في الذكرى السنوية الأولى للفقيه الشيرازي
الشيخ الصفار : وجوده كان حجة علينا ومحفزا لنا
شارك سماحة الشيخ حسن موسى الصفار مساء الخميس26/5/1430هـ الموافق 21/5/2009م بكلمة ألقاها في الحفل التأبيني بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي (أعلى الله درجاته) في سيهات ، بحضور شخصيات علمائية واجتماعية من مختلف المناطق.
وقال سماحته في كلمته : " إنَّ وجوده كان حجة علينا وسيرته محفزة لنا " ، موضحاً أنَّ من لطف الله على البشر أنَّه - سبحانه وتعالى – يهيئ للناس في كل عصر من العصور من يكون حجة عليهم ومحفزاً لهم .
مشيراً إلى كونه حجة علينا ؛ لأنَّ يطبق القيم ، ويلتزم بالمبادئ في نفس الظروف التي يعيشونها حتى لايبرر أحد لنفسه أنَّ الالتزام بها ليس ممكناً ضمن هذه الظروف وهذا العصر ، أمَّا كونه محفزاً لنا ، لأنّ بعض الناس قد تسيطر عليه شهواته فتعرقل طريقه في الالتزام بالقيم والمبادئ .
مبينا أنَّ الفقيد كان يمتلك من المقومات تجعله قادرا على السيطرة والهيمنة على الكثير من المواقع والمصالح والنفوذ ، لكنه لم يرد شيئاً من ذلك .
وأشار سماحته إلى أنَّه ينبغي أن نجعل من سيرة هذا الفقيد حافزاً ودافعاً لنا ، للاقتداء بمكارم أخلاقه ، واصفاً شخصيته بـ" الملائكية " .
وتناول سماحته في كلمته بعض ماتتميز به شخصية هذا الفقيد من أبعاد تحتاج إلى التأمل والتفكر ، خاصة فيما يرتبط بتعامله مع الناس ، فقد كان ورعاً وزاهداً ، وكان يعيش حياة البساطة ، كما كان يدفع الناس إلى تلمس الأعذار والتبريرات للآخرين ، وكان يدعوهم إلى الاعتدال والتعقل في مواقفهم وتصرفاتهم ، وكان يؤسر الآخرين على نفسه، على حساب راحته ووقته .
ملفتاً إلى أنَّه ماكان يرى نفسه مخلوقا لهذه الدنيا ، بل كان يرى إن بقاءه في هذه الدنيا هو استجابة لأمر إلهي .
وأضاف سماحته إلى أنَّ الفقيد كان " أنموذجاً " في التزامه بالقيم والمبادئ ، فلم يكن متميزا في علمه فقط ، وإنَّ كانت ميزة كبيرة ، لكن الميزة الأهم، كان تميزه الأخلاقي .
موضحاً أنَّ التميز العلمي شيء وجانب الورع والتقوى شيء آخر ، مشيراً إلى أنَّ الحديث عن القيم والمبادئ أمر سهل ، و لكن الصعوبة تكمن في الالتزام بها.
وتحدث سماحته عن علاقته أثناء تواجده بالكويت مطلع التسعينات لحضور دروس السيد والتتلمذ على يديه حتى غمره بلطفه وعلمه وأخلاقه ، موضحاً ذلك بقوله : مع كثرة انشغالاته ومسؤولياته إلا أنَّه كان يخصص لي ساعتين أو تزيد ، إضافة إلى درسه العام في الفقه الذي أشارك فيه ، مستعرضا بعض المواقف التي شهدها من سيرة السيد الفقيد التي اتسمت بالأخلاق الملائكية .
من جهة أخرى نعى سماحته في كلمته رحيل أحد ابرز مراجع الدين الربانيين في حوزة قم العلمية آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت ( رضوان الله عليه ) الذي التحق بالرفيق الأعلى صباح يوم الأحد 21/5/1430هـ ، مبينا أنه من الشخصيات الروحانية العرفانية .
وقال في بيان نشر على موقعه :إنَّ فقده يمثل خسارة كبيرة لأهل العلم والدين ، كان شخصية روحانية عرفانية، يشع من محياه نور العبادة والتقى وتحكي سيرته حياة الورع والزهد، ويفيض على الناس منه عطر الأخلاق الرفيعة.
يشار أنَّ مشاركة سماحته كانت بدعوة من ديوانية الرسول الأعظم( ص ) ولجنة الإمام علي (ع ) بسيهات .