جاء هذا العام تحت شعار "نحو جيل ناشئ برؤى إسلامية"، حيث قُدمت خلاله ثلاث أوراق على النحو التالي:-
* الورقة الأولى : قدم الأستاذ محمد جواد مرهون نائب رئيس مركز التوعية للإرشاد الأسري، ورقة بعنوان "أرقام خطيرة في المجتمع البحريني"، تناولت مجموعة من النسب الخطيرة في المجتمع البحريني، وركزت على بعض عوامل الانحراف في الوقت الحاضر، من قبيل مواقع الانترنت وغرف الدردشة، وأكد على ضرورة الشجاعة في مواجهتها والتخطيط لذلك، مركزاً على دور الأسرة والأقرباء في تخريج الناشئ المؤمن، ومقدماً مجموعة مقترحات لمتابعة الأبناء منها مصادقة الأب لابنه الناشئ، والتواصل معه للتعرف على أصدقائه، محيطه، اهتماماته. كما ركز على ضرورة مراقبة أوقات الوحدة التي يقضيها الابن سواءً مع التلفاز أو مع الانترنت، وقد استدل مرهون بدراسة قام بها في مارس 2005م على عينه من 1000 مراهقة من قرى البحرين تنحصر أعمارهن بين 13: 15 عاماً ، حيث تبين إن 218 مراهقة ويمثلن 21،8% تعرضن إلى مضايقات أو دعوة تحمل في طياتها إلى الانحراف السلوكي، وان 112 مراهقة تمثل 11،2% دخلن إلى مواقع أوصلتهن إلى موقع إباحية، وان 31 منهن وتمثلن 3،1% كررن الدخول إلى مواقع إباحية، وان 201منهن ويمثلن 1، 20% يعرفن إن أحداً من الأهل أو الأصدقاء لديه علاقات غير سوية عبر الانترنيت . معتبراً أن خيار المراقية عبر الأجهزة الإلكترونية المختصة بمراقبة مواقع الانترنت، أو فلترة القنوات الفضائية الهدامة، قد تكون خياراً في بعض الحالات.
* الورقة الثانية : قدم الشيخ محمد عمير أستاذ الحوزة العلمية بقم المقدسة، ورئيس تحرير صحيفة المرفأ الصادرة عن مرفأ الكلمة بقم ورقة بعنوان "الهندسة النفسية للناشئة"، ركز فيها على ضرورة الموازنة في النظر إلى نفسية الناشئ أو المراهق، على اعتبار أنه في الوقت الذي يجب أن نحذر من كونه في مرحلة حرجة تتفجر فيها الغرائز والشهوات، فهو في نفس الوقت في مرحلة هامة تتفجر فيها الطاقات بما فيها طاقة حب التدين والتوجه نحو الله عز وجل. كما وصف سماحته المجتمع بأننا يجب أن نتعامل معه كرجل لا كأنثى، فالمجتمع –بحسبه- ليس أنثى علينا أن نتستر على عوراته، بل هو رجل يجب أن يواجه مظاهره السلبية ويبحث عن حلول لها.
* الورقة الثالثة : قدم الشيخ حسن الصفار أحد أبرز علماء المملكة العربية السعودية، ورقة بعنوان "العمل التطوعي ودوره في صياغة الناشئ المؤمن"، حيث ركز فيها على ضرورة العمل التطوعي، وقدم نماذج عملية قام بها مجموعة من المتطوعين في مختلف دول العالم ومن مختلف المذاهب، وتسائل "كيف يهتم غير المسلمين بالعمل التطوعي، ويبذلون كل هذا الوقت والجهد في سبيله، فيما نتقاعس نحن عن ذلك؟"، واعتبر إن العالم تجاوز العمل التطوعي المناطقي والفئوي، إلى العمل التطوعي العالمي والإقليمي. كما أشار إلى أن أهم فوائد العمل التطوعي تتمثل في إحساس المتطوع بمكانته ودوره في المجتمع، والراحة النفسية التي يحصل عليها كل شخص عندما يخدم الآخرين لأنها سنة كما في كتابه عز وجل "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم"، إضافة إلى صقل المواهب الفردية، واستغلال وقت الفراغ. "إن العقلاء في المجتمعات الواعية تفكر في الحلول للمشاكل ولا تنشغل بالتوصيف، فإن الشاب الذي يعيش اليوم مع كثرة المؤثرات والمثيرات إن لم نجد له برنامجا فاعلا فإنه سيتمرد، فالقابض على دينه كالقابض على الجمر كما جاء في الحديث شريف". متسائلاً : "إذا كان لكل تطور في الحياة مضاعفات هل نتمنى أن يقف التطور؟ هل نتمنى العودة إلى العهد القديم لكي ننجو من الحوادث والتلوث والبطالة والمواقع الإباحية والبلوتوث؟ لا أعتقد أن بيننا من يقبل ذلك، لكن السؤال الذي يجب أن يدور بيننا: كيف يمكننا التقليل من مشاكل هذا التطور؟ وكيف نسيطر على سلبياته ومضاعفاته؟ إن جلوسنا وذكرنا للمشكلة والاستغراق في ذلك لا يحلها بل لعله يزيد في التأزيم النفسي تجاهها، والخطب والمواعظ وإن كان لها دور ايجابي إلا أنها ليست كل الحل."
هذا وقد عقب الأوراق مداخلات قدمها مجموعة من الحضور كان أولها للشيخ محمد علي السندي، والذي أكد على ضرورة التفريق بين المعلومات والآرقام التي تُساهم في تشخيص الحالة، والإرشادات التي يجب أن نبعثها في المجتمع، وذلك تجنباً للدخول في جو إشاعة الفاحشة. تلتها مداخلات لكل من : الأستاذ سلمان النشابة –رئيس العلاقات العامة بفرع الوسطى التابع لجمعية التوعية الإسبلامية-. الأستاذ عبد النبي حبيب، الملا عبد الزهراء كاظم، الأستاذ علي –عضو جمعية الوسيلة بسماهيج-. كما شارك في المداخلات مجموعة من الطلبة المنتسبين للبرنامج الصيفي وهم : محمد عبد النبي، مهدي سعيد، حبيب عبدالنبي حبيب.
وكان ختام المؤتمر بتكريم المشاركين ثم وجبة عشاء.